تجدهم عند إشارات المرور، في الأسواق، وفي أحيان أخرى يطرقون أبواب البيوت، وبعضهم لا يتورع من شتم من لا يجود عليه بحفنة دراهم، إنهم المتسولون الذين لا تتكاثر أعدادهم في المواسم فحسب بل تجدهم في كل يوم، إذ يعد التسول من الظواهر التي تؤرق المجتمع وتزعج الناس. وفي الذاكرة الجمعية للناس هناك قصص لمحتالين أدمنوا التسول وأصبح بالنسبة لهم بمثابة المرض، وكم من متحايل يلف يده بجبيرة ويستجدي المارة وكم من امرأة تجدها تحمل طفلا في يدها لاستدرار العطف. وفي منطقة القصيم تجد ثمة متسولين يستغلون طيبة أفراد المجتمع، فيما تدعو الجهات المختصة المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء إلى تقديم زكواتهم وصدقاتهم وما تجود به أنفسهم إلى الجهات التي تتولى رعاية المحتاجين مثل الجمعيات الخيرية. وأوضح منصور السويد أن التسول يعكس سلوكا سيئا عن أفراد المجتمع وبعض المتسولين يستغلون طيبة المجتمع للحصول بطريقة غير مشروعة ولعل الكثيرين صادفتهم مثل هذه المشكلات واكتشفوا التحايل وعمليات النصب التي يتعمدها بعض ضعاف النفوس ومن ثم يتوجب أن تكثف مكاتب مكافحة التسول بالقصيم مراقبتها ومتابعتها حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة التي ستتوسع إذا لم تجد من يردعها. بينما يرى سليمان الجاهل أن الظاهرة ليست بتلك المشكلة التي يصعب القضاء عليها إذا وجدت تعاونا بين المواطنين وجهاز مكافحة التسول شريطة أن توجد آليات وطرق توضحها مكافحة التسول للمواطنين إذ لابد من إعلام الناس عن طريق حملات التوعية بوسائل التواصل معهم للإبلاغ عن المتسولين وعدم التعاطف مع المتسولين ومنحهم مبالغ مالية من باب العاطفة دون أن يعرف هؤلاء المتعاطفون ماوراء هؤلاء المتسولين، إذ أن البعض يملكون الأموال الطائلة وبعضهم يصرف هذه الأموال التي كسبها في سلوكيات خاطئة ولذلك نحتاج إلى حملات توعية لتنبيه الناس بمخاطر ما يقدمونه لضعاف النفوس الذين يستغلون العاطفة الإنسانية. وفي نفس السياق أوضح سعد الفضلي أنه شاهد ذات مرة سيناريو تحايل يتمثل في أن أحد المتسولين كان يمد يده للمارة عند أحد المحال فسلمه أحدهم مبلغ 300 ريال وقال الفضلي: كنت أراقب هذا المتسول ماذا سيفعل بعد ذلك فأخرج من جيبه جوالا غالي الثمن واتصل على أحد الأشخاص الذي جاء حضر على جناح السرعة ومعه سيارة كشخة وركب معه ولحقتهم ثم توقفوا في مكان منزو ونزل المتسول وغير ملابس التسول وركب سيارته الفارهه وذهب لبيته الأنيق الذي شيده بالملايين من التسول فكيف لهذا أن يتسول وقد شاهدنا وضعه وسكنه وسيارته وجواله. وفي موازاة ذلك أوضح مصدر بالشؤون الاجتماعية أن أغلب المتسولين من النساء وهناك الكثير من حالات التحايل بصور مختلفة وكان البعض من الناس تأخذهم الشهامة في التعاطف مع المتسولين مما يتيح التكاثر لهذه الظاهرة ولكن الأمل أن يتعاون الناس مع إدارة مكافحة التسول وإبلاغهم عن أي حالة يرونها ليتم التعامل معها وبذلك يتم القضاء على هذه الظاهرة .