لن يعد غسل السيارات في شوارع وميادين العاصمة المقدسة أمرا مغريا وسهلا كما هو الحال الآن، بل أصبحت فاتورتها ثقيلة تجعل أصحاب السيارات يفكرون ألف مرة قبل أن يتركوها ل «سطل وفوطة» الغسالين، بعد قرار لجنة مشكلة من دوريات الجوازات وإدارة مرور العاصمة المقدسة بفرض غرامة قدرها 150 ريالا على كل من يضبط وهو يغسل سيارته في الشارع. وجاء هذا القرار، بعد اقتراح تقدمت به دوريات الجوازات، للقضاء على ظاهرة غسل السيارات وما يصاحبها من مشكلات اجتماعية، ونال المقترح تأييد الجهات المشاركة وعلى رأسها إمارة منطقة مكةالمكرمة. اعتبر بمثابة «الضربة القاضية» لعديد من المشكلات، مثل هدر المياه التي تسرق من التمديدات العامة أو التي تجلب من المساجد بجانب البرك والمستنقعات التي تتركها عمليات الغسيل في الشوارع. وفيما أكد عدد من أصحاب السيارات على أهمية تفعيل القرار حتى يؤتي أكله، رأى آخرون أن الأمر لن ينتهي بين يوم وليلة، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المغاسل الملحقة بمحطات الوقود والازدحام الذي تشهده في كثير من الأوقات سيجبر البعض على الاستعانة ب «غسالي الشوارع». وقال رامي العتيبي إن البعض يقصدون مواقع معروفة يتجمع فيها عدد كبير من العمالة خاصة الأفارقة بدلا عن الانتظار الطويل في المغاسل المخصصة «هنا تستطيع أن تغسل سيارتك مقابل عشرة ريالات وبشكل جيد، بينما يتكلف الأمر في المغاسل الخاصة 15 ريالا وأحيانا أكثر». ولفت إلى أن تواجد الغسالين بجوار مواقف السيارات والأسواق التجارية وبعض القطاعات الحكومية الخدمية يسهل الحصول على خدمتهم دون تكلفة زمنية إضافية. أما عبدالرحمن عمر، الذي كان في انتظار فراغ أحد العمال من غسل سيارته أمام أحد الجوامع، فأشار إلى أنه علم بأمر الغرامة ومضاعفتها في حالة التأخر في سدادها، إلا أنه لا يزال يعتقد أن الأمر لم يطبق بعد بشكل جدي: «كما ترى لا يزال بعضنا يغسلون سياراتهم في الشارع، لذلك فإن التطبيق الحازم للعقوبة سيكون رادعا بلا شك فمن سيعرض نفسه لغرامة قدرها 150 ريالا مقابل توفير خمسة ريالات؟». أما عبدالعزيز خان فأشار إلى أن الغسل العشوائي ساهم في تلوث البيئة خاصة مع بقاء المياه راكدة في مواقعها مدة طويلة؛ لذا فإن تحرير مخالفة مرورية متمثلة في غرامة مالية سيساهم بشكل في اختفاء هذه المشكلة سواء في الميادين العامة أو غيرها من المواقع. لكن موفق القيسي ذكر أنه في حال تطبيق هذا القرار بشكل فعال فإن البعض سيلجأ لغسل سياراتهم في أوقات متأخرة من الليل أو بعد صلاة الفجر بالاتفاق مع الغسالين، كما سيلجأ بعضهم لغسلها داخل الحارات والأزقة الضيقة بعيدا عن أعين الرقابة. أحد الغسالين اسمه يحيى ذكر أنه لا يعلم شيئا عن الأمر، لكنه في كل الأحوال سيواصل عمله بشكل اعتيادي فهو وغيره لا يملكون سوى سطل وبضعة مناشف وجاهزون للفرار متى ما كان هناك خطر حولهم «أخرج إلى العمل بعد صلاة الفجر واستمر حتى ال 11 مساء وأتقاضى ما بين ثمانية إلى عشرة ريالات للسيارة الواحدة». من جانب آخر أكد الناطق الإعلامي بإدارة مرور العاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري ل «شمس» أن الغرامة المالية تم تطبيقها حسب الأنظمة المرورية وقدرها 150 ريالا وتندرج تحت بند «آداب الطريق». مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيخفف بنسبة كبيرة من غسل المركبات العشوائي كما سيسهم في القضاء على بعض المخالفات الأخرى المتعلقة بها. يذكر أن اللجنة بدأت عملها قبل ثلاثة أسابيع، وقبضت على مجموعة من غاسلي السيارات وحررت بحقهم مخالفات، وصلت إلى 50 مخالفة، كما تم القبض على 30 مخالفا من الغسالين وأحيلوا إلى الترحيل. ونجح القرار -بحسب مدير دوريات جوازات العاصمة المقدسة الرائد صالح القحطاني- في القضاء على الظاهرة في عدد من أحياء العاصمة المقدسة، وخاصة في حي الخالدية .