يقول المدرب أمين دابو في قراءته الفنية للمباراة: «لا أحد يستطيع توقع ما يحدث في الديربيات، لا سيما عندما يشارك بها عدد كبير من اللاعبين الجدد كما هو حال مباراة اليوم، فهناك أكثر من ثلاثة لاعبين أجانب وكذلك لاعبين محليين يشاركون أول مرة مثل أحمد الفريدي وأسامة هوساوي». ويضيف: مباراة الاتحاد والأهلي لا يمكن أن نقيسها بمعيار فني فقط وإنما هناك العديد من المعايير التي يجب أن نركز عليها في تحليلنا للمباراة، فعنصر التركيز وضبط الأعصاب إلى جانب اللياقة العالية قبل وأثناء المباراة من العناصر المهمة التي يجب على الناديان العمل عليها لأن العمل بدون تركيز وبدون ضبط للأعصاب أعتقد بأن الأمور الفنية والتكتيكية يصعب تطبيقها في المباراة، لذا فإن الفريق المؤهل للفوز ليس من هو أفضل على الورق وإنما من يستطيع التركيز ويلعب بثقافة الفوز ولديه لياقة عالية تمنحه الأفضلية طوال 90 دقيقة، وبالتالي نجد أن المباراة هي مباراة للاعبين بالدرجة الأولى وليس مدربين. الأسلوب الأمثل للفريقين هو اللعب 4/5/1 لصعوبة المباراة، ولا يمكن الاعتماد على موقف الفريقين قبل المباراة ولا يمكن أن نقيس الأفضلية بما هو على الورق الذي يشير إلى أن الأهلي هو الأفضل وليس شرط من يمتلك الكرة أكثر هو الأفضل وليس من يهاجم ويشكل خطورة تكون حظوظه قوية لتحقيق الفوز وإنما من يكسب هو من يلعب بشكل منظم دفاعي أولا ولديه لاعبين في الدفاع يملكون القدرة على احتواء خطورة الخصم ولديه لاعبي خبرة وكذلك توظيف جيد للإمكانيات وأي فريق يلعب بأسلوب مفتوح أعتقد بأنه يخوض مغامرة لا يتحكم في نتائجها، لذا الاعتماد على التنظيم الدفاعي هو هدف استراتيجي للمباراة. ويقول دابو: «بالنسبة لمفاتيح اللعب بالأهلي هناك تيسير الجاسم عندما يكون حاضرا ذهنيا فإنه يشكل خطورة من خلال الغزو من العمق إلى جانب انطلاقات منصور الحربي الذي يجيد الأداء الهجومي أكثر من الدفاعي، وهناك مصطفى بصاص عندما يلعب في الجهة اليمنى مع وجود مهاجم مكتمل مثل فيكتور، ويكون الأهلي أكثر خطورة عندما يكون الحوسني في مستواه، كما أن مشاركة أسامة هوساوي تمنح الدفاع الأهلي ثقة وانسجاما وهو أفضل من دفاع الاتحاد ولعل مركز الظهير الأيمن في الأهلي هو الأفضل كفاءة»، أما مفاتيح اللعب في الاتحاد تكمن في نايف هزازي فهو مهاجم لا يرحم في الكرات الجانبية وأتوقع أن يكون حاضرا في هذه المباراة تحديدا، ولا سيما بعد نشوته بالتألق مع المنتخب أمام الصين ويريد تعزيز ثقة جماهير الاتحاد بقدراته فهو مهاجم ثقيل على دفاع الأهلي يسانده فهد المولد الذي يعد أسرع مهاجم في المملكة بالكرة ويستطيع أن يشكل ضغطا على منصور الحربي وربما يمنعه من التقدم المستمر للهجوم، إلا أنه يفقد خطورته عندما يلعب في منطقة العمق، أيضا من أوراق الاتحاد اللاعب إمبامي الذي يشكل محور ثقل الاتحاد وعاملا مساعدا في تماسك الفريق، ويعرف كيف يتحكم في رتم أداء الاتحاد وهناك محمد نور صاحب الخبرة الكبيرة في مثل هذه المباريات وهو من اللاعبين الذين يحضرون في الديربيات، وأعتقد أن الاتحاد في حاجة ماسة لوجوده في المباراة، كما أن أنس الشربيني يعتبر مفتاحا مهما للاتحاد متى ما تعاون مع زملائه وأجاد نقل الكرة. ويستطرد: «الدفاع بالفريقين الأهلي هو أفضل حيث يعتبر 75 % من عناصره يمثلون دفاع المنتخب السعودي وبالتالي استقراره أكثر من دفاع الاتحاد المتغير باستمرار ويعتبر أقل الخطوط الاتحادية قوة، بل يعتبر مصدر قلق للفريق في حالة عدم مشاركة أسامة المولد الذي يمثل أبرز الأوراق التي يشارك بها كانيدا في المباراة. أما حراسة المرمى في الفريقين متوسطة وقد استقبل المرميان أهدافا بأخطاء من حراس المرمى، ولا سيما مبروك زايد، إلا أن خبرة مبروك ترجح مشاركته أمام الأهلي؛ لأن فواز القرني حارس مميز إلا أن مشاركته مغامرة غير محسوبة، أما في الأهلي فإن الحراسة نوعا ما فيها استقرار واجتهادات ربما تصب في الصالح العام للفريق». ويقول دابو: «على صعيد الأوراق الرابحة لكل مدرب فإن الاتحاد يمتلك أحمد الفريدي اللاعب الخطير جدا ومن الممكن أن يؤثر على نتيجة المباراة ويجيد اللعب بالسهل الممتنع ولكن يعاب على الفريدي أنه في بعض الأحيان يستسلم لمزاجيته وتظهر خطورته عندما يلعب على الأطراف بينما لا يظهر في منطقة خلف المهاجمين لأن بالمينو ومعتز الموسى يشكلان جدارا بشريا لعملية اختراق الدفاعات الأهلاوية، في المقابل الأهلي لديه أكثر من ورقة ممكن أن تعمل فارقا، أمثال العيسى والمحياني، كما يعتبر جاروليم قارئا جيدا للمباراة أكثر من كانيدا الذي لم يستطع أن يستفيد من إمكانيات لاعبيه بالشكل الصحيح، ومن الممكن أن يمنح كل مدرب فرصة للوجوه الشابة لكن يجب أن يختار كل مدرب الوقت الصحيح للمشاركة حتى لا يدفعه في حالة الخسارة وبالتالي من الممكن أن يخسر اللاعبين الشباب. والمباراة عموما من الصعب التوقع لها بنتيجة معينة ولا يمكن أن نعتمد على الأفضلية السابقة وإن كان الأهلي هو الأفضل على الورق».