بصرف النظر عن النتيجة التي سينتهي إليها لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب الصيني في إطار التصفيات الآسيوية المبكرة.. فإنه لا بد من الاتفاق على (3) أمور هامة.. حتى لا تأتي تحليلاتنا وتعليقاتنا.. وكتاباتنا الإعلامية عقب هذه المباراة على نفس المنوال السابق.. جلدا للذات.. واستمطارا للغضب.. وإثارة للاتهامات.. وتوزيعا للشتائم.. كما يحد في بعض الأحيان.. تلك الأمور هي: •• أولا: ان المنتخب يواجه مشكلتين أساسيتين لا يجب تجاهلهما هما: 1/ إن تشكيلة المنتخب الحالية لم تكن مثالية لظروف واعتبارات بعضها فني.. وبعضها الآخر لياقي.. والبعض الثالث هيكلي وتنظيمي.. ويرجع إلى آليات الاختيار السابقة.. ونظرة المدرب ريكارد.. وتقييم الكفاءات وحكمه على الأمور.. وذلك ما يحتاج إلى وضع قواعد ثابتة ومستقرة لآليات وأسس وقواعد الاختيار.. وهي قواعد تنطلق في الأساس من منهجية عالمية يفترض أن يضعها اتحاد كرة القدم السعودي كأولوية مطلقة في مرحلة عمله الجديد. 2/ إن المنتخب لم يحقق التجانس الكافي بين صفوفه الثلاثة.. ولم يختبر مدى الانسجام بين خطوطه لأنه لم يلعب غير مباراة واحدة مع فريق الاتفاق. وذلك لا يكفي بالمرة للحكم عليه وانتظار أداء رفيع في هذا اليوم يجمع بين السرعة في الأداء ومجاراة الصينيين في هذه الميزة وبين الانضباط التام ولا سيما في خط الظهر بما في ذلك دقة ويقظة الحراسة واتزانها.. •• ثانيا: إن المدرب (لوبيز) لا يملك عصاة سحرية لتكوين منتخب قوي متجانس لقصر الفترة المتاحة أمامه وبالتالي فإنه لا بد وأن يتشكل فريق عمل فني يشاركه في اتخاذ قرارات هامة.. تبدأ باختيار المجموعة التي تلعب المباراة منذ البداية.. وتشارك في التغييرات وفقاً لمجريات المباراة وتنتهي إلى تحقيق التوازن في خطوط منتخبنا على مدى المباراة تجنبا لأي سلبيات قد تحدث.. ولا يعني هذا الإجراء التدخل في شؤون المدرب.. لأنه ما زال مكلفا.. ولأنه يظل بحاجة إلى مشورة الآخرين.. وأن وجب ترك القرار النهائي له لتحمله المسؤولية في حدودها الضيقة. •• ثالثاً: ان علينا الرفق بنجومنا الجدد وتشجيعهم وعدم إحباطهم أو المبالغة في الإشادة بهم عند التفوق لأنهم بحاجة إلى الدعم النفسي الموضوعي والتغاضي بقدر الإمكان عن الأخطاء التي يتسبب فيها فارق الخبرة بين فريق ثابت ومتوازن ومستقر التشكيلة وقوى التدريب.. وبين فريق متغير ست مرات في العام الواحد. •• وفي كل الأحوال.. فإن الوقت قد حان لكي توضع استراتيجية علمية لبناء وإعداد وتنظيم وتأهيل المنتخبات السعودية بدل ترك الأمور للاجتهادات.. وما أكثر خطأها في النهاية.. أليس كذلك؟ •• ورغم كل ذلك فإنني لست متشائما بخروج المنتخب خسرانا.. لأن في شبابنا الخير الكثير والإخلاص المعهود.