هذه المرحلة التي تأتي في أعقاب خروج منتخبنا السعودي الأول لكرة القدم من بطولة دورة الخليج الحادية والعشرين في البحرين، وما يعنيه هذا الخروج المرير والمبكر قياسا لما أخذ يلازم كرة القدم السعودية عامة من تعثر و«تخثر» تستوجب انتفاضة جادة وأمينة ومتبصرة، من قبل أهم المعنيين الغيورين على سمعة رياضة الوطن بشكل عام، ولعبة كرة القدم بشكل خاص. هذه المرحلة لم تعد تحتمل المزيد من «الهدر» فقد بلغ على المستوى المادي بأرقامه الفلكية وأهدافه «العشوائية». وبالتالي نتائجه المخيبة. ما قد يترتب عليه من التبعات ما هو أشد قسوة ومرارة وإيلاما، من هذا الانكسار والتراجع، وهو ما نخشاه ولا نتمناه، ولكن ينبغي ويجب أخذه بعين الاعتبار والاستشعار والحيطة، حتى لا ننتقل لا سمح الله من الخسارة إلى الخسران، بتحول الأموال المهدرة هباء ًمن نعمة إلى نقمة، فالله غيور على نعمه وإنعامه. هذه المرحلة لم تعد تحتمل المزيد من «الهدر» فقد بلغ على مستوى الوقت المهدور، ما جعلنا نواصل عد السنين «العجاف» كمتفرجين على من كانوا خلفنا بمراحل وهم يواصلون المرور من أمامنا وخلالنا بقوة وثبات وثقة وعزيمة قاذفين بنا خلفهم، ومحققين قصب السبق واعتلاء منصات التتويج في مختلف المنافسات والمحافل الرياضية التي أصبحت بالنسبة لنا من قصص «يحكى أن..»، ونحن نهدر من الوقت سنوات بين «المحاولة والخطأ». ولو أن هذه المحاولات استعانت بتجارب ونظرية العالم «بافلوف»، في التعلم الشرطي، لما طال المطال وصعب المنال، فأهم مفاتيح إدارة الأزمات هو الفكر وليس المال. وعلى مستوى الإعلام الرياضي الحريص حقا على مواكبة هذه «المرحلة الاستثنائية» بما يخدم رياضة الوطن عامة، وكرة القدم خاصة، كم هي الحاجة ملحة وماسة وخاصة على مستوى البرامج الرياضية الحريصة على القيام بشرف هذا الواجب الوطني بالأفعال لا بالكلام، أن تبادر نحو آلية مغايرة وهادفة وكاسرة لرتابة ذلك التكرار والتكريس لثرثرة «النزعات النادوية» التي تشكل جزءا لا يتجزأ من «أورام رياضتنا» والاتجاه إلى استقطاب ضيوف حلقات برامجهم من ذوي الاختصاص والخبراء والمسؤولين، كما بادر إلى ذلك مشكورا الإعلامي وليد الفراج من خلال برنامجه «أكشن يا دوري» بتقديم حلقات استثنائية بدأت من حلقة السبت قبل الماضي، باستضافة محمد المسحل، طارق الشامخ، طارق التويجري، أحمد العقيل (مع التحفظ على آراء الأخير لأن هذه المرحلة تتطلب الشفافية) بحضور شريحة من الشباب، وكذلك فعل مشكورا الإعلامي بتال القوس من خلال برنامجه «في المرمى» بداية من حلقة الاثنين الماضي باستضافة الأمير عبدالله بن مساعد.. والله من وراء القصد. تأمل: أمر ما في أحزان يومنا، ذكرى أفراح أمسنا. فاكس 6923348