تعد السعوديات الأكثر إنفاقا على المستوى العالمي على عمليات التجميل والماكياج وتصفيف الشعر، حيث يصل إنفاقهن إلى نحو خمسة مليارات ريال سنويا ما بين مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، ويعد قطاع التجميل كبيرا جدا من حيث المستثمرات السعوديات فيه، إضافة إلى كونه يستهدف شريحة كبيرة ونشطة جدا في هذا المجال، ويمثل نسبة كبيرة من الاستثمارات النسائية. غير أن هذا القطاع يواجه تقلبات وتباينات كبيرة بين وضعه القانوني ووضعه التطبيقي.. «شمس» حاولت تسليط الضوء على بعض التباينات التي يعانيها قطاع المشاغل عبر حوار مع سيدة الأعمال فوزية النافع رئيسة لجنة المشاغل بغرفة المنطقة الشرقية. الشرقية من أكثر المناطق استثمارا فى المشاغل.. ما السبب من وجهة نظركم؟ يبدو هذا حقيقيا؛ حيث يبلغ عدد المشاغل في المنطقة الشرقية، أربعة آلاف مشغل، لكن عندما بدأنا في عمل قاعدة البيانات لم نستطع الوصول إلا ل 200 مشغل، وللأسف نحو 95 % من هذه المشاغل المسجلة لا ينطبق عليها الكثير من الشروط للمفهوم الحقيقي لمعنى مشغل نسائي، إلى جانب وجود الكثير منها في المنازل، المشاغل كثيرة لكن تفتقد لنظام العمل الصحيح، وعلى الرغم من التخمة العددية للمشاغل النسائية؛ فإن كثيرا منها ينسحب بعد فترة قصيرة، إما بالإغلاق أو تغيير النشاط أو بيع المشغل لمستثمر جديد، فالمنطقة الشرقية تمتلئ بالمشاغل الخاسرة»، على دور لجنة المشاغل النسائية في العمل على تطوير قطاع التجميل ورفع هذه المشاغل إلى المستوى المعمول به عالميا. كيف تفسرين وجود خريجات من المعهد المهني بشهادات خبيرات تجميل رغم عدم وجود هذا المسمى في وزارة العمل؟ وما الخطوات التي قمتم بها في لجنة المشاغل لتغيير هذا الوضع؟ لا أعتقد بوجود خبيرات تجميل، وإن كان هناك خريجات، ودعونا ننتظر لنرى جودة الخريجات، وأننا غيرنا مسمى المشاغل للمسؤولين، ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى قرار من رئاسة الوزراء. ورفعنا طلبا وتوصيات، هذا ما نقدر عليه، ونحن بانتظار قرار من رئاسة الوزراء. بم تفسرين عدم وجود تراخيص استثمارية صريحة لمراكز التجميل رغم ضخامة القطاع؟ كل مراكز التجميل تحمل مسمى مشغل، والتأشيرات للخياطة فقط.. ونأمل من المسؤولين النظر في هذا خصوصا أن ناتج الاستثمار في مجال التجميل كبير ويستحق النظر إليه. نحن من ضمن برامجنا رفع مستوى الوعي بهذه المهنة، وزيادة توعية صاحبات المشاغل، وتوزيع كتيب يشرح ما يجب عليه للمستثمرات في مجال المشاغل بدءا من مراحل أخذ التراخيص الحكومية.. وحقوق كل من العاملين فى مجال المشغل من موظفين.. وشرح لكل وظيفة، ونماذج عقود عمل للتوضيح.. لحفظ حقوق الطرفين. ما الخطوات التي تقومون بها في لجنة المشاغل لتوعية صاحبات المشاغل بالمواد والمستحضرات الممنوعة؟ نتقوم بإعداد لقاءات للتوعية بذلك. هل قامت لجنة المشاغل بأي دور تجاه توعية السيدات «الزبونات» في حال حصل لهن أي ضرر من أي مشغل إلى الجهات والخطوات التي يجب أن يتخذنها لأخذ حقهن؟ نحن ما زلنا في البداية، فلم يمض على اللجنة سوى القليل من ظهورها، ولكن في الخطة الكثير من توعية المشاغل بما يجب عليه من جودة في تقديم الخدمات، وهذا يجنب المشاغل من الوقوع في أي ضرر. هل هناك أي خطوات أو مطالبات من لجنة المشاغل في اتجاه عمل اختبار مهني لكل من تزاول المهنة وإعطاء تصاريح مزاولة العمل لمن تستحق فقط؟ لا يوجد شيء من ذلك، ودور اللجنة ليس تنفيذيا، بل وضع لتوضيح المعوقات للمسؤولين وتقديم العون لرفع مستوى أداء العمل، ومزيد من التوعية، وتسليط الضوء على ما يحصل من مخالفات. وهل هناك أي وسيلة متخذة لحصر صلاحيات المشاغل خاصة أن بعض المشاغل تتوسع إلى أندية رياضية واستديوهات تصوير وغيرها؟ للأسف نظرا لعدم وجود رقابة ومتابعة لهذه المهنة نجد هناك بعض المخالفات واستخدام مسمى المشغل في مهن خفية لا يجوز مزاولتها. والحقيقة أعتقد أن النظام وعدم توضيح مسمى كل وظيفة باسمها ساهم في وجود هذا الخلل. وما نسبة المنافسة في قطاع المشاغل؟ وهل يخضع توزيع المشاغل لأي نظام أو دراسة؟ هناك منافسة في هذا المجال، ولكن البقاء للقوي، وتقديم أعلى مستوى من الخدمة، وجودة الخدمة، ومواكبة الجديد، أما التظيم في تواجد المشاغل فيجب دراسته قبل إعطاء التراخيص، يجب أن يخضع لنظام، لأننا نرى كل مشغل ناجح وله اسم يلتف حوله مجموعة من المشاغل. ولماذا لا يسمح لمالكات المشاغل تدريب موظفاتهن بأنفسهن دون اللجوء إلى الجهة التدريبية «المعهد المهني» خاصة أنه يعد الجهة التدريبية الوحيدة؟ لأن مالكات المشاغل هن غير مؤهلات للتدريب، ويجب أن يتم التدريب من جهات مؤهلة أكاديميا، حتى يكون التدريب ناجحا، ويستطيع إخراج كوادر ناجحة، يستطيع السوق من الاستفادة منها. لماذا لا يسمح لصاحبات المشاغل بتوفير حجرات سكنية لموظفاتهن داخل مبنى المشغل حتى تخفض تكلفة استئجار السكن وتوفير المواصلات؟ لا يجوز خلط السكن مع العمل نهائيا. ما العوائق التي تؤخر سعودة المشاغل؟ وما نسبة السعوديات في المشاغل حاليا؟ عدم وجود محترفات سعوديات في هذه المهنة. وهذا يتطلب معاهد عالية المستوى واندماجها مع أكاديميات عالمية لنقل العلم الصحيح والتدريب المناسب. ونسبة السعوديات في المشاغل تكون 3 % فقط، ولا يشغلون الوظائف الاحترافية، بل فقط في قسم الاستقبال. هل وصلت سوق التجميل لمرحلة التشبع أم أنها لا تزال سوقا نشطة؟ سوق التجميل نشطة جدا وفي تزايد، وتكاد تكون الدخل الثاني في بعض الدول الأوروبية؛ لذا تستحق النظر فيها وتسهيل سبل العمل في مجالها.. لأنها تثري السوق، وتؤمن الكثير من الوظائف. في ظل وجود جهات داعمة وسيدات أعمال وشابات يرغبن في العمل.. لماذا تأخر تنفيذ اقتراح إنشاء أكاديمية سعودية للتجميل؟ نظرا لتعقيد شروط المؤسسة الفنية للتدريب الأهلي.. وصعوبة إجراءات الحصول على التراخيص.. ولقد استطعت أخذ ترخيص لفتح أكاديمية تجميل بعد طول إجراءات دامت أكثر من عام. ما آليات عمل تلك الأكاديمية الجديدة؟ وتعد الأكاديمية المقترحة أول مؤسسة تعليمية رائدة متخصصة في تدريب وصقل مواهب السعوديات في مجال التجميل وفق معايير عالمية، كما أن تأسيسها يهدف إلى مد السوق السعودية بالكفاءات المهنية والمدربة والمؤهلة احترافيا وتقنيا ومهنيا في مجال العناية بالبشرة والشعر والتجميل بجانب تأهيل السعوديات في الإدارة بشكل يمكنها من إدارة المشروع خاص بها، وهي أول أكاديمية سعودية فرنسية للتجميل بالشرقية بالتعاون مع مركز سيدات الأعمال بغرفة الشرقية وبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، وصندوق تنمية الموارد البشرية، وبالتعاون مع سيدة الأعمال فوزية النافع بهدف تدريب وتأهيل السعوديات في صناعة التجميل وسعودة المشاغل النسائية التي تسيطر عليها العمالة الأجنبية. وما الدور الفرنسي المقترح في الأكاديمية؟ سيتولى فريق فرنسي متخصص من «فورميلا A» الذي اكتسب شهرة عالمية مرموقة في عالم التجميل باعتبار التجميل ثاني اقتصاد بفرنسا، إضافة إلى أن السوق السعودية تستقطب العديد من الماركات التجارية الكبيرة، وتأتي في المقام الأول وبنسبة 50 % المنتجات الفرنسية، و10 % من الدول الأوروبية الأخرى؛ لذلك جاء اختيار فريق تدريب متخصص من فرنسا له شعبية كبيرة بالسعودية، والخريجات لديهن عدة خيارات في التوظيف؛ حيث يمكن للخريجة أن تبدأ مشروعا خاصا بها، وأن تعمل في أحد المشاغل خبيرة تجميل أو مصففة شعر، كما يمكنها العمل في المنتجات الصحية والنوادي، التدريب والتعليم وظائف في المجال الإعلان والإعلام، ومندوبات تسويق وخبيرات في أدوات التجميل والزينة. كما تتيح لمن يرغبن في اكتساب مهارة جديدة لاستخداماتهن الشخصية. والأكاديمية تتكون من بيئة تعلم مثالية وتحتوي على أحدث المعدات المتطورة وقاعات للمحاضرات النظرية واستديو ماكياج متخصص، كما تحتوي على معدات بصرية ذات تكنولوجيا عالية، إضافة إلى غرف للتدريب العملي للتصفيف والعلاج التجميلي، كما تحتوي على مكتبة تجميلية متكاملة بها مجموعة من الأقراص الرقمية المضغوطة والكتيبات والمجلات. وماذا عن الحقيبة التدريبية المقترحة بالأكاديمية؟ الحقيبة التدريبية مترجمة باللغة العربية تحوي تخصصين؛ أحدهما في مجال التجميل، والآخر في تصفيف الشعر، ويبلغ عدد المتدربات في الصف الواحد 15 متدربة أي 60 متدربة كحد أقصى لكل برنامج بواقع 542 ساعة تدريب ولمدة عام، ويعاد البرنامج التدريبي كل ستة أشهر، وتتلقى المتدربة معلومات نظرية وتطبيقية، وثلاثة أشهر تتم بصورة عملية في الصالون المعينة فيه، براتب يتم الاتفاق عليه سلفا، ثم يلي ذلك برنامج «إخصائية تجميل وشعر» ويتم خلاله تأهيل المتدربات على البرنامج التدريبي العالمي المتخصص «فورميلاa» للحصول على الشهادة في تخصص التجميل وتصفيف الشعر لمدة ستة أشهر كحصص نظرية وثلاثة أشهر حصص عملية في الصالون المعينة فيه. وما العقبات التي حالت دون تنفيذ المشروع؟ الفكرة حازت تشجيع ودعم وتعاون غرفة الشرقية والقسم النسائي ببرنامج الأمير محمد بن فهد لتأهيل الشباب السعودي، لكن العقبة الوحيدة كان صندوق الموارد البشرية؛ حيث رفضت فكرتي ثلاث مرات ولله الحمد تلقيت بعد ذلك الموافقة وسوف تنطلق قريبا برأسمال مليوني ريال، وسوف نضخ 100 متدربة بسوق العمل السعودية .