يقول المخرج السوري حاتم علي ان فيلم سيلينا الذي اخرجه وهو من بطولة دريد لحام سيكون بداية شرارة لولادة سينما سورية حديثة. ويقول الزميل رجا ساير المطيري ان فيلم مناحي سيكون الشرارة التي ستفتح صالة العرض السينمائي في المملكة حيث ستتمكن الجماهير في مجمع الملك عبدالعزيز في جدة من متابعة الفيلم بواقع اربعة عروض يومية ولمدة ثمانية ايام . شراراتنا الاولى ستعيد للسينما السورية بريقها والاخرى ستفتح للسينما السعودية ابوابها المغلقة. ولاننا شعوب تعيش بلاقرارات فنحن نأمل ان تغير الشرارات المسارات فعندما انتجنا مسرحية ولد الديرة قبل 20سنة قيل انها ستكون الشرارة التي ستطلق المسرح الجماهيري السعودي وعندما انتجنا مسرحية للسعوديين فقط بعدها بثلاثة اعوام قيل ان هذا تأكيد للشرارة ومع هذا مرت خمسة عشر عاماً ثبت فيها ان المطلوب قرارات لا شرارات حتى اتى مايعرف بمسرح الامانة الذي يهدف الى تقديم جرعات ترفيهية في عيد الفطر فقط ومع كل هذا لايزال المسرح الجماهيري الذي يعرض على مدار العام مفقوداً . الان تشهد السينما السعودية حركات خجولة سواء من حيث الانتاج الذي يعتبر بمقاييس الانتاج السينمائي ليس العالمي ولكن العربي متواضعاً ولكن كل مايتم يستحق منا ان نقف وان نصفق للقائمين عليه ونقدم لهم الدعم والتشجيع ولكن من نحن ؟ هل هم انا وانت ام الجهات المعنية التي عليها ان تتخذ قرارات فالمسرح يحتاج الى ان تفتح المسارح ابوابها في وجه الحركة المسرحية والمسارح موجودة في معظم مدننا تقريباً ومع هذا لم تفتح الا لانتاج مدعوم من جهات حكومية كأمانة مدينة الرياض على سبيل المثال واذا كان هذا هو حال المسرح فما هو مستقبل السينما التي لايوجد لها دور عرض في الاساس حتى تفتح فلا سينما بدون دور عرض... السينما المصرية عندما كانت تعتمد على عدد بسيط من دور العرض المتهالكة كانت لا تشهد الرواج الانتاجي الذي تشهدة الان واعتمدت في الثمانينيات على مايعرف بسينما المقاولات وهي افلام ضعيفة المحتوى قليلة التكلفة كانت تمول من شركات سعودية تعيد طرحها في الاسواق السعودية عبر افلام محلات الفيديو بعد ان تتم تغطية النفقات من الاعلانات وعندما تم ايقاف الاعلانات اختفت هذه الافلام ولكن السينما المصرية استعادت هيبتها عندما اقيمت دور العرض في مصر وتم تحسين مستوى دور العرض السابقة فأصبحت الافلام تحقق اعلى الايرادات من السوق المحلي وهذا هو شأن السينما الامريكية التي تعتمد في المقام الاول على المشاهد الامريكي لتحقيق الايرادات التي تغطي النفقات. ستبقى فكرة انتاج افلام سعودية خجولة تعرض في قاعات للمحاضرات شرارة ولكنها ليست المسار الصحيح لان السينما لن تكون سينما اذا لم تعرض في دور عرض ذات مواصفات تبرز كل مافي العمل السينمائي من جماليات سمعية وبصرية. قد يطلق مخرج سوري فيلماً سورياً مميز ولكنه سيصطدم بدور عرض متهالكة في سوريا وقد ينتج منتج سعودي فيلماً سعودياً مميزاً ولكنه سيصطدم برفض كل من يرى ان السينما مفسدة ولهذا لاتوجد لها دور عرض حتى الان. نحن في السعودية الاقدر على ايجاد صناعة سينما خليجية لماذا ؟ لاننا الاكثر نسبة سكان فلو انتجنا فيلماً وكان لنا القدرة على ان يشاهده 10% من السكان وكانت قيمة التذكرة 40ريالاً فهذا يعني ان اي فيلم سيحقق ايرادات تصل الى 80مليوناً بينما لا تستطيع دول مجاورة تمتلك صالات السينما ان تنجح اي فيلم محلي لان الحضور قياساً بنسب السكان لايحقق لما ينتج ايرادات تتناسب مع النفقات. ولهذا ان اردنا صناعة سينمائية فلتكن المبادرة من انشاء دور للعرض في المجمعات التجارية ودعم صناعة سينمائية سعودية راقية وهذا لايتحقق الا بفكر ناضج يقدم انتاجاً متميزاً ويجد مكاناً يعرض فيه هذه الانتاج والا ستبقى هذه الشرارات مادة جيدة يعتمد عليها اي مؤلف يتحدث عن نشأة السينما.