ثمة حاجة وضرورة لالتئام القمة الاسلامية الاستثنائية – قمة التضامن الاسلامى - بمكة المكرمة يومي الثلاثاء والأربعاء (اليوم وغدا) بناء على اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خاصة في ظل اتساع قاعدة أوجاع الأمة الاسلامية التى طالت كل جوانب حياتها على نحو جعلها في حالة عجز عن تحقيق التقدم المطلوب والمكانة التى تتناسب مع تاريخها وحضارتها وموروثها القيمي والانساني. الأوجاع ما زالت تسكن فلسطين منذ أكثر من ستين عاما وتتركز على القدس ومسجدها الأقصى والأمة ما زالت حتى الآن بالرغم من كل ما تمتلكه من مقومات قوة عاجزة عن تحقيق اختراق حقيقى يعيد الحقوق المغتصبة لشعب فلسطين. وتمتد الأوجاع الآن الى سوريا الجريحة التي تكابد عناد رئيس وتمترس نظام خلف أوهامه ليبقى على جماجم شعب قرر أن يشرع السيف ليستعيد حريته وكرامته الممتهنة وهناك أوجاع الأقليات المسلمة فى غير بقعة من العالم لكن أخطرها الآن ما تعانيه الأقلية المسلمة فى ميانمار فضلا عن أوجاع اقتصادية واجتماعية تستوجب أن يقف زعماء الأمة حيالها ليجدوا لها سبل الخروج منها فهل تتمكن قمة مكة ذات الدلالات الرمزية سواء من حيث المكان أو الزمان من بلورة ما يفضي الى تخفيض سقف هذه الأوجاع على الأقل حتى تشعر الشعوب الاسلامية بأن قادتهم منحازون اليهم وهى تستحق هذا الانحياز ؟ ضرورية للغاية في رأى السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية فإن قمة مكة ضرورية للغاية وانعقادها جاء فى وقته المناسب بل والمكان المناسب فى ظل ما تعانية الأمة العربية والاسلامية من مشكلات وأزمات بات مطلوبا بإلحاح معالجتها على مستوى القادة والزعماء وبلورة مواقف اسلامية حيالها بما يفضى الى تعزيز التضامن الاسلامى والدفاع عن مصالح الأمة خاصة بعد أن تم تغيير مسمى منظمة المؤتمر الاسلامى التى تمثل إطار العمل الاسلامى المشترك الى منظمة التعاون الاسلامى وهو ما يستوجب بلورة رؤي جديدة فى التعامل مع القضايا الراهنة التى تفرض حضورها فى الساحة الاسلامية وتقض مضاجع الأمة. سوريا تتصدر ويلفت السفير بن حلى الى أن الأزمة السورية ستتصدر جدول أعمال قمة مكة فى ضوء التطورات والتداعيات الخطيرة الأخيرة التى شهدتها فضلا عن القضية الفلسطينية بجوانبها المختلفة خاصة فيما يتصل بدعم الطلب الفلسطينى بالحصول على صفة الدولة غير كاملة العضوية فى الأممالمتحدة وعمليات التهويد التى تواصلها اسرائيل فى القدس على نحو شديد الخطورة على مستقبل المدينة والمسجد الأقصى موضحا أن الأمين العام للجامعة العربية والذى سيشارك فى القمة سيقدم رؤية متكاملة عن كيفية تعاطى الجامعة مع هاتين القضيتين اللتىن تمثلان محور حركتها وسيطرح فى الوقت نفسه التصورات الخاصة بضرورة بلورة تنسيق المواقف الاسلامية والعربية تجاههما للمسارعة بإيجاد المخارج التى تحقق مطالب الشعب السورى المشروعة وتسهم فى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وتحمى مقدساته فى مدينة القدس وفى الصدارة منها المسجد الأقصى مشيدا بالتنسيق القائم بين الجامعة العربية من ناحية ومنظمة التعاون الاسلامى من ناحية أخرى والذى يعتقد أنه سيشهد دفعة قوية فى قمة مكة المكرمة. قمة استثنائية ولكن السفير بن حلى يرى أن أهمية هذه القمة الاستثنائية تمتد الى كونها أنها ستعمل على معالجة قضية التضامن الاسلامى الذى بات فى حاجة الى تعزير مقوماته وهى كثيرة ومتعددة لكنها تتطلب المزيد من التفعيل حتى تكون الأمة الاسلامية قادرة على تحقيق مصالحها والتعامل بفعالية أكثر من القضايا والتحديات التى تواجهها خاصة فى ظل تصاعد أعمال الاضطهاد ضد بعض الأقليات المسلمة فى عدد من بلدان العالم وفى مقدمتها الاقلية المسلمة فى ميانمار فضلا عما تعانيه بعض الجاليات الاسلامية فى بعض الدول الغربية وهو ما يتطلب من قمة مكة تحديد الآليات التى من شأنها أن تحافظ على حقوق هذه الأقليات والجاليات المسلمة ويقوى من حضورها فى مجتمعاتها. ولا شك أن تصاعد الأعمال الإرهابية التى تعانى منها بعض الدول الاسلامية تتطلب كما يقول بن حلى وقفة قوية من قمة مكة خاصة أن بعض الجماعات تستغل الدين الاسلامى الحنيف وراء عملياتها التى تروع الآمنين فى غير قطر عربى واسلامى وبما يعمل على تصحيح الصورة المغلوطة للاسلام التى تحاول أن تربط بينه وبين الإرهاب والتى تجد دعما من بعض الأطراف الخارجية التى تنظر للاسلام من منظور عدائى. توقيت مهم ويتفق السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة مع السفير بن حلى فى الأهمية القصوى لقمة مكة الاستثنائية فى هذا التوقيت بالذات الذى يستوجب عقد مثل هذه القمة على هذا المستوى بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزير الذى يستحق كل الشكر والتقدير على حرصه على استضافة هذه القمة بين رحاب مكة الطاهرة وفى هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل وتزامنا مع ليلة القدر التى يتطلع فيها المسلمون الى الله سبحانه وتعالى الى تحقيق أمانيهم وأحلامهم فى ظل ما يعانونه من معضلات وأزمات تؤثر على حاضرهم ومستقبلهم تتطلب بالتأكيد احتشاد قادة الأمة للبحث فى معالجتها وسبل تجاوزها. القدسوفلسطين ويتوقف السفير صبيح عند القضية الفلسطينية وبالذات ما تتعرض له مدينة القدس ومسجدها الأقصى بل ومقدساتها المسيحية الى هجمة تهويد شرسة ويقول : ان اسرائيل ترى أنها فى الساعات الأخيرة لاستكمال مخطط التهويد الكامل لهذه المدينة وتكثف اجراءاتها فى هذا الصدد كل ساعة وليس كل يوم مشيرا الى تقارير خطيرة تتحدث عن مخطط لتقسيم الحرم المقدسى الشريف وتخصيص ساعات فيه للمسلمين وأخرى لليهود مثلما حدث قبل سنوات وفرضته الدولة العبرية فرضا فى الحرم الابراهيمى كما أن هناك تقارير تفيد باقامة بنايات فى ساحة الأقصى فضلا عن التصريح الذى أدلى به مؤخرا المستشار القانونى لوزراة الخارجية الاسرائيلية بأن المسجد الأقصى هو بالأساس مكان يهودى الى جانب تطبيق سياسة التهجير القسرى للمقدسيين عن مدينتهم والسيطرة على الأرض بما يعنيه ذلك من منع دخولهم وممارسة الضغوط الشديدة عليهم من قبيل فرض الضرائب الباهظة وهو ما أدى الى أن أكثر من ثمانين فى المائة من المقدسيين باتوا يعيشون تحت خط الفقر. وهناك أيضا قانون أملاك الغائب والذى تطبقه سلطات الاحتلال الاسرائيلى على نحو شديد التعسف بحيث تقوم بالاستيلاء على حصة أى فلسطينى يتوفى بالخارج سواء فى إرثه أو عقاراته الى جانب العمل على نشر المخدرات بين ابناء الشعب الفلسطينىبالقدس وغيرها من المدن. ويضيف السفير صبيح : هناك العديد من المؤسسات التى تواجه ظروفا بالغة الصعوبة مثل المستشفيات وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والصحية وهنا يعرب عن امتنانه لمسارعة بنك التنمية الاسلامى التابع لمنظمة التعاون الاسلامى بتقديم معونة مالية عاجلة لمستشفى المقاصد الاسلامية بالقدس وغيره من المستشفيات بناء على طلب عاجل من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى. صبيح : القمة مطالبة بدعم صمود سكان القدس أمام التهويد، شلبي : تجنب الإنزلاق في مخاطر الانقسام والتناقضات الحادة، عمارة : بناء قطب إسلامي ثالث حتى لا نجد أنفسنا كرة متدحرجة، قصير : وقف سفك الدماء والبحث عن نقاط الاشتراك لا الخلاف تدعيم عربي ولكن صبيح يطالب قمة مكة الاستثنائية بأن تضع فى اعتبارها ضرورة المساهمة فى المبلغ الذى قررته قمة سرت العربية الاستثنائية فى العام 2010 لدعم القدس والمقدر ب500 مليون دولار ولم يتم حتى الآن تسديد سوى 60 مليون دولار فقضية القدس ليست عربية ولكنها اسلامية بالدرجة الأولى حتى يتمكن أهالى هذه المدينة من الصمود فى وجه حرب التهويد التى تمارسها سلطات الاحتلال الصهيونى ضدهم كما يطالب بتبنى قرار سياسى واضح وقوى فى مضمونه من قادة وزعماء الدول الاسلامية بأن القدس ومسجدها الأقصى خط أحمر فليس ثمة من يقبل بتهويدها وهو ما يتطلب اجراءات عملية عاجلة من قمة مكة لوقف هذا المخطط ويرى أنه من بين هذه الاجراءات وقف العلاقات القائمة بين بعض الدول الاسلامية والدولة العبرية والتى باتت محرمة من الناحية الشرعية فى ظل الممارسات العدوانية على المقدسات الاسلامية والمسيحية فى القدس وغيرها من المناطق الفلسطينية فضلا عن استمرار الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية المصحوب بالخطوات التعسفية فى الضفة الغربية واستمرار الحصار على قطاع غزة، ويدعو صبيح قمة مكة الى أن تطالب الدول الكبرى والتى تدين بالمسيحية بممارسة ضغوط على اسرائيل لوقف تهجير المسيحيين فى القدس والسيطرة على كنائسهم والأراضى الخاصة بها. مسار الإعلام ويشدد الامين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والاراضى المحتلة على ضرورة ان توصى قمة مكة بتعديل مسار الاعلام العربى والاسلامى فى تعاطيه مع القضية الفلسطينية وتطوراتها الخطيرة فى القدس والمسجد الأقصى على نحو أظهره بأنه أدار ظهره لها لصالح ثورات الربيع العربى وهو أمر يبعث على ارتياح اسرائيل ومن ثم – كما يضيف – فإن قمة مكة مطالبة بتوجيه رسالة واضحة بأن العرب والمسلمين لن يتخلوا عن القدسوفلسطين وهى قضيتهم الأولى والمركزية قولا وفعلا. ولا ينسى السفير صبيح المبادرة العربية للسلام التى اقترحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - عندما كان وليا للعهد - وأقرتها قمة بيروت العربية وتم التأكيد عليها فى القمم العربية والاسلامية المتعاقبة مطالبا باعادة تبنى هذه المبادرة اسلاميا يؤكد على نحو واضح أنه لن يتم بناء أى علاقات مع الدولة العبرية مادامت انتهاكاتها الخطيرة للأعراف والقوانين الدولية وعدوانها ضد الشعب الفلسطينى ومقدساته مستمرة. أوجاع إسلامية وسألت السفير عبد الرحيم شلبى مساعد وزير الخارجية المصرى السابق والذى عمل ديبلوماسيا فى العديد من العواصم العربية والاسلامية عن رؤيته لقمة مكة الاستثنائية فأوضح أن الأزمات والقضايا التى تتصدر المشهد السياسى الاسلامى وفى الصدارة منها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والوضع الشديد الصعوبة الذى تعيشه الأقلية المسلمة فى ميانمار هى التى دفعت خادم الحرمين الشريفين الى الدعوة الى هذه القمة لبلورة المعالجات لها على أعلى مستوى متمثلا فى القادة والزعماء خاصة فى ظل الدلالات الرمزية لهذه القمة سواء من حيث المكان حيث ستعقد فى أشرف مكان فى العالم أو من حيث الزمان متزامنة مع ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك وهو ما يعنى أن أى قرارات أو تعهدات يلتزم بها القادة المشاركون فى هذه القمة تستوجب التطبيق الفورى لها وأن التنصل منها سيكون حسابه عسيرا وقد تنطبق عليهم الآية الكريمة في القرآن الكريم (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) . حسن نوايا لا يكفي ولكن ما هو المطلوب من هذه القمة تحديدا ؟ يجيب شلبى : لا يكفى حسن النوايا بل لابد من التخطيط السليم والحسابات الدقيقة والواقعية التى تتعلق بالمواضيع والأزمات المطروحة على جدول أعمال القمة والأهم من ذلك كله تجنب الإنزلاق فى مخاطر الانقسام والتناقضات الحادة مما يعطل أى حركة فاعلة للأمة الاسلامية باتجاه التعامل مع أزماتها مشددا على ضرورة عدم الاكتفاء بإصدار القرارات وانما لابد أن تكون مصحوبة بآليات تنفيذية واضحة حتى لا تصبح مجرد شعارات فقط وتنفض القمة وتعود الأمور الى ما كانت عليه ويقول السفير شلبى : انه فيما يتعلق بالأزمة السورية فإن قمة مكة مطالبة بالبحث فى كافة السبل التى تقود الى وقف إراقة الدماء والحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى السورية مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة تنحى الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يدعو محدثنا الى ضرورة استكمال خطوات المصالحة الفلسطينية خاصة أن مدينة مكة استضافت قبل سنوات اجتماعات بين القادة الفلسطينيين اسفرت عن اتفاق مكة للمصالحة لكنه للاسف لم يدخل حيز التطبيق الى جانب دعم المطلب الفلسطينى بالحصول على صفة الدولة غير كاملة العضوية بالامم المتحدة والذى سيقدمه الرئيس محمود عباس خلال شهر سبتمبر المقبل الى جانب توفير الدعم المالى للفلسطينيين فى مواجهة الضغوطات التى تمارس للتأثير على القرار الفلسطينى مستغلة ما تقدمه بعض الأطراف الدولية من معونات اقتصادية وبالتالى يتعين أن تحول الدول الاسلامية ضد استمرار هذه الضغوط الى جانب العمل على فك الحصار المفروض على قطاع غزة. حل سريع ويرى السفير شلبى أن قمة مكة مطالبة بتوفير حل سريع للمعاناة التى تكابدها الأقلية المسلمة فى ميانمار من خلال تقديم مساعدات انسانية ومالية شريطة أن يتم ذلك من خلال منظمات إغاثية ذات سمعة طيبة وليس عن طريق الحكومة المشكوك فى ذمتها المالية وفى الوقت نفسه تقديم العون المالى لبنجلاديش الدولة الملاصقة لميانمار والتى لا تساعدها ظروفها الاقتصادية الملتبسة على استقبال اللاجئين من الاقلية المسلمة الذين تجبرهم السلطات الحكومية على الهروب القسرى من مناطقهم. أما على المدى الطويل فإن قمة مكة مطالبة بمساندة خطة منظمة التعاون الاسلامى لتشكيل لجنة تقصى حقائق للوقوف على حجم المشكلة والتى تمتد تاريخيا الى العام 1942 ومرت بمراحل خطيرة فى التعامل التعسفى معها من قبل الحكومات الديكتاتورية المتعاقبة فى ميانمار ضد الأقلية المسلمة. أمل وتفاؤل ويقول الطاهر عمارة الأدغم الأكاديمى والباحث والكاتب الجزائرى : إن مجرد الاعلان عن عقد قمة استثنائية إسلامية في العشر الأواخر من رمضان المبارك في مكة المكرمة.. قبل معرفة الأجندة ومسودّة القرارات والتوصيات، يكفي لضخّ مقادير وكميات هائلة من الأمل والتفاؤل في قلوب المسلمين، خاصة الذين يعانون المآسي والويلات والحروب، أو الذين يعيشون حالات انقسام ومشاحنات ومشاكل حدودية بين دول إسلامية كانت شعوبها قبل قرن فقط لا تعرف مصطلحا اسمه الحدود. ويضيف : يمكن الحديث بداية حول الدم السوري العزيز على قلوب الجميع، والذي يراق دون أيّ جهود دولية وعربية حقيقية لإيقافه، لكنّ الأجدر أن نتحدث قبل ذلك عن خارطة العالم الجديد التي بدأت في التشكّل، والثنائية القطبية، من خلال مواقف روسيا الاتحادية والصين الشعبية في مقابل موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها. والحديث حول هذه الثنائية القطبية يدعونا إلى التساؤل عن دور دول منظمة التعاون الإسلامي، وكونها أكبر كتلة تصويتية الآن في المحافل الدولية، وما يتبع ذلك من أرقام تتعلق بعدد السكان وحجم الناتج العام والنسبة العالية من الطاقة التي تزوّد بها بلدان المنظمة دول العالم أجمع. والتساؤل يتجه نحو قمة مكة المكرمة هل في نيّة القادة والزعماء المسلمين التأسيس لقطب ثالث، حتى نوقف الزمن من العودة إلى الوراء، ولا نجد أنفسنا، دول العالم الإسلامي، مرة أخرى كرة متدحرجة بين أرجل اللاعبين الكبار. ومن الحديث حول القطب الثالث، الإسلامي – والكلام للطاهر عمارة - ينتقل الحديث إلى سوريا وشلال الدم الذي يجري هناك.. حيث بات واضحا أن القوى الغربية بقدر ما تريد إسقاط نظام بشار الأسد؛ تريد أيضا إسقاط سوريا معه حين يرحل النظام ويترك البلاد قاعا صفصفا، أو عصفا مأكولا، لتتسلم المعارضة ملفات ومشاكل وعقبات لا قبل لها بها، وتنخرط سنوات طويلة في عمليات إعادة البناء النفسي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتكون البلاد حينها مفتوحة على مصراعيها لمشاريع إعادة الإعمار الغربية والمؤسسات غير الحكومية، وتكتشف الحكومة الجديدة أن الخروج عن القرار الغربي، في كل شيء، أمر أشبه بالمستحيل، لأن سوريا ليست ليبيا ولا العراق.. فهي لا تملك بترولا أو أي ثروات أخرى تعافيها من أزمتها في أقصر الآجال الممكنة، وتحصّنها بالتالي من فخّ المساعدات الغربية. ربما تتعثر جهود الجامعة العربية - كما يضيف - لأنها لا تملك سلطانا على بعض الأطراف المؤثرة في الملف السوري، لكن منظمة التعاون الإسلامي، وفي قمة مكة المكرمة، تمتلك الحديث بقوة وصراحة مع كلّ من تركيا وإيران، وتستطيع رسم حدود واضحة بين المصالح المتضاربة، أو الرؤى المختلفة، ويخرج الجميع بقرار واحد يختصر المعاناة السورية ويوقف أنهار الدم الجارية في شهر رمضان المبارك، ويقطع الطريق على تلك الأطراف الدولية التي تريد تحويل مجريات الثورة السورية إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس على حدّ سواء. ويتطلع الطاهر عمارة الى أن يخلو بيان قمة مكة المكرمة حول سوريا من أي دعوات لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، وبحيث تكون القرارات والدعوات موجهة لأعضاء أسرة منظمة التعاون الإسلامي، ومن خلال آليات واضحة لوضع حد للصراع بأي صيغة توافقية. ملفات أخرى ويتوقف الأكاديمى الجزائرى عند ملفات أخرى على جدول أعمال قمة مكة الاستثنائية لعل أبرزها ملف مسلمي الروهينجيا، في ميانمار، وعمليات الإبادة والتطهير التي يتعرضون لها منذ عقود، والتي ظهرت بشكل أوضح خلال الأشهر الماضية لافتا الى أن هذه القضية هي اختبار آخر لدول منظمة التعاون الإسلامي على الاصطفاف الفعلي والضغط على نظام ميانمار الاستبدادي وحمله على إعطاء المسلمين هناك حقوقهم الكاملة.. والحديث هنا عن دولة صغيرة يمكن الضغط عليها، ولا نتحدث عن دولة عظمى، أو كيان مدعوم مثل إسرائيل، وهكذا لن يُعذر قادة الدول الإسلامية، خلال القمة، إذا لم يخرجوا بقرارات تلبي تطلعات أقلية الروهينجيا في العيش بأمن وسلام وحقوق واضحة في أداء شعائر دينهم. إضافة إلى ما سبق ننتظر من القمة كلاما جديدا حول الاستيطان في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية، والانقسام الفلسطيني، وإنهاء الحصار عن قطاع غزة خاصة بعد أحداث رفح المصرية وتداعياتها على القطاع. ونتوقع دعما وإشادة بالتحولات الديمقراطية التي شهدتها دول عربية على غرار تونس ومصر وليبيا واليمن.. وبجملة واحدة : نريد قمة تقول عبر قراراتها إن هناك قطبا قويا يدعى منظمة التعاون الإسلامي. دعوة إيران أما الباحث اللبنانى قاسم قصير فيلفت الى أن الدعوة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لعقد قمة اسلامية استثنائية في مكة المكرمة في 26 رمضان الجاري تشكل خطوة مهمة لبحث القضايا الاسلامية الطارئة ولتوحيد موقع الدول العربية والاسلامية من التطورات المختلفة وقد شكلت موافقة الرئيس الايراني احمدي نجاد على المشاركة في القمة اشارة ايجابية من جانب ايران تجاه المملكة العربية السعودية اضافة الى ان قيام الملك السعودي بدعوة نجاد كانت خطوة مهمة لاشراك ايران في البحث عن حلول للازمات التي يواجهها المسلمون اليوم. ويتابع قائلا : إن المتطلع للواقع العربي والاسلامي يلحظ وجود العديد من القضايا الخطيرة التي تواجه المسلمين ومنها على سبيل المثال لا الحصر : التطورات في الدول العربية بعد الثورات الشعبية ولاسيما في سوريا والبحرين ومصر وليبيا واليمن، ما يجري في العراق من احداث، التطورات الفلسطينية وازدياد المخاطر على القدس، مأساة المسلمين في بورما والمجازر التي ترتكب في حقهم، المخاوف من اندلاع فتنة مذهبية كبرى بين السنة والشيعة والعلويين، وكل هذه الاحداث والقضايا تتطلب تحركا عربيا واسلاميا سريعا يعمل للبحث عن حلول للازمات وتوحيد المسلمين بدل الغرق في الفتن وسقوط المزيد من الضحايا من الابرياء وفى ضوء ذلك – يضيف قاسم - على ضوء تشكل دعوة خادم الحرمين لعقد قمة مكة وخصوصا انها ستعقد في شهر رمضان المبارك وفي احدى ليالي القدر وفي مكة الكرمة الى جانب البيت الحرام وبحضور عدد كبير من قيادات ورؤساء وملوك العالم الاسلامي مما يشكل فرصة كبيرة لنجاحه وأملنا ان تنجح هذه القمة في اتخاذ خطوات واجراءات سريعة لحل المشاكل على قاعدة حفظ وحدة المسلمين ووقف سفك الدماء ودعم الشعوب الاسلامية والبحث عن نقاط الاشتراك لا الخلاف. اذن نحن امام فرصة هامة ندعو الله ان يوفق القادة العرب والمسلمين لتحقيق آمال الشعوب الاسلامية في هذا الشهر المبارك.