أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أمس أنه قرر فرض حالة الطوارئ اعتبارا من اليوم ولمدة شهر في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية التي تشهد اضطرابات دامية منذ أيام، داعيا قادة ورموز القوى السياسية للحوار اليوم حول الموقف الراهن وتحديد محاور الحوار. وقال مرسي في كلمة إلى الشعب بثها التلفزيون المصري مساء أمس إنه قرر فرض حظر التجول من التاسعة ليلا حتى السادسة صباحا في المحافظات الثلاث، مهددا باتخاذ مزيد من الإجراءات الاستثنائية إذا «اضطر» لذلك. وقال الرئيس في كلمته: «أبناء الشعب المصري العظيم، عاشت مصر أياما حرجة، سالت فيها دماء مصرية غالية، وتعرضت فيها منشآت عامة وخاصة لاعتداءات آثمة تسترت وراء أهداف وتظاهرات نبيلة خرج فيها أبناء مصر معبرين عن رأيهم في الذكرى الثانية لثورة يناير، ولكن للأسف وجدنا انحرافا عن سلمية الثورة، وسقوطا لشهداء وجرحى بأيد آثمة تسيء إلى الوطن وتعتدي على سلمية المتظاهرين. وعزائي لكل المصريين في الأرواح التي أزهقت من أبناء الشعب المصري من المدنيين والشرطة، وأدعو الله للمصابين بالشفاء». وقال: «أخص بالتعزية أهالي بورسعيد الباسلة والسويس الصامدة، هؤلاء الذين قادوا كفاح المصريين في سنوات صعبة وتكسرت على صخرة صمودهم اعتداءات غاشمة وعلموا الدنيا والأجيال دروبا من الفداء». وأضاف: «إن أحكام القضاء واجبة الاحترام منا جميعا، وليست موجهة ضد فئة بعينها، وليست منحازة ضد فئة أخرى، وإن التفرقة يجب أن تكون واضحة بين التعبير السلمي عن الرأي، وبين العنف والاعتداء الآثم على حياة وممتلكات الشعب». مضيفا أن «حماية حقوق الشعب واجب أصيل من واجباتي وحق المواطن في الحرية لا ينفصل عن حقه في الأمان وحقوق الإنسان منظومة شاملة لا ينفصل فيها الأمن عن الحريات». وقال: «إن ما شهدناه من عنف واعتداء على المنشآت وترويع المواطنين وقطع الطرق واستخدام السلاح والممارسات الغريبة على الشعب المصري، وهذه التصرفات لا تمت بالثورة السلمية العظيمة بأي صلة، وتعد خروجا عن القانون والثورة، وثورة مضادة بوجه قبيح». وأضاف: «الشعب المصري يرفض تلك الأفعال ويرفض من يدافعون عنها ويرفضون إدانتها، المصريون الشرفاء يدينون هذه التصرفات». وقال مرسي: «حماية الوطن مسؤولية الجميع وسنواجه أي تهديد لأمنه وللمواطنين والممتلكات بقوة وحسم في ظل دولة القانون، وفي السياق أتوجه إلى رجال الشرطة بالشكر لبسالتهم في الدفاع عن مؤسسات الدولة، وأحيي القوات المسلحة على التنفيذ الفوري لما أصدرته من توجيهات إليهم في حفظ أمن الوطن». وأضاف: «أتابع الإجراءات القانونية التي تجري لتقديم المجرمين إلى العدالة في أقرب وقت، وأصدرت تعليماتي إلى رجال الداخلية للتعامل بحزم وقوة مع من يعتدي على أمان المواطنين ومنشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة، ومن يقطعون الطرق، ويستخدمون السلاح، لا بد من التعامل معهم بكل حزم وقوة». وأضاف: «ليعلم الجميع أن مؤسسة الدولة في مصر قادرة على حماية الوطن وأبنائه وموسساته جميعا، وقد أكدت قبل ذلك أنني ضد أي إجراءات استثنائية، إذا اضطررت سأفعل، وها أنا أفعل حقنا للدماء، وحفظا للأمان من مثيري الشغب وحماية المواطنين». وقال «وقد قررت بعد الاطلاع على الدستور إعلان الطوارئ في بورسعيد والسويس والإسماعيلية لمدة 30 يوما من بعد منتصف هذه الليلة، ويحظر التجوال في محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية طوال مدة إعلان الطوارئ من التاسعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي». وأضاف «وأكرر، إذا رأيت الوطن.. أبناؤه ومؤسساته والممتلكات، إذا رأيت أنه سيتعرض إلى خطر، ساضطر لفعل أكثر من ذلك لمصلحة مصر ولن أتردد في واجبي». وأضاف: «إن الحوار بين أبناء الشعب المصري لا بديل عنه كما فعلت من قبل ودعوت، واستمر الحوار كثيرا وهو السبيل الوحيد للعبور بمصر إلى الأمان، وقررت دعوة قادة ورموز القوى السياسية للحوار غدا حول الموقف الراهن وتحديد محاور الحوار، وسيصدر بيان تفصيلي بهذا الشأن».