يعيش فريق كرة القدم في النادي الأهلي ويقتات خلال سعيه للمنافسة مع الفرق الكبيرة على لقب دوري زين للمحترفين من فتات الصدف، فبعد مستوياته ونتائجه المتأرجحة في بداية كل دوري قال مسئولو النادي إنهم مهتمون بحصد نقاط المباريات الثلاث الأولى في الموسم الحالي كون الأهلي لم يتوافر على هذه الخاصية منذ فترة طويلة، حيث دأب على التعثر في البداية ومن ثم الركض بعد فوات الأوان للحاق بركب المتنافسين، ولكن إن تحقق جانب من هذا الحلم بالفوز في أول مباراتين إلا أن استمرارية الفريق كمنافس قوي تبددت بعد اللقاءات الثلاث التي أعقبت ذلك. وبدأ الفريق أول مباراة وفاز على الرائد في الدقيقة 90 من قدم اللاعب البديل، فالهجوم كان عقيما طوال وقت المباراة وأنقذهم أحمد درويش من تعادل قاتل في أول مباراة، وخرج بعدها مسئولو النادي بتصريحات تحمل رضاهم عن الفوز وعدم اهتمامهم بالمستوى كونها أول مباراة لهم، وفي المباراة الثانية التي جاءت بعد توقف طويل كان طيلة شهر رمضان بعد تأجيل مباراة الحزم بسبب انفلونزا الخنازير، عاد الأهلي أمام الاتفاق بفوز ثان بعد مشاركة المهاجم الأجنبي توليدو رسميا لأول مرة مع الفريق حيث سجل هدفي الفوز، وأهداه على إثرها المشرف العام على الفريق ساعة يده التي وعده بها في أول مباراة يلعبها ويحقق الفوز، واعتاد لاعبو الأهلي على تحقيق النتيجة دون المستوى إلى أن اصطدموا بحاجز فريق الشباب فقدموا مباراة كبيرة في الشوط الثاني وفاز الشباب بجدارة بهدفين مقابل هدف واحد، ولحقت بالأهلي الهزيمة الثانية أمام الهلال رغم المعسكر والالتفاف الإداري حول الفريق، ولكن الهزيمة كانت بانتظارهم بنفس نتيجة الشباب وطرد اللاعب منصور الحربي. وشهدت المباراة أحداث شغب بين جماهير الناديين كان ثمنها غرامة مالية ونقل أول مباراة لكل فريق على أرضه لخارجها. وفي المباراة الأخيرة أمام القادسية في الخبر وكما وصف المشرف على الفريق الأمير فهد بن خالد لم يكن الفوز بسبب اللاعبين إنما بتوفيق من الله لأن الأهداف جاءت بأخطاء دفاعية وبالصدفة البحتة، حيث غاب المستوى تماما. عنبر: المشكلة أزلية ويرى المدرب الوطني يوسف عنبر أن مشكلة الأهلي أزلية قائلا «المشكلة قائمة حتى لو كان هناك تغيير في الأشخاص فقد تغير الجهاز الفني وتغير الجهاز الإداري ومازال الفريق بدون هوية، وهذا معناه أن الخلل في اللاعبين فهم من يصنعون المدرب والإدارة ولا نريد هضم حق الموجودين ولكن تفعيل أدوار عناصر الخبرة والمبتدئين غائب، فالمواهب الموجودة لم تفجر طاقاتها بالشكل المطلوب الذي يليق بهم كأهلاويين كما لم يشعروا بأن خلفهم جمهور يعاني وقد شبع من الانتظار« مضيفا بأن المسئول عن ذلك هو الجهاز الفني والإداري واللاعب عليه تطوير ذاته فعليه أن يبحث عن لقمة العيش ولا ينتظر من الإدارة أن تقدم له ذلك وأن يكون لديه طموح وآمال تفوق النادي الأهلي إلى المنتخب والاحتراف الخارجي، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور غير موجودة لدى اللاعبين الحاليين، وأضاف «الناحية الأخرى أن الأهلي يحتاج لضخ الأموال ولا بد أن يكون هناك لجنة فنية لديها أموال تستطيع من خلالها استقطاب عناصر تخدم الفريق، فنحن لا نطالب بأن يستقطب نجوم المملكة جميعهم ولكن أن تحضر العناصر المميزة من الأندية من بعد المركز الرابع كما في الهلال والاتحاد فياسر القحطاني وكريري وغيرهم لم يكونوا مع فرق المقدمة، لذلك نحتاج للجنة فنية تقوم بالغربلة باستمرار« . وطالب عنبر أن تكون اللجنة دائمة فالتغييرات الدائمة تضر بالفريق واستطرد قائلا «لا يوجد رئيس استمر أكثر من سنتين ولا يوجد مدرب استمر أكثر من موسمين فلهذه التغييرات أثر سلبي على الفريق فلا بد أن توجد لجنة ثابتة سواء في الاستغناءات أو في تقييم قصور اللاعبين كذلك في جلب اللاعبين وكل هذه الأمور تنصب في لجنة دائمة ولا نقول إنها لجنة أكل عليها الزمن وشرب، وكل ما كانت أكثر دراية وأكثر خبرة ولديها قاعدة أساسية تمشي عليها يكون ذلك أفضل والأمثلة كثيرة، وأكبر مثال يقتدى به الأهلي المصري فلديهم قواعد أساسية يسيروا عليها فلو حققوا الدوري وكان كابتن الفريق قد تعدى العمر القانوني ففي هذه الحالة يقدمون له الشكر ويكرموه، ولكن لدينا في المملكة نسير حسب الأهواء«، مشددا على أهمية تخصيص مبلغ مالي ضخم لاستقطاب لاعبين من أندية الوسط لأنها أندية تفريخ مضيفا «لن أستطيع أن أستقطب من الإتحاد ولا الهلال ولا النصر فالهلال قوّى دفاعه والشباب قوّى هجومه من فرق الوسط، ولكل شيء مهر وللدوري مهر ومهره عناصر مميزة في أنديتها كالغوينم والشهري فكل هذه الأسماء ترغب بالانتقال، فبدلا من أن نجلب لاعبين من الدرجة الثانية علينا الاختيار جيدا، فلا يمكن أن أجلب لاعبين من الأنصار وأقول أنني أرغب في المنافسة على لقب الدوري مع احترامي للموجودين، والبطولة لها مهرها الغالي ومن يريد فرس سبق عليه أن يدفع«. وعن النواحي الفنية قال العنبر إن الفريق لا يلعب كوحدة واحدة مضيفا « من المفترض أن يكون الفريق كتلة واحدة والآن المدرب لديه الوقت الكافي لذلك، فأنا لا أنتقده فهو حصل على هالة إعلامية قبل مجيئه حتى مباراة الشباب ولكن أرى أن تغييراته الدائمة والمستمرة تضر بالفريق، ففي كل مباراة نجد 3 عناصر متغيرة فمثلا تيسير في المباراة قبل الماضية لعب أساسيا وفي المباراة الماضية احتياطيا وصاحب كذلك وأحمد كانو، فلا بد أن يضع الثقة في اللاعبين حتى يبدأ الانسجام، فوسط الفريق هو القلب النابض له وإلى الآن لا يوجد فيه انسجام من كثرة التغييرات، وسبستيان أحيانا يلعب في الجهة اليسرى وأحيانا في الجهة اليمنى، ولم يبق على أحمد كانو بل لعب بمعتز الموسى، فالفريق يحتاج إلى استقرار في العناصر ونحن كمدربين نحب الثبات دائما في خط الدفاع « مختتما بالقول بأن لاعبي الأهلي يلعبون باجتهادات شخصية. البطي: المشكلة في الدفاع وقال المحلل الرياضي عادل البطي إن الأهلي كسب توليدو وتوقع أن يكون من اللاعبين المميزين في الدوري السعودي مشيرا إلى أن المباريات التي لعبها تؤكد ذلك بجانب صغر سنه وأضاف: «الفريق يعاني كثيرا في خط الدفاع فبهذا الدفاع من الممكن أن يفوز على فرق الوسط وما دون أما الفرق الكبيرة فلا يستطيع مقارعتها في ظل الحالة الدفاعية بما فيها حراسة المرمى« مشيدا بالأدوار التي يقوم بها مدير الفريق غرم العمري حسب معرفته بشخصيته وتدرجه في مناصب عديدة في النادي وقال «أحيانا اللاعب يطلب منه أكثر من إمكانياته لذلك كل ما زاد التوتر قل التركيز وكثرت الأخطاء وهذا موجود لدى لاعبي الأهلي وتحديدا الحالة الدفاعية أما الحالة الهجومية للفريق فهي جيدة لكنهم لا يجيدون المبادرة والمغامرة، كما أن الحالة الهجومية تتطلب استقرار النواحي الدفاعية لذلك أقول إن مشكلة الفريق في الجانب الدفاعي، كما أن أجانب الأهلي كانو وموسكيرا دون مستوى تطلعات النادي الأهلي، فهؤلاء اللاعبون جيدون لفرق الوسط أو أقل أما من يرغب في المنافسة على الدوري فيحتاج أكثر من ذلك، أما الوسط تيسير وسبستيان فهما جيدان من النواحي الهجومية، أما في الجوانب الدفاعية لمحوري الارتكاز فكل اللاعبين دون استثناء لا يؤدون ما هو مطلوب منهم ولا يشكلون ساترا قويا أمام خط الدفاع، أما الهجوم فهو جيد بوجود توليدو وأي لاعب بجواره سواء مالك بعد العودة من الإصابة أو حسن الراهب فهم يؤدون مهاما جيدة وتبقى النواحي الدفاعية هي القلق، مضيفا «الأهلي على مستوى الجماعة غير جيد وعلى مستوى الأفراد أقل عطاء ومحمد مسعد لاعب موهوب جدا ومن الظلم أن يقتل بوجوده في الظهير، ومن الممكن أن يلعب مباراة أو مباراتين إذا دعت الحاجة كظهير فهو موهوب في اللعب بالقدمين ويجيد صناعة اللعب والتسجيل ولكن أن تكون خانته الأساسية في مركز الظهير فهذا ليس جيدا، لافتا إلى أن كرة القدم الحديثة تعتمد على الكفاءة الفنية والتنظيم وفكر المدرب وقدرات اللاعبين وثقافة الفريق. وعن المدرب قال بأنه لا يحبذ الاستعجال وأن هناك بعض اللاعبين إلى الآن لم يتعرف عليهم، حيث وضح ذلك من خلال التغييرات التي يجريها فالوقت مبكر للحكم عليه.