سيطرة أشبه ما تكون بالمافيا، واستحواذ شبه كامل على سوق التجميل وصوالين الأناقة النسائية ذلك وصف لحال العمالة الوافدة في مجال التجميل والتفصيل ما دعا المواطنات العاملات فيها إلى دعوة الجهات ذات العلاقة للتدخل وإنقاذهن من التسلط الحاصل. وباتت سيطرة العمالة النسائية الوافدة جلية في مشهد قطاع صالونات التجميل والمشاغل النسائية لتضحى الأيدي العاملة من كوادر السعوديات في منافسة لإثبات الذات في قطاع حيوي يتطلب الكفاءة التدريبية عالية المستوى في حين ترى عاملات خضن تجربة العمل في مشاغل وصالونات التجميل أن عامل (الثقة) في مهارات الفتيات السعوديات قد يكون أحد أسباب سيطرة الوافدات على هذا القطاع الذي بات يجذب العديد من السعوديات المهتمات بصناعة التجميل ويطمحن إلى المزيد من الفرص لتوطين المهنة. ولتسليط الضوء على تجارب الأيدي العاملة من السعوديات في قطاع المشاغل النسائية أكدت عدد من الفتيات اللواتي خضن تجربة العمل أن المستثمرات في المشاغل النسائية لايعملن على تدريبهن بالشكل الكافي في حين توكل لهن مهمة أخذ المقاسات. وعن هذا تقول ليلى محمد «عملت في أحد المشاغل النسائية بعد دورة تدريبية في الخياطة لكن تنقصني الثقة والمهارة التي لاتأتي إلا بالتجربة في حين بعض المستثمرات يترددن في منحنا فرصة التطريز والخياطة ويعتمد الأمر فقط على أخذ مقاسات التفصيل» الأمر الذي دعا ليلى محمد إلى التسرب من المهنة. ولا يختلف واقع الأمر لدى حنان عبدالرحمن عن حال سابقتها حيث تقول «حصلت على دورة تدريبية في مجال التطريز وعند التحاقي بأحد المشاغل النسائية لم تتح لي فرصة تطريز ملابس السهرة حيث أشعر أن صاحبة المشغل تتردد في منحي فرصة تطريز فساتين العرائس وتتساءل حنان إذا لم تتح لي الفرصة كيف سأجود مهاراتي في التطريز في حين أشعر أن العمالة الوافدة تزاحمني في هذا العمل ولا تمنحني فرصة الاستفادة من إمكانياتها». أما المتدربة في مجال التجميل إلهام حسن فتقول «تلقيت عدة دورات في تصفيف الشعر وعند التحاقي بالعمل في قطاع صالونات التجميل أعمل تحت التدريب ولا أرى في هذا ضيرا لكن المشكلة أنه بعد انتهاء فترة التدريب يخبروني بالاتصال بي عند الحاجة وتتساءل إلهام كيف أكتسب خبرة ممارسة العمل في ظل الاستفادة من قدراتي كمساعدة وليس أخصائية تجميل؟». بدورها عزت مصممة الأزياء وسيدة الأعمال حنان مدني أسباب سيطرة العمالة النسائية الوافدة على سوق خياطة الملابس إلى ضعف البرامج التدريبية في المعاهد الحالية التي لا تخول الأيدي العاملة من الكوادر الوطنية من السعوديات للتنافس مع الوافدة من الدول العربية التي تتميز كوادرها بالإنتاجية عالية المستوى مضيفة أن الكوادر الوطنية من السعوديات لاتنقصهن المهارة في حال توجه سوق العمل وقطاع التدريب إلى إنشاء الأكاديميات في التعليم المهني مشيرة إلى إمكانية الاستعانة بمدربات من الدول المجاورة التي تتميز بالحقائب التدريبية المتواكبة مع المستجدات العملية والنظرية في سوق صناعة الملابس من أجل توطين المهنة. وفي السياق نفسه تضيف سيدة الأعمال حنان مدني أنه على عكس الوضع القائم من سيطرة العمالة الوافدة على سوق صناعة الملابس نرى أن الكوادر الوطنية من السعوديات يخضن العمل في سوق صالونات التجميل التي تشهد إقبالا منقطع النظير مقارنة بالفترات الماضية في حين تقترح مدني أهمية التوجه إلى «العقود المسجلة بين الطرفين» العاملة وصاحبة العمل حتى لا تشهد صالونات التجميل التسرب الوظيفي وتحول العاملة إلى صاحبة عمل وتواجه عقبات عدم الإلمام بمشروع حر؛ الأمر الذي يجعلها تواجه عقبة إفلاس المشروع وبالتالي عرضه (للتقبيل). من جهتها أوضحت المستثمرة في سوق التجميل النسائي شابة الأعمال رانيا السليماني أن غياب تخصص«التجميل» في الجامعات والكليات الخاصة والمعاهد الحالية يجعل الكوادر الوطنية على قائمة الانتظار لحين إيجاد قطاع التدريب والبرامج التدريبية المتخصصة في صناعة التجميل وهذا يتطلب أكاديميات متخصصات يجمعن بين التدريب والتوظيف، ومن واقع عملها كمستثمرة ترى رانيا السليماني أن ما يميز العمالة الوافدة جودة دراسة التدريب في بلدانهن إضافة إلى الالتزام بساعات العمل مقارنة بالسعوديات اللواتي يتسربن من العمل بدون سابق إنذار في حين تؤكد السليماني أهمية رفع مستوى ثقافة الوعي بنوعية العمل في قطاع التجميل وخياطة الملابس في المجتمع انطلاقا من أهمية تعزيز ثقافة العمل المهني الذي يعتمد على المهارات اليدوية.