نعم.. وبالرغم من أنه ترك الوزارة منذ سنوات طويلة قليلا، إلا أنه ما زال في الذاكرة، وكلما فكرت في الوزراء ذوي الأمانة والنزاهة والجد والاجتهاد أجده أمامي.. كونه حريصا على إتقانه لعمله والمشاريع التي تتعلق بوزارته، وقد تصل في معظم الأحيان إلى حد الكمال. فهذا هو معالي الوزير الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات السابق، والذي تحلى بالإضافة إلى إتقان العمل الذي يشرف عليه وصولا إلى حد الكمال أيضا في النزاهة والأخلاق والتواضع، إلى حد أنني في كل مرة أقابله فيها صدفة في سوق أو محفل أجده رجلا عاديا جدا يشتري حاجته بنفسه، متخليا عن أبهة المنصب والمشلح الذي تعود البعض على الالتزام بها حتى لو كانت المهمة عادية جدا لا تتعدى زيارة مشروع صغير ومتواضع ليس له أهمية بالنسبة لمنصبه أو وزارته. والدكتور ناصر السلوم، بالإضافة إلى كل هذه الأوصاف الجليلة التي يتحلى بها، هو في داخله مسؤول ووزير تصل قناعته إلى إتقان عمله في وزارة المواصلات إلى حد الوقوف شخصيا على كل مشاريع الوزارة بنفسه. ولم أره مرة واحدة حريصا على مظاهر الأبهة، بل رأيته يتسوق بنفسه ويصل إلى مجالس أصدقائه وحيدا دون أبهة الوزارة وحاشية المنصب. تذكرت كل هذا عندما صدمني أخيرا مسؤول إدارة صغيرة متواضعة وهو يخرج من سيارته الفارهة أمام بوابة إدارته والحراس يتقافزون لفتح أبواب العربة له ويمدون أيديهم إلى مشلحه الذي كاد يقع من كتفه وهو خارج من سيارته. والدكتور ناصر السلوم، في الأول والأخير، وزير نسيج وحده أخلاقا وتواضعا وحرصا على إتقان مشاريع وزارته إلى درجة أن الطرق في المملكة والمواصلات قد عمت المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ومساحة المملكة تعتبر قارة بين كل دول العالم مساحة. وددت أن أقول هذه الكلمة المتواضعة في هذا الرجل الذي سينصفه التاريخ كلما سافرت على شبكة الطرق الطويلة والكباري الممتدة داخل المدن والقرى.