القادم إلى مطار الملك عبدالعزيز في جدة (وبخاصة الصالة الشمالية) سوف تسقط من مخيلته سمعة بلد غني، ولن يصدق أن هذا المطار في أرض موازنة دولته قادرة على تحويل المكان إلى جنة، ولن يصدق بتاتا هذا القادم أن هذا المكان يقع في ثاني أكبر مدن المملكة. أما نحن كمواطنين فنعلم أن ما يعنيه المطار من سوء حال بحاجة إلى صبرنا، ريثما ينتهي العمل من المطار الجديد. ومع هذا، فنحن نطالب إدارة المطار بالعمل على إحداث عملية تجميل وقتية للصالات، فالمطار ليس نقطة قدوم أو مغادرة، بل يمثل سمعة لوطن.. ومن أجل خاطر الوطن كان بإمكان إدارة المطار إضفاء لمسات تجميلية لتغطية سوءة الصالات، وهذا لا يتطلب ملايين الريالات حتى يحتج بأنه استنزف في غير محله، إذ بالإمكان وضع لوحات كبيرة (وكأنها دعاية لأي منتج) ونصبها في الأماكن المشوهة لتغطية تلك المناظر التي تستفز القادم والمغادر على السواء، أو وضع لوحات كبيرة كاعتذار وإعلان أن الموقع ما هو إلا موقع مؤقت، ريثما يتم الانتهاء من العمل في المطار الأساس.. قد يكون في هذا الاعتذار ترميم لدهشة القادمين إلى البلد وتحسن الظن بأنهم في دولة غنية وليس في مطار لدولة (ضعيفة) اقتصاديا، وبذلك الاعتذار نثبت في ذهنية القادمين والمغادرين أن واقع المطار ما هو إلا حالة طارئة.. أليس بالإمكان فعل ذلك؟ هذا في العموم، أما لو انتقلنا مباشرة إلى الصالة الشمالية وما تمور به من زحام شديد، فسوف تقرأ من خلاله سوء إدارة تلك الصالة، وإذا تجولت بداخلها ستعرف المأساة الحقيقية، فهي صالة تمكنك من إحصاء أبناء الوطن، وعندها ستعرف من يدير تلك الصالة. والخشية على سمعة البلد هي شعور وطني، فإذا غلبت على المكان أطراف أخرى، فإن هذا الشعور يتضاءل، وتصبح الحركة في المكان قائمة على تأدية العمل بأي صورة كانت، وهذا ما يحدث في الصالة الشمالية!. والصالة الشمالية تضم جميع خطوط الطيران الأجنبي، ومساحتها الضيقة لا تمكن من استيعاب كل الأعداد الوافدة والمسافرة والمعتمرة من خلالها فيحدث الزحام والتكدس. وقد سبق أن صدر قرار من أمير المنطقة يستهدف تخفيف حدة ذلك الاختناق بإنزال المعتمرين في صالات العمرة، وهو القرار الذي تم إهدار دمه، إذ يتبين لك أن المشغلين لهذه الصالة هم مديرو محطات الخطوط الأجنبية، ويشكلون ضغطا في تسيير العمل بالصالة، وقد نتج عن ذلك الضغط إصرارهم على عدم فصل ركاب العمرة عن بقية المسافرين، فغدت الصالة مخنوقة تماما، وإزاء هذه الملاحظة أعلم أن هناك من سيعترض على قولي هذا، وسيقول: إنه تم الاتفاق على إنزال الرحلات الإضافية في صالات العمرة. أما الرحلات المجدولة فيتم إنزالها بجميع ركابها في الصالة الشمالية، وهذا القول هو الذي أهدر قرار أمير المنطقة، إذ لا توجد رحلات إضافية إلا الإيرانية. أما الرحلات المجدولة، فيتم التحايل على القرار بنقل المعتمرين في طائرة جانبو وإنزالهم في الصالة الشمالية، وبهذا الإنزال تغدو الصالة الشمالية علبة (ساردين) تفوح رائحتها. وفي هذا إجهاد كبير على العاملين في هذه الصالة من رجال جوازات وجمارك، وقبل ذلك صورة سيئة لسمعة مدينة كجدة.. ولأننا ألفنا من إدارة مطار الملك عبدالعزيز تسيير الحال على ما هو عليه، فليس من فائدة في البحث عن رد لما يعتري الصالة الشمالية من ترد. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]