أكد المخرج السينمائي ممدوح سالم أن غياب دور العرض السينمائي في المملكة شكل عائقا رئيسيا أمام إنتاج الفيلم السعودي حتى الآن، مشيرا إلى أن عدم وجود أكاديميات تعنى بتطوير العمل السينمائي وتنمية مهارات العاملين في هذا الحقل شكل عائقا آخر ، بل لا يمكن أن تتطور السينما السعودية بدونه. وكشف في الحوار الذي أجرته معه «عكاظ» عن تحضيره الوقت الحالي لإطلاق مهرجان الفيلم السعودي في دورته الثانية، لافتا إلى أن إجازة الربيع سوف تشهد عرض مسرحية صنع في السعودية، كما تطرق إلى عدة جوانب مهمة في صناعة السينما والمسرح في المملكة.. فإلى نص الحوار: ما آخر أنشطتك في السينما والمسرح؟ وما الجديد في حقيبة ممدوح سالم خلال الفترة المقبلة؟ ما يخص السينما، فنحن نعمل على التحضير للدورة الثانية لمهرجان «الفيلم السعودي»، والذي عرضته قناة روتانا أفلام خلال العام الماضي 2012 م؛ كأول مهرجان سينمائي على شاشات الفضائية، حيث يحتضن المهرجان المواهب السعودية الشابة، والذي يهدف إلى ترسيخ الثقافة السينمائية المحلية ودعم النشاط السينمائي السعودي وعرض الأفلام السعودية على المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي والجمهور العام؛ لتوفير أرضية الدعم المعنوي والمادي والإعلامي للتجارب الشابة، وتشجيع الطاقات الإبداعية السينمائية ودعمهم للمشاركات الدولية، وتكوين نواة لمهرجان سينمائي تلفزيوني يعنى بالتجربة السينمائية السعودية. أما عن سؤالك لنشاطي في مجال أبي الفنون (المسرح)، فإنني أعمل على تقديم مسرحية «صنع في السعودية» من إخراجي، خلال إجازة الربيع، وذلك بعد النجاح الذي تحقق ولله الحمد في عرضها الماضي، حيث حضرها جمهور غفير، ولهذا السبب عملنا على إعادتها خلال الفترة المقبلة، ومسرحية «صنع في السعودية» عمل كوميدي اجتماعي، فهو متوازن في طرحه بين القضية الجادة والمسرح الكوميدي؛ لأن المسرحية كانت تقدم عددا من الرسائل والمفاهيم الجميلة من خلال طرح قضية الطلاب السعوديين المبتعثين خارج الوطن، والتطرق لبعض السلبيات والإيجابيات والتسهيلات التي قدمتها الدولة لهم، ودور الشاب في أن يكون سفيرا لوطنه وإعطاء صورة إيجابية عن دينه ووطنه وأهمية الحوار مع الآخر، فالمسرحية تؤكد وتكرس مفهوم أن السعودية وطن يفتخر به جميع أبنائه الذين شرفوه في الخارج وحملوا صفة «صنع في السعودية»، إشارة إلى تربيتهم وأصالتهم، كما تتطرق المسرحية لعدد من المفارقات الكوميدية التي تحدث نتيجة الفروقات بين البيئة السعودية والأجنبية. هل تجد صناعة السينما السعودية الدعم الكافي من الجهات ذات العلاقة بهذا النشاط، وما أبرز المعوقات التي تواجهكم في هذا الجانب؟ ما زلنا نرى حتى الآن مجرد اجتهادات شخصية من البعض في محاولة للنهوض بصناعة السينما، وكنا نتمنى أن نجد جهات رسمية تتبنى مشاريع السينما، وأعتقد أن أهم المعوقات التي تواجهنا هي عدم وجود دور عرض متخصصة وأكاديميات تعنى بتطوير أدوات العاملين في الحقل السينمائي. هل ساعدكم الإعلام الجديد على إيصال الإنتاج السينمائي للمشاهد؟ وهل هذا كافٍ لإبرازه ونشره في الساحة؟ أم أن الحاجة لصالات عرض ومسارح ستظل قائمة؟ مثلما ذكرت صالات العرض السينمائية مطلب ضروري، وكذلك بالنسبة لقاعات المسرح، والإعلام الجديد ساعد في نشر الأفلام السينمائية، ولكن ليس بالقدر الكافي الذي نأمله، فنحن بحاجة إلى صالات عرض ومسارح. يقول البعض إن المجتمع لا يزال بعيدا عن تقبل وجود صناعة سينما في المملكة.. ما ردكم؟ لا نستطيع أن نعمم بأن المجتمع لا يقبل بوجود صناعة سينمائية سعودية، ولكن هم قلة لا يقارنون أبدا بمن يتقبل هذا الموضوع، فعند زيارتك لإحدى دور العرض السينمائي في بعض الدول الخليجية والعربيه تجد النسبة الأكبر من الحضور من السعوديين. ألست معي بأنه آن الأوان لقيام صناعة سينما سعودية نابعة من ثقافة المجتمع وخلفيته الحضارية لمواجهة أطروحات السينما المعادية؟ من المؤكد، حان الأون بأن نطرح قضايانا الاجتماعية من صميم واقعنا، بعد أن وجدنا أن السينما الوافدة تقدم أطروحاتها، وهنا من يتقبلها بكل شغف وحب، ونحن في موقع المتفرج على ما يقدمونه لنا بسبب عدم وجود البديل لدينا. ذكرت في تصريحات سابقة أن مهرجان الفيلم السعودي حقق أهدافه. فماذا تعني بتلك الأهداف، وهل هي أقصى ما تطمحون إليه؟ من أهدافنا الرئيسية أن المهرجان توجه لدعم المواهب السعودية الشابة، وكذلك الإسهام في تبني الأفلام التي تبرز المملكة العربية السعودية وتطورها الثقافي والحضاري، ومن أجل تحفيز الجانب الإبداعي لصناعة الأفلام السينمائية وتوفير دعم مباشر، إضافة إلى تنمية صناعة الأفلام، وإتاحة مساحة حرة للمبدعين والمبتكرين في هذا المجال وتنمية وصقل الموهوبين منهم، وسوف يشكل نقلة نوعية في الحراك الثقافي لصناعة الأفلام السينمائية في السعودية، وأعتقد بأن الكثير من هذه الأهداف تحققت خلال فترة المهرجان، وما زلنا في طور تحقيق المزيد من الأهداف، فطموحاتنا كبيرة ولن تقف عند حدود ضيقة. ما الأسباب التي جعلتك تحول فرقة الرواد للمسرح إلى مؤسسة إعلامية تمتهن الإنتاج، وما مدى تأثير ذلك على العروض المسرحية التي كانت تقدمها الفرقة؟ التنوع بات أمرا مطلوبا في ظل تطور معطيات الإعلام العصري أو الجديد، ولكي نستطيع مجاراة جميع المتغيرات والمستجدات، وأن لا نقف عند بعض العقبات، وجدنا من الأفضل أن نتعايش مع كل تلك المتغيرات للاستفادة من إمكانياتنا. كيف تقيم الإنتاج السينمائي في المملكة؟ وما رؤيتك لتطويره ودفعه للمنافسة إقليميا وعالميا؟ الإنتاج السينمائي السعودي ما زال يعيش في مرحلة البداية، فهو في طور الانطلاقة القوية بإذن الله تعالى، فنحن نعمل على تطويره والاستفادة من تجارب الغير، وأن لا نقف عند مسار الخطوة الأولى، فيجب أن نبادر للإسراع في خطوات متتابعة وبدون توقف أو ملل، ويا حبذا أن نجد مهرجانات سينمائية سعودية تقام داخل المملكة، وهي بلا شك سوف تشجع كثيرا على العمل لإنتاج المزيد من الأعمال السينمائية الجيدة.