«للبيع يا الحبيب .. للبيع يا الحبيب يا الاخو .. للبيع يا عم» .. كلمات تصك أسماع جميع مرتادي معارض السيارات، فالشريطية الذين ينتشرون في جميع المداخل يلتقون أصحاب السيارات بهدف اصطياد الزبائن، فلا يكاد يمر صاحب سيارة بدون توقيفه لعدة مرات ولا يقتصر الأمر عند توقيف المركبات عند مداخل معارض السيارات، بل الكارثة تكمن في تضامن الشريطية على تحطيم قيمة المركبات، من خلال إظهار عشرات العيوب والأعطال، مما يجبر أصحاب المركبات على التسليم بالأمر، فبمجرد ركوب الشريطية في السيارة حتى تظهر العيوب والأعطال، فإذا كان سعر السيارة يصل 02 ألف ريال فإن السعر سرعان ما يفقد 7 آلاف و قد يصل إلى النصف في الغالب. وقال عبدالله أحمد (مواطن): إن تجربته المرة مع الشريطية قادته للعزوف عن عرض أي سيارة يمتلكها في المعارض، خصوصا أن الأساليب التي يمارسها الشريطية بحكم الخبرة تدفع أصحاب السيارات، ممن لا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع هذه النوعية من الزبائن على سرعة التخلص من السيارة بأكبر الخسائر المالية، مبينا أن غياب الضوابط وسهولة ممارسة مهنة الشريطية يمثل عاملا أساسيا في حدوث الفوضى الحاصلة حاليا، مطالبا بضرورة وضع حلول مناسبة تسهم في إنصاف ملاك السيارات من «هجمات» الشريطية الشرسة التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا، فالمهم تبخيس ثمن السيارة المباعة وقبض الثمن من تحت الطاولة. فيما أوضح طارق عبدالرحيم أن هناك تكتلات لدى الشريطية، فكل فريق يتعامل بشفرة معينة، تسهم في تدعيم الموقف السابق، فإذا أطلق بعض الشريطية سعرا على المركبة، فإن الآخرين لا يتجاوزون السعر في الغالب، بل يحاولون مناصرة زميلهم، من خلال إظهار المزيد من العيوب وتحطيم السعر ليصل صاحب السيارة لقناعة بصوابية وعدالة السعر السابق، مضيفا أن الشريطية يحرصون على التواجد في سوق معارض السيارات بشكل يومي، بهدف مراقبة السيارات الداخلة والخارجة، فالخبرة والممارسة اليومية تجعل الكثير منهم يدرك تماما نوعيات السيارات المرغوبة والتي تحقق أرباحا كبيرة في غضون أيام قلائل. وأشار سليمان ناجي أن الغش لدى العديد من الشريطية أمر مفروغ منه، فالتعامل الصادق أمر غائب تماما، فالشريطية يمارسون نوعا من التخدير لدى الزبائن، فالسلعة المراد بيعها يتم تسويقها بطريقة غير اعتيادية، من خلال إجراء بعض التحسينات الظاهرية، مثل الغسيل والتلميع واستبدال بعض القطع المعطوبة وكذلك تغيير الإطارات، بهدف رفع السعر لمستوى كبير، فيما يتم تحطيم سعر السيارة المراد شراؤها، من خلال فحص جميع القطع سواء الداخلية أو الخارجية، فضلا عن المحرك، وكذلك الإصرار على قيادة السيارة لإظهار بعض العيوب مثل الأصوات وغيرها. بدوره حمل شيخ المعارض منصور المطيري، المواطنين مسؤولية قراراتهم سواء بالنسبة للبيع أو الشراء، فالمواطن الذي يعمد للشراء دون الفحص الجيد ويكتشف أعطالا في المركبة يتحمل المسؤولية الكاملة، وكذلك الأمر بالنسبة للمواطن الذي وافق على البيع بسعر بطيب خارج يتحمل مسؤولية قراره، مضيفا أن هناك معارض رسمية تقوم بعرض سيارات، وبالتالي فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة في حال اكتشاف بعض الأعطال فيها، فيما تكون الأمور غاية في الصعوبة بالنسبة للشراء من خارج المعارض الرسمية. متابعة الشكاوى أكد شيخ المعارض أن جميع الشكاوى المقدمة ضد المعارض الرسمية يتم النظر فيها، من أجل اتخاذ القرارات الرسمية، مشيرا إلى أن التعليمات الصادرة من وزارة الداخلية تنص على احتجاز المركبة ومبالغ الشراء لدى المعارض الرسمية حتى الانتهاء من عملية انتقال ملكية السيارة وتسجيلها في الحاسب الآلي لدى إدارة المرور