لم يكن المواطن عبدالله علي يعلم وهو يشترى سيارته النيسان من حراج السيارات فى جدة منذ فترة انه على موعد مع عذاب يومي سوف يقضى على راحته ويدفعه الى التخلّى عن عمله لأيام عديدة للجرى وراء الاسطوات والميكانيكية فى ورش تصليح السيارات . عبدالله الذى فكر فى شراء سيارة حديثة ودفع فيها مبلغ 60 ألف ريال عدا ونقدا لأجل ان ترحمه من عذاب البحث عن» لومزين «يوميا للوصول الى عمله فى الصباح والخروج مع أسرته الصغيرة فى المساء للاستمتاع بالتسوق او التنزه على كورنيش جدة الساحر فى الليل بات يكره هذه اللحظة التى فكّر فيها ان يشري السيارة. ورغم أنه انتظر كثيرا لتحقيق حلم شراء السيارة وادخر من راتبه الشهرى وتحملت معه اسرته الصغيرة ضيق العيش لقاء تحقيق حلم اقتناء السيارة.. الاّ أن معدومي الضمير لم يمهلوه ريثما يحقق امنيته بالخروج مع اسرته الصغيرة فى ليلة جوّها صافٍ وهواؤها منعش..وأن يحقق رغبة وأحلام زوجته التى تعيش على أمل امتلاكهم سيارة خاصة .. واوقعوه معدومى الضمير فى شرك سيارة غرقت فى السيل ولم تمهله السيارة سوى 3 أيام منذ شرائها حتى كشّرت له عن انيابها وبدأت مرحلة الاستنزاف المادى تنهك الاسرة وتحرمها الراحة والهدوء الذى كانت تنعم به من قبل . يقول عبدالله: بعد مضي ثلاثة أيام بالتمام والكمال بدأ العطل في حساسات المكينة وبعد فكّ الغطاء العلوي إذا بكمية من الاتربة على اجهزة المحرك بعدها اكتشفت انها من بقايا السيول واننى ضحية استغلال معدومي الضمير من الاشخاص الذين تعرضت مركباتهم للتلف وأعادوا ترميمها من جديد لبيعها بسعرها الاصلي دون توضيح ذلك للمشتري لذا لم تعد الثقة في المركبات المستعملة كما كانت عليه في السابق خصوصا في السيارات ذات التقنية التي تعتمد اكثرمعداتها على التشغيل الالكتروني الحسّاس. وهذا هو حال مئات البسطاء الذين لجأوا إلى الحراج لشراء سيارات واكتشفوا بعد فوات الأوان أنها كانت غارقة في السيول، ويصرخ عبدالله إلى المسؤولين: ارحمونا واسحبوا السيارات التي غرقت، وامنعوا بيعها مرة أخرى، خاصة وأن أصحابها صُرف لهم تعويضات تعادل قيمتها بالكامل. السوق ملوّث واتفق سليمان الزهراني وسالم الهاشمي من اصحاب معارض على ان السوق اصبح ملوثا ومكتظا بالسيارات التى غرقت فى السيول والتي يصعب على غير المحترف اكتشافها مما تسبب في عزوف الاغلبية عن الشراء من معارض جدة خشية الخسائر الكبيرة التي يتحملونها. وقالا: في السيول الاولى العام الماضى كان الضررشاملا على جميع اجزاء السيارة الداخلية والخارجية لذا كان الوضع واضحا للجميع بسبب تعرض السيارات للانجراف والتكسيروالتصادم اما فى الاحداث الاخيرة التي جاءت بعد ان احتاط الناس ولزموا البيوت ولم يخرجوا الى الطرق فلم تتعرض سياراتهم للانجراف بل كان اغلبها مجرد غرق اي ان المظهر الخارجي لم يتغيّر فكان اغلب العطل في الاجهزة الالكترونية والكمبيوتر الذي يصعب اكتشافه في اغلب الاحيان ويكلف نصف مبلغ السيارة وربما قيمة السيارة كاملة . واكدوا انه اصبح هناك احترافية من قبل اصحاب الورش ومحلات التلميع في التصدي للعلامات الواضحة مما يوقع الجميع في الخسائر حتى المحترف والممارس للبيع والشراء اصبح لايتمكن من اكتشاف العيب الا بعد الكشف الالكتروني على السيارة. اسقاط الاستمارة وناشد عويضة الكشي الجهني شيخ المعارض في جدة الجهات المسؤولة بعدم السماح لاصحاب السيارات المتضررة من السيول بالبيع وقال : من المفترض ان اي مركبة تعرضت لضرر وتم تعويض صاحبها ان تتلف او تسقط استمارتها مباشرة من المرور عن طريق لجنة متخصصة بذلك مشيرا الى ان هناك اشخاصا استلموا تعويضا عن كامل مبلغ السيارة ثم باعوها بنفس المبلغ اوربما أعلى بعد ان اصلحوها حتى تتم عملية البيع وبعدها تظهر عيوب السيارة لدى المشترى الجديد . واستشهد بمثال لو قدرت سيارة بسعر 25 ألف ريال واستلم صاحبها المبلغ كاملا وعمل لها صيانة بمبلغ 15 او 10الاف ريال ويقوده ضميره الى بيعها بسعرها الاصلي مما يوقع المشتري في خسائر كبيرة ويتسبب في حدوث مشاكل بين الطرفين واكد ان اغلب المشاكل التي تصله في مكتبه تكون بسبب الاكتشاف المتأخر لتعرّض السيارة للسيول واغلبها تحل بطريقة ودية متعارف عليها تكون في مصلحة الطرفين على حسب مايتم عليه الصلح إما الاسترجاع أو التعويض بمبلغ معيّن. اجهزة الكشف مضللة وحذركمال العيتاني رئيس لجنة صيانة السيارات في غرفة جدة من التورط في السيارات المتعرضة للسيول و الاعتماد على محلات الفحص الالكتروني لكشف اجهزة السيارة. وقال: نحن الان في وقت نجد فيه ثلثي السيارات تعتمد على المحركات التقنية الالكترونية ذات الحساسية العالية بالمياه ولاتوجد هناك اجهزة كشف ذات جودة عالية معتبرا ان الاجهزة الموجودة في ساحات المعارض مجرد اجهزة بسيطة ومضللة لاتعطي المعلومات الكاملة للسيارة ولا النسبة الصحيحة لسلامة المحركات بالاضافة الى ان العاملين على تلك الاجهزة غير مؤهلين للتعامل معها بالشكل الصحيح!! وشدد على اهمية اخذ الحيطة والحذرواستشارة اهل الخبرة المؤهلين في المجالين التقني والهندسي. وتابع: يكون التأثير على المدى القريب في حال دخول الماء الى الجربكس او محرك المكينة حيث يتم العطل سريعا ويكون التأثير على المدى البعيد في حال تعرض دخول الماء الي جهاز الكمبيوتر وباقي الاجهزة الكهربائية!! المرور لايعلم من جانبه أخلى المرور مسؤوليته عن هذه المشكلة تماما وقال المتحدث باسم المرور المقدم زيد الحمزي: لاعلاقة للمرور بالمتضررمن شراء سيارات السيول لان البيع فى الحراج يكون للحاضر من الطرفين وكل على ذمته وضميره. وأكد أن الاحصائيات وصرف التعويضات تتم عن طريق وزارة المالية والدفاع المدني لذا لاعلاقة لنا بهذا الامر ولانعلم أيًا من السيارات التى غرقت وأيًا منها صرفت تعويضات وليس لدينا حصربها ولا نستطيع مراقبتها في المعارض .