من قبل أن يرتد طرف النظرة الأولى سألتك: أي أرض أنبتت هذا البنفسج والخزام؟! (بغداد).. عاصمة السلام. (بغداد)! آه.. وعرشت تنهيدة كبرى على صدر الكلام ودخلت في طرقات جرحك.. ربما لا بد من جرح ليكتمل الغرام! وأخذتني نشوان عبر متاهة ذهبية في الحب أخضد شهوة الأشواك من إبط الزنابق والفراشات الأليفة تقتفي أثري على وهج الهيام عبثا أرى (بغداد) فيك مدينة مهدورة ومليكة مغدورة.. يا بنت (دجلة) قطعي أزرار هذا النهر عن جسد تقرح تحت أقدام الغزاة لكي أرى إن كنت (بغدادية) حتى المفاصل والعظام لا تفزعي مني فقلبي في بلاد الطير عاصمة الحمام *** يا بنت (دجلة) إن روحي (دجلة) أخرى تلاشت تحت أنقاض العصور وأنا من الصحراء جئت مكللا بالشوك والعطش المذكر والدم الوحشي والشبق الجسور لم يبق من مسحوق هذي الروح ما يكفي لأنثره على لغتي فتبتهج السطور فتحضنيني كالسراب متى يخادع نفسه ويتيه في ألق الظهور ها نحن نفرش للحنين بساط ألفتنا على أطراف قارعة الحضور لم أهدك العطر الشذي لأستفز قوى المحبة في العطور لكن رأيتك زهرة.. ورأيت هذا العطر يحلم أن يعود إلى الزهور فامتد ما بيني وبينك ما نراه ولا نراه من الجسور وصحا هنالك هاتف الأشواق في الأعماق.. وابتدأ العبور (عشرون عاما) بيننا وقفت فمد الحب زانته وأسرع للوثوب على الزمن وبدأت أذرعك اشتياقا عبر خارطة الغواية عابرا جوا إلى بر إلى بحر.. وهامت داخل الأبعاد قافلة الشجن *** خرج الجمال لرحلة الصيد القصيرة في دمي ورمى ابتسامتك/ الشبك فوقعت ما بين الخيوط ألذ ما وقع السمك من عتمتي حتى بزوغ الديك لم أنفك أستهدي بأنفاس الضفائر وهي تلهث بين أوردة الحلك من عتمتي حتى بزوغ الديك لم أنفك أقتطف البنفسج من حديقة (هيت لك) *** واحيرتي حين انتبهت على صرير الوقت يفتح دوننا باب الفراق! حين اعتنقتك واكتشفت (ترادف) الأنفاس والألماس في (لغة) العناق لم يكتمل وطن على خط استواء العشق في روحي كما اكتمل (العراق) *** ها نحن أفرغنا جرار الشوق من نظراتنا الولهى وأجفان الوداع تضيق عن سعة الندم ودنوت تلتقطين من دمعي سخونته وفيما بيننا تتوهج الكلمات بالحمى إذ الكلمات من لحم ودم لم يبق منا غير ما يبقي الفراق من العناق إذا انحطم: صدران محترقان شدهما معا حبل القسم صدران محترقان تكبر فيهما عبر امتداد الوقت عافية الألم