سبق أن ذكرت في هذه الزاوية قبل شهر من الآن: «أن ما منيت به المراحل الأخيرة من هدر مرير بكل صنوفه وأساليبه وتبعاته سواء على مستوى الرياضة ممثلة في لعبة كرة القدم ونتائجها، أو على مستوى الإعلام الرياضي ممثلا فيما يعتري الكثير من مخرجاته من خروج عن النص، وإغراق الهم الرياضي العام في بحور الاهتمامات الخاصة، يجعلنا أمام مرحلة لم تعد تحتمل المزيد، بل تستوجب من أهم المسؤولين في هذين المجالين، انتفاضة جادة وغيورة وحاسمة، في سبيل كل ما يحقق المصلحة العامة لرياضة وإعلام وطن». متطلبات هذه المرحلة على مستوى الإعلام الرياضي، لا يمكن أن تكون خافية أو مستعصية على كل من شرف وتشرف بحمل أمانة الكلمة من خلال أي منبر أو مساحة يمثل من خلالها الإعلام الرياضي بأدق ما في هذا الإعلام من مسؤوليات، وما بني عليه من أهداف تصب في مجملها في خدمة المصلحة العامة لرياضة الوطن، كل هذا وسواه لن يكون خافيا أو مستعصيا على كل من حمل الأمانة، ويستشعر عظمتها عند رب العالمين الذي يمهل ولا يهمل. إلا أن ما بين هذا المفروض المنشود، وما يطغى عليه من واقع مرفوض، تكمن بؤرة العلة والاعتلال، والتي هي أشبه بورم خبيث، مما يعني أن من يحمل على عاتقه المسؤولية المباشرة في العلاج لهذه «الحالة» يعلم جيدا أنها من الحالات التي لا يمكن علاجها باستئصال جزئي طالما تم استيفاء كافة مراحل التشخيص. ذلك لأن بقاء أي جزء أو جزئية من «الورم» دون استئصال ينذر بنفس الضرر والانتشار المخيف على مستوى سلامة باقي جسد الإعلام الرياضي الذي يئن مما ينخر فيه وباسمه وعلى قواه وقوته ومقوماته. فلا جدوى ما لم يتم الخلاص والتخلص من ركام الضجيج والثرثرة والتنابز، وتشريح الهم الرياضي العام بمشارط المنافع النادوية. وبترحاب واحتفاء من قبل بعض مسؤولي الوسائل الإعلامية الرياضية. وتنافسهم على «الظفر» بمن يمتلك هذه «الكاريزما»، من منطلق انحداري يتكئ على فرية واهية فحواها «الجمهور عاوز كذا»، وأنها «أي هذه الكاريزما» هي من ستقفز بنسب المبيعات. وتضاعف الإقبال على هذه الوسيلة أو تلك، أما كيف وبماذا، وما مدى خدمة هذه المخرجات للصالح العام، أو ما يترتب عليها من مأخذ وضرر وإضرار.. إلخ، فمثل هذه الأسئلة والاعتبارات، لا أساس لها في «قاموس» تطلع وطموح هذا البعض من مسؤولي الوسائل الإعلامية الرياضية (مقروءة، مسموعة، مرئية)، فكيف لأرباب هذه «الكاريزما» لا يسرحون ويمرحون ويصابون بالطاووسية ويتحولون إلى أوصياء على هذا الإعلام، وهم قد أصبحوا معززين من قبل برامج بعض القنوات بألقاب لا يطالها غير المتخصصين أكاديميا، وكيف لا وهم فوق مداخيلهم المادية والمعنوية تترك لهم المساحات على عواهنها، فلا يدع أحدهم أي إطلالة، إلا ويقوم ب «تمريرة لولبية» لهدفه الخاص، والمغلف باسم ناديه «المغلوب على أمره»، فيصطاد عصفورين بكل إطلالة، ولا تستغرب إن هو ضمن أو ختم إطلالته «كناقد» امتعاضه مما أصيب به الإعلام الرياضي من دخلاء!!! ..والله من وراء القصد. تأمل: قال تعالى «فليؤد الذي أؤتمن أمانته وليتق الله ربه» سورة البقرة آية 283 فاكس 6923348