تمثل معارض السيارات في مكة وجهة للراغبين في شراء المستعمل والرخيص من السيارات أو بيع ماركات معينة لا تجد رواجا إلا في معارض مكة، وسيان في ذلك قاطنو مكة وقاطنو المدن المجاورة جدة والطائف، وفي جولة ل»الشرق» على تلك المعارض الواقعة على يسار الذاهب إلى العوالي استطلعت رأي زبائن المعارض وبعض الملاك. عشوائية وغياب للآلية أوضح المواطن بلال بخش، وهو أحد قاصدي المعرض لبيع سيارته، أن معارض مكة تتميز بوفرة الرخيص والمستعمل، مشيرا إلى أنه قدم من جدة لبيع سيارته الكريسيدا وذلك بسبب الإقبال الذي يجده هذا النوع من السيارات في مكة، لافتا إلى أن ما يجعل الكريسيدا وغيرها من سيارات تويوتا مرغوبة كونها مضمونة، ويمكن للمشتري بعد أن يستخدمها لفترة طويلة أن يبيعها بسعر قريب من السعر الذي اشتراها به. ولفت إلى أنه يعيب على معارض مكة عشوائيتها وغياب آلية واضحة للأسعار، إضافة إلى غياب كثير من التجهيزات التي قال إنه شاهدها في معارض جدة والرياض. زحام الشديد و يرى أبو عبدالله، أن من الأمور السلبية في المعارض الزحام الشديد الذي يوجد في مداخلها، إضافة إلى غياب التنظيم المروري في الطريق المؤدي إلى المعرض، كما أن المعارض تتسم بالغلاء في حالة الشراء، والرخص في حالة البيع، مشيرا إلى أنه يفضل سيارات تويوتا بسبب تحملها. وذكر سالم علي، أن من المشكلات في المعارض لجوء كثير من أصحاب المعارض إلى إخراج سياراتهم في يوم الجمعة إلى الخارج وإدخالها إلى المعارض من جديد على أنها ليست تابعة لهم، وذلك للمزايدة عليها ورفع سعرها، مشيرا إلى أنه ينبغي أن يكون هناك دور رقابي من الجهات المعنية للحد من هذا التلاعب. أصوات (المحرجين) وتتعالى أصوات (المحرجين) على السيارات في المعرض بالمزايدة على السيارات، وذكر أحد هؤلاء (المحرجين) ويدعى أبو أحمد ل «الشرق» أنه يزوال هذه المهنة منذ 35 عاما وأنها تدر دخلا جيدا، مشيرا إلى أن مهنته ضرورية للمعارض بسبب دورها في تثمين السيارات. ولفت أبو أحمد إلى أن بعض المحرجين يلجأون أحيانا إلى المزايدة على السيارة وإيصال المزايدة إلى سعر لا تستحقه السيارة وذلك ليحصل على نسبة أعلى، لكن هذا النوع يقل وجوده لأن الزبون يفقد ثقته فيه بسرعة. تطوير المعارض والتقت «الشرق» ببعض ملاك المعارض، وهم سلطان الهذلي ومشعل الحربي وأبو محمد، والذين شكوا من غياب التأهيل اللازم للمعارض، كما عتبوا على أمانة العاصمة المقدسة عدم مراعاتها للسفلتة في المعارض، حيث تعاني الشوارع من الحفريات، وذكروا أن ما تحتاجه المعارض ليس النقل إلى مقر جديد كما أخبرتهم الأمانة وإنما تطويرها وتجهيزها، كما اشتكوا من عسر الدخول والخروج إلى المعارض بسبب الزحام، مطالبين بوجود دوريات لتنظيم حركة السير خاصة في يوم الجمعة وهو يوم الذروة. ورأوا أن نقل المعرض إلى مكان جديد ليس حلا، معتبرين مكان المعرض الآن مناسبا بسبب قربه من البلد، كذلك فإن نقل معارض العوالي التي تعد بمثابة الحراج و يجري البيع فيها بالكاش والإبقاء على معارض المعيصم التي تبيع الجديد وبالأقساط فيه إجحاف بمعارضهم، فإما أن تنقل كلها أو تترك كلها. واعتبروا أن ما يميز معارض مكة أنها قليلة كما أنها تتنوع بين الحراجات التي يجري البيع فيها بالكاش وبين المعارض التي تبيع بالأقساط، لافتين إلى أن السوق في غير حاجة إلى معارض جديدة. وأوضحوا أنهم لا يجدون صعوبة في التعامل مع إدارة المرور من ناحية الفحص والتأمين والمبايعة، فهذه الإجراءات تتم بسهولة، وحتى حين يكون هناك عطل في الكمبيوتر فإن الإدارة العامة للمرور تتدخل لإصلاح الأعطال وإنجاز المعاملات. موقع جديد واتصلت «الشرق» بمدير التخطيط العمراني في أمانة العاصمة المقدسة المهندس خالد فدا الذي أوضح أن الأمانة ستنقل المعارض إلى موقع جديد في مخطط «ولي العهد 8» وهو مجهز ومعد لمثل هذه الأنشطة. وفيما يخص تطوير المعارض الموجودة الآن ذكر أن هذا التطوير غير ممكن لأن هذه المعارض ستزال عاجلا أو آجلا ما دامت في نطاق المشاعر المقدسة. مشترون وبائعون في معارض السيارات في مكة (تصوير: محمد السواط)