قلل الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المكلف الدكتور بندر المخلف، من حجم انتشار التسول في مدن المنطقة، مقارنة في مدن الرياضوجدة، مطالباً بالتفريق بين «المتسولين بدافع الحاجة، والمحتالين وضعفاء النفوس، الذين يستغلون تعاطف الناس معهم في الكسب غير المشروع». وكشفت إحصاءات مكافحة التسول، عن العام الماضي، أن «المقبوض عليهم في الدمام بلغوا 188 متسولاً، بينهم 154 امرأة، وأربعة من غير السعوديين». وقال المخلف، في تصريح ل «الحياة»: «لا توجد إحصائية دقيقة تبين حجم التسول في الشرقية». وعلى رغم ذلك، توقع أنها «أقل لناحية نسبتها وانتشارها، من المدن الأخرى، مثل الرياضوجدة». وطالب بضرورة «التفريق بين نوعين من المتسولين، الأول في حاجة ماسة للعون، وعلى المجتمع مد يد المساعدة له». فيما وصف النوع الثاني ب «المحتالين وضعفاء النفوس، الذين يستغلون طيبة المجتمع في التحايل عليه». وذكر أن «أغلب المقبوض عليهم من المتسولين، خليط من السعوديين وغيرهم، ومن فئات عمرية مختلفة». وأضاف أن «أعمار الصغار منهم تتراوح بين 10 و15 سنة، فيما النساء بين 25 و40 سنة». وقال: «إن أكبر مبلغ تم ضبطه لدى متسول بلغ ألفي ريال». وأشار إلى متسولين «يلجأون إلى أساليب تحايل تخفي شخصيتهم الرئيسة، منها تستر الرجل بلباس نسائي، كان يتسول في الدمام، وكشف أمره وألقي القبض عليه بعد اشتباه أحد المارة فيه». وطالب مختصون بمزيد من الرقابة على المتسولين. وأشاروا إلى أن التسول تحول إلى «مهنة احترافية، عند البعض، وتديرها عصابات خفية، وتم القبض على بعضها في أوقات متفرقة، فيما لا زالت أخرى تمارس عملها بحرية مطلقة». ورأوا أن العصابات تعمل على «استغلال تعاطف المجتمع مع الفقراء». وذكر سكان أحد الأحياء في الدمام أنهم اعتادوا رؤية «فتيات شابات برفقة أطفال، يترجلون من سيارة، في أوقات محددة من اليوم، وتحمل الفتيات عباءات تختلف عن تلك التي كن يرتدينها وقت نزولهن من السيارة». ورجحوا أنهم «يأتون من مدينة أخرى»، مضيفين أنهم «عادة ما يتواجدون عند المساجد وإشارات المرور، ويدعون أن أبناءهم مصابون»، مبدين خوفهم من «كونهم يعملون مع عصابات».