ملحمة أمل.. ومنظومة عمل.. وتاريخ جديد لمعلم حضاري بدأت ملامحه تتبدى.. تلك خواطر أولى قادني إليها الخبر الذي نشر ب «عكاظ» الأربعاء الماضي؛ وأكد فيه سمو الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أنه تم إنجاز 40% من مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد بجدة، لافتا إلى حرص الهيئة على إنجاز المشروع في موعده المحدد، كما أشار سموه إلى أن هناك تنسيقا مع أمانة جدة لتحسين مدخل المطار الجنوبي بما يليق بمظهر المدينة لأنه سيكون البوابة للقادمين من مكةالمكرمةوجدة إلى داخل المطار، ومما لفت انتباهي في الخبر ما ذكره الأمير فهد أن الهيئة أخذت على عاتقها تطوير المنطقة المحيطة بالمطار والمحافظة على البيئة. خبر مفرح ومبشر ذكرني بمقال كتبته بعنوان: (ياهنا مين يعيش)، في هذه الجريدة عن وضع المطار وقتها ومعاناة مستخدميه؛ كان ذلك منذ أكثر من 18 عاما مضت. حمدت الله أن أمد في عمري لأرى ورشة العمل في هذا المشروع العملاق على مدى 24 ساعة وسأشير هنا إلى الفرصة التي أتيحت لي بلقاء المشرف العام على المشروع المهندس محمد أحمد عابد الذي قدم لي عرضا عن المشروع بل ذهبت للموقع لأرى خلية العمل المدعمة بقوى عاملة بلغت حتى الآن (18500) ما بين عامل ومشرف؛ بالإضافة إلى (1800) مهندس حيث سترتفع أعداد الأيدي العاملة مع تقدم مراحل المشروع إلى (30000) عامل حسب ما صرح به الأمير فهد بن عبد الله. كل ما تم حتى الآن في هذا المشروع أفسره بترجمة الأماني إلى واقع ملموس. وهذا ما حدث فعلا في المشروع خصوصا بعد أن نبتت المباني، مثل هياكل مباني المطار وبرج المراقبة والكباري المؤدية إلى المطار.. ولقد أخبرني المهندس محمد عابد المشرف العام على مشروع المطار أن حجم ما بني تحت الأرض أكثر مما هو ظاهر فوقها. إذن المطار هو جدة لأنه سيكون الواجهة الحقيقية لها بكل فسيفسائها. مطار جدة بالواقع الذي شاهدته على الأرض، يجعلني على يقين بأن جدة جديدة ستولد من رحم الأحلام، ذلك ما يليق بها، فلننتظر. [email protected]