أكد ل «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، أن ما ينجم عن الكوارث الطبيعية يحدث في أي مكان، مستشهدا بحديث رئيس هيئة مكافحة الفساد «أي ضرر يترتب على هذه الكوارث، يكون الهاجس أن هناك فسادا» وقال سموه: «يجب التحقق بعيدا عن نقل الأشخاص والاعتماد على تقارير الجهات المختصة التي لم ولن تتوقف». وأشار الأمير فهد بن سلطان عقب جولته على الأحياء الجنوبية ووقوفه على الأماكن التي تضررت جراء السيول، إلى أن «ما تناقلته المواقع الالكترونية عن السيول والأضرار، أمر مبالغ فيه وليست إلا مجرد اجتهادات». إن الأقوال المبالغ فيها هي مجرد اجتهادات، مبينا أن «وسائل الإعلام هي مرآة تنقل الحقيقة والواقع دون زيادة أو نقصان»، خاصة مشيرا إلى أن كميات الأمطار كانت هائلة تتجاوز ماكان في السنوات الماضية، واستغرب سموه التعاطي الإعلامي والتساؤل عن أسباب عدم التحدث عن الأضرار وقال «حسبنا الله ونعم الوكيل من يخشى الله لايخشى البشر، فالجميع يخدمون البلاد بتفان». وأضاف سمو أمير منطقة تبوك أن على الجميع أن يعلموا أن «العمل هو الأساس والمواطن وأمنه وسلامته هو الأهم»، معبرا في ذات الوقت عن شكره للكتاب والإعلاميين في الصحف أو المواقع الإلكترونية، بغض النظر عن حدة الطرح، فهم مواطنون وإعلاميون كبار لهم مواقعهم، وقال «خير وسيلة لتكون الكتابات أكثر دقة، وليستفاد منها أن يتحرى الكتاب الحقيقة كما هي»، وقدم سموه الدعوة لجميع الكتاب والأدباء لزيارة تبوك ليقفوا على الواقع بأنفسهم. وقال سموه: إن الأمور تختلط عند البعض، فعندما جاء الحديث قبل عدة شهور عن أن الصرف الصحي وشبكات المياه مكتملة في مدينة تبوك بنسبة 100% في الأحياء المعتمدة فذلك حقيقة، لكنهم نسوا أن هذا مشروع مختلف عن مشاريع تصريف مياه السيول والأمطار التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية والجاري استكمالها، مضيفا أن في مدينة تبوك أكثر من مليون نسمة، والأهم هو طمأنة المجتمع على عدم وجود خسائر في الارواح، وهو ما كان عليه الحال ولله الحمد، ما عدا طفل يرحمه الله، مشيرا إلى أنه لم يتم إخلاء سوى 600 منزل، كإجراء احترازي قبل أن تداهمها السيول، إضافة إلى أن العدد الذي سجل في لجان حصر الأضرار وصرف الإعاشة والإسكان وتجهيزها لا يتعدى 300 ألف ولو تم التدقيق أكثر لنقص الرقم. وأوضح سموه، أن الجميع يتألمون ويمتعضون حتى لو سقط جدار أو أصيب شخص واحد، ومن الواجب شكر الله لأنه استجاب لدعاء المسلمين وأبناء منطقة تبوك بأن يغيثهم أولا، ثم لأن الله كتب لهم السلامة في الأرواح والممتلكات.. ولم يخفِ الأمير فهد بن سلطان وجود خلل في أداء بعض الجهات، وقال «هذا أمر لن نتحدث عنه الآن لأن ما يهمنا معالجة ما خلفته السيول من أضرار، ونحن في دولة تملك هيئات للرقابة والتحقيق وهي تقرر ما إذا كان هناك أخطاء وتعمل على تعديلها». كاشفا عن تغيير جذري في الأحياء العشوائية للقضاء على الاختلالات التي تعاني منها.