لم يكن مشهد عامل النظافة وهو يضع سم الفئران على رصيف في المنطقة التاريخية إلا إشعارا بأن حركة الإعمار والتطوير قد بدأت في المنطقة التي في أمس الحاجة لمد يد العون لها، حفاظا على ما تبقى من آثار. ويعرف كل من يدخل المنطقة أنها في حاجة ماسة للنظافة، في وقت باتت القوارض تسيطر على المشهد بين المنازل. وفي جولة ميدانية لمنطقة جدة التاريخية كشف رئيس بلدية جدة التاريخية عوض المالكي عن تسعة مشاريع لترميم وتجديد المنطقة خلال السنوات القادمة، وأبرزها تعاقد الأمانة مع استشاري لتطوير المنطقة التاريخية وقد تمت ترسية المشروع بقيمة (8) ملايين ريال، ومشروع إنارة المنطقة والأعمال الديكورية بقيمة 7 ملايين وقد تم توقيع العقد وتوزيعه على الإدارات ذات العلاقة في شهر صفر من العام الحالي. وكذلك مشروع إزالة أنقاض المباني الآيلة للسقوط بقيمة (5) ملايين ومشروع عمل تقارير ل 200 مبنى قديم وترميمها، وترميم عدد من المباني في المنطقة التاريخية بقيمة (8) ملايين، ومشروع رصف الميادين والشوارع الذي أجل لإكمال دراسته، ومشروع شبكة إطفاء الحريق، ومشروع عمليات نظافة المنطقة، وأوضح المالكي أن أربعة مشاريع اعتمدت منها حتى الآن. وعن مدى صحة استعانة البلدية بخبرات أجنبية يقول: إن البلدية استعانة باستشاري فرنسي وإيطالي للاستفادة من خبراتهما في خدمة المنطقة والأيدي العاملة هي من الكوادر السعودية كأساتذة جامعيين وطلبتهم ومشرفين على العاملين. وفي جانب الاهتمام بتكثيف الجهود لنظافة المنطقة أكد المالكي أنه يطالب بتقارير يومية تكشف عن سير العمل ورفع المخلفات وأن العمال يعملون على طوال الأسبوع وعلى مدار اليوم ماعدا ساعتين قبل الفجر يتوقفون فيها عن العمل لمرحلة الإحلال وتغيير الورديات، ويتفرقون على ثلاث فترات تتركز فيها كثافة العمال في الفترتين الأخيرتين ويحتوي كادر كل فترة على مساعد مدير منطقة ومشرف نظافة ومراقبين على العمال وعمال مبعثرات وعمال تشغيل. ومن ناحية ترميم المباني يقول المالكي: «مباني المنطقة التاريخية قد تكون مملوكة لأفراد أو لأوقاف أو مملوكة للدولة، وسيتم ترميم هذه المباني وقد وفرت الأمانة استشاريا للترميم ووضع تقرير فني لدراسة إمكانية إعادة بعض المباني إلى حالتها السابقة وستتم هذه العمليات بالتعاون مع أصحاب المباني الخاصة». وبين أن إشكالية نظافة المنطقة تعود لوجود أعداد كبيرة من العمالة تقطنها وتبذل البلدية جهودا حثيثة بالتنسيق مع العمد وملاك العقارات للحيلولة دون تأجير المساكن لتكون المنطقة سياحية تحتوي على المتاحف والمطاعم الشعبية ولتصبح مكانا لإقامة البازارات لكي تمثل واجهة تاريخية لجدة القديمة.. جولة «عكاظ» «عكاظ» وقفت بصحبة رئيس بلدية منطقة جدة التاريخية وعدد من المسؤولين على المواقع التي تم رفع المخلفات منها ورصد بداية العمل في ترميم بعض المنازل وإلزام المحلات التجارية بلوحات إعلانية محددة لمنحها طابعا تاريخيا موحدا.