رغم وقوف المكتبات العامة بمفردها في مواجهة ال(مالتي ميديا) بأنواعها، إلا أن الكتاب يظل الشاهد الأكثر إقناعا على تطور الأمم ونهضتها الثقافية. ولا يزال الحديث عن المكتبات العامة والإشارة الدائمة إلى ضعف دورها وعدم تأثيره في المشهد الثقافي والأدبي والفكري والعلمي يؤرق المهتمين بالحركة الأدبية. ينسحب هذا على مكتبات منطقة الحدود الشمالية، ومكتبة عرعر بشكل خاص، حيث يؤكد الواقع بما لا يدع مجالا للشك أن أزمات عديدة يأتي في مقدمتها فقدان هذه المكتبات لمبان خاصة تساعدها في القيام بدورها الطليعي في تنوير الناس، والعمل على دعمها بأدوات ومستجدات العصر الإلكترونية وتقنياته الحديثة، ناهيك عن غياب الصور كواحدة من أهم المشاكل التي تعانيها تلك المكتبات، بالإضافة إلى قلة وضعف مرتادي المكتبة من المثقفين والأدباء وطلبة العلم وجمهور المواطنين، وتركها ليلف السكون جنباتها، ويستوطن الغبار أرففها، فيما تسكن الهوام والحشرات بطون كتبها. عدد من المهتمين بشأن المكتبات أشاروا إلى موطن الخلل في مكتبات الحدود الشمالية العامة، ووضعوا مرئياتهم بحثا عن حلول مناسبة لمعالجة هذا الوضع. يؤكد عبدالرزاق حميد الحجي مسؤول الشركة الدولية للأعمال التكنولوجية في عرعر أن ضعف ارتياد المكتبات العامة ومكتبات الأندية الأدبية يعود إلى انتشار القراءة الإلكترونية عبر الإنترنت لافتا إلى أن الكثيرين يطالعون الصحف والكتب والمجلات والمنتديات والمواقع الإلكترونية المتنوعة بكبسة زر واحدة، بل إن الأجهزة التقنية الحديثة سهلت أيضا سرعة الوصول إلى المعلومة. فيما أبدى عدد من سكان عرعر اندهاشهم بغياب دور المكتبة العامة بانضمامها إلى وزارة الثقافة والإعلام، فيما كانت الدافع الأساسي لانتشار ثقافة الشخص المتعلم وتنمية الميول الثقافية. ولم يخف أحد أولياء الامور استغرابه -بعد زيارته للمكتبة العامة- من غياب الحاسبات الآلية، التي تعد المتصفح الاول عالميا للبحث في الكتب والمعاجم. وقال ل «عكاظ» مصدر مسؤول في عمادة المكتبات بجامعة الشمالية: إن الجامعة تستخدم نظام المكتبة الإكترونية لطلابها ومرتاديها، وتوزع من حين لآخر بروشورات توضح كيفية الاستفادة من هذه المكتبات. وناشد طالب الثانوي منيف عايد المجول وزارة التربية والتعليم بعمل زيارات ميدانية متتابعة للمكتبة العامة للاستفادة منها في تنمية الثقافة العامة والممارسة الفعلية للتوعية الاجتماعية على أرض الواقع، وشاطره أحمد السويلمي مؤكدا على ضرورة أن تتأهل المكتبات وتتكامل مع القطاعات الأخرى في الإسهام في التعليم المستمر والتثقيف والتدريب والترفيه. ويختم نواف بالإشارة إلى ما تعانيه مكتبة عرعر بقوله: المكتبة تعاني من جفاء المثقفين والأدباء في المنطقة؛ وكذلك غياب تواصل المؤسسات الثقافية مثل النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، معربا عن أمله في استعادة المكتبات لمكانتها الطبيعية ومشاركة المثقفين والأدباء في توعية أفراد المجتمع.