لا يخلو عمل مأذون الأنكحة من الطرافة والغرائب أحيانا، خلال توثيقه عقد الزواج الشرعي الذي يؤسس لحياة زوجية سعيدة للمقبلين على الزواج. وهنا بين مأذون الأنكحة الشيخ أحمد العمري، أو كما يطلق عليه محبوه رجل المناسبات السعيدة، أن مأذون الأنكحة يواجه في حياته العملية الكثير من اللوم والعتاب، بسبب غياب الرؤية والوضوح في الوائح والانظمة، وقال «آمل أن تكون هناك اجتماعات دورية تجمع المأذونين لإبلاغهم بالتعاميم الجديدة التي تتعلق بعملهم حتى ينتفي الحرج البالغ الذي يقعون فيه». وأضاف" مواقف المهنة كثيرة ولا تخلو من الطرافة، حيث استصل بي في إحدى المرات عريساً وفي الثانية فجراً فلبيت الطلب، وعند تفحصي للأوراق والمستندات تبين لي عدم توفر شهادة الفحص الطبي، فما كان مني إلا أن أغلقت دفتر الضبط وسط محاولات لإثنائي عن ذلك". وتابع" كلفت مرة بعقد زواج، وبدأت إجراءات عقد النكاح، وعندما سألت عن قيمة المهر أجاب والد العروس بأنه عشرة آلاف ريال، إلا أن والد العريس قدم مبلغ ثمانية آلاف فقط، وحين طالبه والد العروس بالمبلغ المتبقي رد عليه الأخير بأنه دفعها مساء البارحة للعشاء فرفض أبو العروس إكمال العقد، فما كان من العريس إلا أن مزق ثوبه وذهب للعروس التي كانت تنتظر في السيارة ورمى عليها يمين الطلاق". وذكر الشيخ أحمد العمري، أن أغرب المواقف حينما كان ينتظر دخول والد العروس ففاجأتني العروس بالدخول راجية أن أسلمها المهر في يدها مباشرة، وأن لا أعطيه لوالدها، وبعد حضور والدها أتممنا مراسم العقد، وأمرت باستدعاء العروس وأعطيتها المهر في يدها، وحين كنت أهم بالمغادرة حضرت البنت وهي تشتكو وتنتحب لأن والدها أخذ منها المهر عنوة، فطلبت منه أن يعيده إليها باعتباره حق لها، في حين أصر هو على الحصول على قيمة المهر باعتبار أنه أحق به. وأوضح الشيخ العمري، أنه سجل أكبر عقد زواج في جدة، حيث بلغ مجمل قيمة المهر 15 مليون ريال، مليون ريال مقدم و10 ملايين كمؤخر وسيارة فارهة وفيلا فخمة، وكانت العروس امرأة مطلقة ولديها ثلاثة أبناء، بينما العريس يتزوج للمرة الأولى، وعند استفساري عن ضخامة المبلغ قال العريس"أنها تستحق أكثر من ذلك يا شيخ" . ودعا الشيخ العمري، وزير العدل بأن ينظر في وضع مأذوني الأنكحة، خاصة وأنهم يواجهون الكثير من الحرج بالرغم من أنهم يقومون احتسابا بهذا العمل.