مع بزوغ شمس الصباح في منطقة نجران، يشهد حي الخالدية حركة دؤوبة لا تتوقف إلا في منتصف الليل، هذه الحركة أبطالها عمالة سائبة من جنسيات مختلفة، حولت الحي وكرا لها لدرجة أن السعودي الذي يسكن فيه يعتبر كأنه غريب في وطنه. «عكاظ» قامت بجولة في حي الخالدية ورصدت الفوضى العارمة التي تحدثها هذه العمالة، إضافة إلى انتشار المخلفات التي يرمونها في الطرقات، ولاحظت أن أعدادهم تزيد بشكل مخيف، خصوصا من بعد صلاة المغرب وحتى منتصف الليل، وكذلك الانتشار الكثيف للبسطات العشوائية. وخلال تجولنا بالمركبة داخل الحي للوقوف على مشكلة أهالي المنطقة، تهافت العشرات منهم نحو المركبة عارضين علينا الخدمات التي نرغبها وبأسعار مختلفة، مكتفين بالرد عليهم بأننا لا نريد سوى البحث عن مسكن للعزاب. تجولنا في أعماق الحي فرصدنا محالا تجارية تبيع أدوات مختلفة عن النشاط المرخص لها بمزاولته، وأيضا مطاعم تنعدم فيها النظافة غالبيتها تقدم الأكلات المفضلة لهذه العمالة. كما رصدنا وجود بعض المساكن الشعبية الضيقة، وأيضا تكدس العمالة أمام أبواب المنازل التي يقطنونها يتجاذبون أطراف الحديث بلغتهم. وأبدى سكان الحي تذمرهم من السماح للعمالة السائبة من مختلف الجنسيات بمجاورتهم والسكن قرب منازلهم، وتجمعها بشكل كبير في الحي، وجلوسها عند الأبواب؛ ما أثار الخوف على أطفالهم وعوائلهم من ما قد تسببه هذه العمالة من جرائم مثل القتل والسرقة. وقالوا: نستغرب انتشار وسكن العمالة في جوارنا، وتركهم يأخذون راحتهم في السكن، وكذلك تشويههم للحي بتعليق ملابسهم عند الأبواب وفي النوافذ، وعدم الحفاظ على النظافة، سواء عند منازلهم أو في الحي. وطالب السكان بمنع أصحاب العقارات من تأجير السكن للعزاب من هذه العمالة لكي ينعموا بالأمن.