أعلن الديوان الملكي البارحة أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز سيرأس وفد المملكة إلى قمة سرت في ليبيا. على صعيد ذي صلة، تلتئم اليوم في سرت شرق ليبيا، القمة العربية ال 22 وسط حضور عربي متوسط، إذ سيصادق قادة وزرعماء وملوك الدول العربية في الجلسة الأولى على مشروع جدول الأعمال وإعلان سرت لتخصيص 500 مليون دولار لدعم القدس، والذي اعتمده وزراء الخارجية العرب الخميس الماضي في ختام اجتماعاتهم التحضيرية. وأفاد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات ل «عكاظ» أن القمة العربية التي أطلق عليها «قمة القدس» تنعقد في ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية، وتتطلب قرارات حاسمة تعمل على وقف التعنت والتمرد الإسرائيليين على المجتمع الدولي وإنقاذ الشعب الفلسطيني من الاحتلال، ودعم صموده في القدس وتحقيق تطلعاته في إنشاء دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد حرصه أن تكون القمة العربية محطة مهمة في طريق تعزيز التعاون العربي وتفعيل مسيرة العمل العربي المشترك وآلياته المختلفة، بما يضمن أن يكون مؤثرا على الساحة الإقليمية والدولية و بما يصب في خدمة القضايا العربية. وتابع قائلا «إن قمة سيرت ستؤكد على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا تتجزأ، مع التأكيد على أن السلام لن يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بالإضافة إلى التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين استنادا لمبادرة السلام العربية». ورفض المالكي كل أشكال التوطين مؤكدا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحول الموقف من يهودية الدولة الإسرائيلية، قال «إن القمة تتجه إلى رفض المواقف الإسرائيلية الخاصة بمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل». من جهته أوضح عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريحات ل «عكاظ» حرص قادة وزعماء الدول العربية على السعي للخروج بقرارات تدعم تعزيز العمل العربي المشترك، واتخاذ موقف موحد لوقف الاستيطان الإسرائيلي وإنقاذ القدس. وزاد أن هناك إصرارا عربيا على ضرورة مواجهة التحديات والعنجهية الإسرائيلية. وكانت فلسطين وسورية تقدمتا بمشروع قرار تحت عنوان «خطة تحرك لإنقاذ القدس» يقضي بدعم صندوق الأقصى الذي أسس بمبادرة سعودية العام 2001 ب 500 مليون دولار. ومن المؤكد أن تهيمن قضية مواجهة الخطط الإسرائيلية لتوسيع الاستيطان في القدس على مناقشات القادة في سيرت، بعدما أعلنت إسرائيل استمرار البناء في القدسالشرقيةالمحتلة. وسيتضمن البيان الختامي لقمة سرت الإعلان عن خطة عربية لدعم مدينة القدس، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وسياسات التهويد للمدينة المقدسة والمعالم الإسلامية والمسيحية، ورفض الاستيطان الإسرائيلي. وكان وزراء خارجية الدول العربية أقروا في اجتماعاتهم التحضيرية في سيرت كافة مشاريع القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية. كما قرروا دعم الموازنة الفلسطينية، ورفع البند الخاص برفع الدعم المالي الذي قررته قمة بيروت من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار إلى القمة. تناقش قمة سرت على مدى يومين تطورات القضية الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني والجولان العربي السوري المحتل، فضلا عن التضامن مع لبنان ودعمه ومناقشة قرار الدائرة التمهيدية الأولى لمحكمة الجنايات الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، ودعم السلام والتنمية والوحدة في السودان وكذلك دعم الصومال وجزر القمر. وستكون قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وقضية القدس والمسجد الأقصى وبحث تطورات الأوضاع على الساحة العراقية والفلسطينية والملف النووي الإيراني ستكون في صلب مناقشات القادة في القمة العربية. من جهة أخرى بدأ القادة العرب التوافد إلى سرت أمس وخصصت السلطات الليبية ثلاثة مطارات لاستقبال الزعماء والضيوف وطلبت قوائم مسبقة بأسماء المرافقين الأمنيين والعسكريين وأنواع أسلحتهم، وأفادت مصادر عربية أن الزعيم الليبي لن يستقبل أيا من الزعماء العرب الضيوف في المطار مباشرة. وحول مشاركة القادة في القمة أشارت المصادر أنه أصبح من المؤكد غياب الرئيس المصري حسني مبارك نظرا لوجوده في ألمانيا لاستكمال علاجه، حيث أعلن عن مشاركة رفيعة المستوى بوفد يرأسه رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف. كما تشير المصادر غياب العاهل المغربي الملك محمد السادس خصوصا في ظل مشاركة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ولن يشارك الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وذلك على خلفية السجال الدائر في لبنان حول ضرورة الإعلان عن مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الأخيرة في 31 أغسطس من عام 1978. فيما توجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى العاصمة الليبية طرابلس للمشاركة في القمة، وكذلك الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ورجحت المصادر غياب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ويترأس سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة وفد مملكة البحرين إلى مؤتمر القمة العربية. ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الديوان الملكي البحريني أنه نيابة عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين يترأس سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لملك البحرين وفد مملكة البحرين إلى مؤتمر القمة العربية الثاني والعشرين. كما توقعت المصادر غياب السلطان قابوس ابن سعيد. فيما أكدت المصادر مشاركة الرئيس أبومازن في القمة وأعلن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أنه لن يشارك في القمة العربية، وسينوب عنه في رئاسة الوفد الإماراتي حاكم أم القوين الشيخ سعود بن راشد المعلا.وسيتغيب أيضا عن القمة رئيس دولة جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، بعد تجميد عضوية جيبوتي في دول «الساحل والصحراء» الذي يترأسه العقيد القذافي.