القمة .. وقضية الأمة الإسلامية هل تستطيع القمة الإسلامية التي تنعقد غدا في القاهرة لبحث عدد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي إيجاد حلول للقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأساسية للأمة الإسلامية ومنع تهويد القدس والحفاظ على المقدسات الإسلامية والتضامن مع الشعب الفلسطيني بكل الوسائل العملية والخروج بقرارات تنفيذية تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة ؟ ستكون القضية الفلسطينية والاستيطان وتهويد القدس وملف الصراع العربي الإسرائيلي بالكامل مطروحا وبقوة في قمة القاهرة الإسلامية، نظرا لخطورة الوضع في القدس والانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى واستمرار إسرائيل في احتلالها للأراضي الفلسطينية، حيث حشدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي جل الإمكانيات لقمع الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة، يقابله على المستوى العربي والإسلامي فقدان الخيارات وعجز ردود الأفعال على مستوى الاستيطان الإسرائيلي، وإلى جانب ذلك ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من اعتداءات المستوطنين والمهووسين من المتدينين والمتشددين اليهود. لقد حاولت القيادة الفلسطينية تحفيز الإرادة السياسية للأشقاء المسلمين في كل دولهم ليكونوا بمستوى المواجهة، ولكن مع الأسف كانت الاستجابة ما بين ضعيفة ومتوسطة. إن المطلوب اليوم من القمة الإسلامية حشد الجهد العربي والإسلامي للتحاور مع الأطراف الدولية حسب التطورات الفعلية على الأرض، ولكن هذا التفعيل لم يحدث ولو بالحد الأدنى، بل واختلطت في العقل العربي والإسلامي شعارات المزايدة بديلا عن مبادرات الفعل، فظل الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يتقدم على الأرض يصادرها ويقتلع سكانها ويهجر أبناءها، بينما الحالة العربية والإسلامية تتراجع في خانة الحضور. الآن الوضع خطير، والاستيطان أصبح سيفا مسلطا، وفصل القدس عن الضفة الغربية يكاد يقطع رقبة حل الدولتين ورقبة مبادرات السلام وجدوى معايير الاعتدال العربي والإسلامي، وفي هذا المؤتمر الذي نحن على موعد معه ستكون هناك محاولة للإجابة عن السؤال المدوي: هل القدس جزء فعلي من عقيدتنا وملامحنا الحضارية وميراثنا الحقيقي ؟ وكيف سيكون السلوك متطابقا مع ذلك كله ؟، أسئلة مطروحة على قمة تمثل مليارا ونصف المليار من المسلمين، ونتمنى أن نجد ردا حقيقيا على هذه الأسئلة. ما نأمله أن تكون قمة القاهرة الانطلاقة نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم من الأراضي الفلسطينية.