يعتقد البعض أن المهارة والإمكانات الفنية تكفي في عملية اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب الأول وكثيراً ما تطالب الجماهير ومعهم بعض الوسائل الإعلامية بضم أحد اللاعبين بمجرد أن يسجل هدفاً أو يتألق في مباراة، والصحيح أن الاختيار للمنتخبات أو التمثيل الدولي لا يمكن أن يتم إلا بعد أن يمر اللاعب بعدة مراحل ينمو معها أشياء كثيرة تجعل من اللاعب كامل الشخصية ومهيأ لتحمل المسؤولية واتخاذ القرار ومعرفة الخطأ من الصواب والثابت أن أغلب اللاعبين الذين اختصروا الطريق ووصلوا بسرعة اختفوا من الساحة وتوقفوا عن العطاء ولا شك أن تاريخ كرة القدم مليء بالاستثناءات وقد يصل اللاعب إلى المنتخب الأول وإلى أعلى درجات النجومية وهو لم يتعد الثامنة عشرة من عمره ولكنها استثناءات تتعلق بصفات وظروف شخصية خاصة ولا يمكن أن تكون هي القاعدة التي يبنى عليها اختيار اللاعبين للمنتخبات. @@@ بعيداً عن كل الأمور الفنية والمواقف التحكيمية السيئة التي حصلت لمنتخبنا أمام المنتخب الكوري أتوقف عند ملاحظة طالما تحدث عنها في كل المنتخبات الوطنية وهي الافتقاد لنوعية اللاعب القائد والمبادر والجريء في اتخاذ القرار في الأوقات التي تتصعب وتتسارع معها الأحداث داخل الملعب وأثناء المباراة وكثيراً ما نشاهد في كل أنحاء العالم وعلى مختلف المستويات والمناسبات الرياضية أن استطاع أحد اللاعبين أن يقلب الموازين ويجلب الفوز رغم النقص والظلم التحكيمي وصيحات الجماهير واستفزاز المنافس ولا أعتقد أن حارس المرمى عندما يترك مرماه ويشارك في لعبة ثابتة مثل الضربات الركنية وفريقه متخلف بهدف وفي آخر لحظات المباراة يوصف بالمتهور أو الخارج عن النص بقدر ما لديه من جرأة بفعل شيء غير عادي على غير ما جاء من تعليمات فنية من المدرب والأمثلة في هذا السياق لا تعد ولا تحصى والخلاصة أننا أمام المنتخب الكوري كنا نحتاج إلى اللاعب المبادر واللاعب الجريء في اتخاذ القرار وفعل أي شيء بدلاً من الاستسلام للاستفزاز الكوري والظلم التحكيمي ولا يعتقد البعض أنني هنا أدعو إلى الفوضى وعدم احترام التعليمات من قبل الأجهزة الفنية ولكنني أطالب اللاعبين والمسؤولين عن المنتخبات بالاهتمام بهذا الجانب من شخصية اللاعب الدولي فدائماً ما تكون هناك خطة وتقيد ونظام ودائماً ما تكون هناك مساحة وحرية لصنع الحدث واتخاذ القرار المناسب من غير المساس بمصلحة المجموعة والمنتخب.