يقول البعض إن المشهد البصري في جدة، اعتاد منظر المياه في الشوارع وتجمعها هنا وهناك، ولم يعد المسؤولون في عدة جهات، يفرقون بين البرك التي تخلفها الأمطار، وتلك التي يخلقها غسالو السيارات في أكثر من موقع في شوارع جدة الشهيرة، ولما اختلط الأمر على الجميع تزايد عدد الغسالين واستحدثوا مواقع أكثر أهمية بناء على متطلبات عملهم، موقع عام تكثر فيه السيارات، ومصدر للمياه يملأ براميلهم الملوثة. في المواقع القريبة من أشياب الفيصلية مثلا وهي كثيرة، لا يكترث المحترفون الأفارقة بمصدر المياه، فأقرب إشارة ضوئية تضيء باللون اللأحمر لوقوف السيارات، وبخلاف المعتاد هي إشارة انطلاق للغسالين يتسابقون فيها على صهاريج المياه المحملة بمياه التحلية، فيسرقون منها ما استطاعوا وهم يملأون براميلهم أمام الجميع في مشهد غريب، اعتاد عليه سائقو الصهاريج ويئسوا من مطاردة الأفارقة واستسلموا للأمر. إلى متى ستظل عروس البحر تتلوث شوارعها بمياه المخالفين لنظام الإقامة والعمل أمام العيان دون تحرك من الجهات المعنية بوقف الظاهرة، التي استنزفت جيب المال العام، خاصة وأن المواد الكيمائية التي تستخدم في غسيل السيارات، تؤثر في طبقات الإسفلت وتؤدي إلى إتلافها، هكذا بدأ أحمد الزهراني حديثه ل «عكاظ» في شارع غرناطة، بجوار مجمع سوق الشرق، الذي يتوسط الحي ويلجأ إليه العديد من الأفارقة لاستقبال المتسوقين، وعرض خدمة غسيل سياراتهم بينما يتسوقون. وتنتشر ظاهرة غسيل السيارات في عدد كبير من أحياء محافظة جدة، ومن بينها بجوار مخرج حي قويزة، وحي الجامعة، وشارع التلفزيون بحي غليل، وشارع عبد الله سليمان بحي الجامعة 3، وسوق الأمير متعب بحي الجامعة/5، وغيرها الكثير وذلك إثر تجمع العديد من العمالة الأفريقية المخالفة التي تعرض خدماتها في الوقت الذي تتزايد أعدادهم بشكل ملحوظ، وتتلف الشوارع التي يتجمعون نحوها بشكل مؤرق. ويقول سعود الحكمي: يا «شين» الغسالين في الأماكن العامة، يجبرونك على غسيل سيارتك بخلاف رغبتك ويحرجونك، ويلتصقون بك، وعندهم استعداد يغسلون السيارة بريالين في وقت الظهيرة، ولا أدري لماذا كل هذا العناء. ويشير أبو مازن الشهراني إلى أنه لا بد من المتابعة والجدية في هذا الموضوع، تحديدا وأن جدة امتلأت بالمخالفين بالآلاف، ولا بد من تكثيف الدوريات الأمنية، والقبض والقضاء عليهم، ملمحا إلى أن انتشارهم دوما ما يكون في البلد وغيره من الأحياء العشوائية، لافتا إلى أن منهم من لا يجد عملا يسد به قوته فيخرج عن السيطرة ويرتكب جرائم السرقة. ويبين عاصم المري أنه لا يغسل سيارته في الأماكن التجارية الخاصة بغسيل السيارات، لارتفاع أسعارها وبفارق كبير، وليست بذات جودة غسيل الأفارقة المخالفين، الذين يتقاضون مابين 10 و15 ريالا في حين لا يقل سعر المغاسل المتخصصة عن 20 ريالا وتصل إلى 50 ريالا بحسب الخدمات المقدمة، التي يجمعها الأفارقة في عمل واحد، بجودة عالية وسعر زهيد. ويختلف معه صديقه جارالله العتيبي قائلا «نحن بهذه الطريقة ندعم تواجد مثل هؤلاء المخالفين، الذين يتسببون في تشويه صورة عروس البحر الأحمر بمختلف الأوجه، ويجب علينا مقاطعتهم تماما والتوجه للأماكن المخصصة لغسيل السيارات، ويجب هنا على وزارة التجارة أن تكثف الرقابة على تلك المحال، وأن تفرض أسعارا محددة وتعلنها حتى لا يقع العامة من الناس ضحية لأطماع التجار». وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن إمارة منطقة مكةالمكرمة أبرقت للجهات المختصة، بغرض تشكيل فرق عمل مختصة مكانية في كل محافظة على حده، وتتكون من مندوب من المحافظة والبلديات والشرطة والجوازات والمرور، ويناط بها مهمة التنسيق للقبض على هذه الفئة المخالفة، وتسليمهم للجوازات لترحيلهم، ومن يحمل إقامة يطبق النظام بحقه وبحق كفيله، بغرض القضاء على الظاهرة السلبية مشددة على تفعيل أعمال اللجنة وتطبيقها. المتحدث الرسمي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أكد القبض على أعداد كبيرة من غسالي السيارات في الشوارع، والأحياء وذلك خلال حملات أمنية نفذها رجال الأمن، مشيرا إلى أن تعقب المخالفين وملاحقتهم يتم من خلال حملات متواصلة، بشكل أسبوعي ومستمر، بينما انتشار ذوي البشرة السمراء لا زال مكثفا في عدد من مناطق جدة.