لإدارتي فريقي الاتحاد والأهلي الفضل بعد الله في تحقيق أهم الأهداف في مباراة الفريقين ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا للأندية، مساء يوم الاثنين الماضي، وهذه الأهداف تتمثل في إطفاء فتيل التشنجات المتأججة التي كانت قد تغلغلت بين جماهير الناديين، وأخذت تتصاعد في نسبتها وحدتها وتراشقاتها عبر مواقع التواصل، وبما كان يغذي اشتعالها من «كير» بعض برامج سهام التهريج الموسومة بالرياضية؛ مما جعل هذا التأزم والتأزيم المطرد طوال فترة سبقت موعد مباراة الذهاب بين الفريقين بوقت مبكر، يصل إلى مرحلة تنذر بما لا يحمد عقباه، أو يستهان بأضراره وإضراره ليس على مستوى الناديين وجماهيرهما فحسب، بل بالرياضة السعودية ممثلة في لعبة كرة القدم، وممثليها في هذا المحفل الرياضي الآسيوي. وهذا الهدف الأهم والأسمى هو ما كان الشغل الشاغل لمسؤولي الناديين الأهلي والاتحاد ممثلين في رئيسي الناديين الأمير فهد بن خالد، والمهندس محمد فايز، باستشعار أمين وغيور وجاد، وبحس وطني رفيع وبناء، وبأنموذج يحتذى لنضج المسؤول، وأمانة المسؤولية وقيمها ومقوماتها السوية والعالية بشقيها الفطري والمكتسب. ومن هذا المنطلق، وبهذا الاستشعار، وبهذا القدر من النضج والقدرات القيادية الواعية والعقلانية، قدم هذان الرئيسان الرائعان درسا نموذجيا في تعليم كيف يكون دور المسؤول في النهوض بأمانة واجبه تجاه: المسؤولية المشتركة، الحلول الاستباقية والوقائية من أي مؤشرات تنبئ بما لا يخدم الصالح العام، ما يبرهن للجميع بأن العمل من منطلق الحرص على المصلحة العامة لا يتعارض مع تحقيق كل ما هو مشروع من الآمال والتطلعات والأهداف، بقدر ما يعزز من قوتها ونجاحها. ذلك الدرس النموذجي والاستثنائي وغير المسبوق. المتمثل في مبادرة رئيسي الناديين للتنسيق والتشاور والعمل المشترك في سبيل ما يخدم رياضة الوطن ويجعل من مباراتي الفريقين في هذه المنافسة الآسيوية وجها مشرفا لكرة القدم السعودية في إمتاعها وتنافسها الشريف، وحضورها الجماهيري الكبير كثافة وعشقا ووعيا، وتعزيزهما ذلك التوجه والاهتمام والالتقاء معا بذلك البيان التوجيهي الهادف والمشترك الصادر من إدارتي الناديين. أقول ذلك الدرس النموذجي كان له الفضل بعد الله في كل تميز خرجت به مباراة الذهاب وهو ما نأمله في مباراة الإياب يوم الأربعاء المقبل. كما هو الأمل أن يكون لقب البطولة سعوديا لأي من هذين الفريقين، فشكرا لرئيسي الناديين وللاعبي الفريقين، وجماهير الناديين. وشكرا للقناة الرياضية السعودية على اهتمامها المكرس ومهنيتها المميزة في متابعة تفاصيل هذا الدرس النموذجي وصولا لتلك الحلقة الاستثنائية من برنامج (الملعب) التي قدمت من ملعب المباراة قبل يومين من انطلاقها في حوار جمع رئيسي الناديين في حميمية تدرس لكل من ينبغي له أن يتعلم من أثر وتأثير النضج القيادي في حماية أنديتنا وفرقنا وجماهيرنا الرياضية من الضرر والإضرار... والله من وراء القصد. تأمل: ندنو من العظمة بقدر ما ندنو من التواضع. فاكس: 6923348