فرضت ثلاثة أمثال عامية متداولة في حائل، الاحتكام للسكين في قطاع من الأوساط الشبابية، إلى الدرجة التي جذبت أنظار بعض الفتيات المراهقات اللاتي بتن يستخدمن الأسلحة البيضاء. وفيما باتت المشاجرات بين المراهقين تسجل عددا من حالات الإصابات التي يستقبلها عدد من المستشفيات في المنطقة، اعتبر الأهالي انتشار محلات بيع السكاكين في المنطقة أصبحت تجارة تقتات على دماء المراهقين، فيما طالبوا بإنهاء تلك الأمثال التي ينص بعضها على: «إذا ما صرت ذيب تصير عشاهم، ما دون الحلق إلا اليدين، خلك رجال وخذ حقك بيدك»، لأنها تكرس الاحتكام لليدين دون النظام الذي يحكم المجتمع. وعلى الرغم من اتفاق أهالي حائل على أن الأسرة هي التي تشكل الرادع الأول لمنع هؤلاء المراهقين من الانجراف وراء تلك الظاهرة، اعتبروا الحل الأمني مطلوبا للردع الأقوى، في ظل التهاون الذي يبديه أكثر المتشاجرين، فما إن يبدأ النزال حتى يستل كل شاب ما بحوزته من سكين ليهدد الآخرين ويتوعدهم فيكون الرد حاسما ليسقط واحد أو اثنان أو ثلاثة، وتتوالى المشاجرات. وكشفت أم فهد التي تعمل في الحراسات الأمنية بإحدى المؤسسات أن بعض المراهقات بدأن التقليد الأعمى باقتناء تلك الأسلحة، لاستخدامها في الغرض نفسها وهنا مكمن الخطر. ويعتقد ناصر العنزي وطارق الشمري وعلي الجهني، أن الحملات التفتيشية في الشوارع على هذا النوع من السلاح كفيل بإنهاء الظاهرة: «فمن غير المعقول أن يتلاعب المراهقون بالأرواح لهذه الدرجة، فيخفون بين ملابسهم كافة أنواع الأسلحة البيضاء التي يشترونها من محلات متخصصة في هذه الأنواع من السكاكين بغرض الكسب المادي دون مراعاة لما يترتب على ذلك من مخاطر، خاصة أن الجميع في المجتمع الحائلي بات يعرف أن المشاجرات شبه يومية». ويتفق كل من جبر الخالدي وثامر التميمي على أهمية الإسراع في إغلاق تلك المحلات لأنها تشكل منبع الخطر، لأنها توفر للمراهقين الأسلحة البيضاء بكافة أنواعها وأشكالها وتستقطب الشباب الذي يدعي نيته في شرائها بغرض «الكشخة»، ثم يتطور الأمر لأغراض أخرى، داعين إلى إغلاق تلك المحلات أولا وتكثيف التوعية من قبل والوسائل الإعلامية الرسمية لتوعية الشباب في مخاطر حمل السلاح المستخدم في المشاجرات من سكاكين وآلات حادة وعصي وأسلحة نارية. ورفض الناطق الإعلامي بشرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي التقليل من الدور الأمني في حماية الشوارع من تلك المشاجرات، مبينا أن الدوريات الأمنية تقوم بالحملات التفتيشية على حملة الأسلحة وأدوات المشاجرة، وهي ذات المهمة التي يقوم بها أمن الطرق على الطرق السريعة. وصنفت أخصائية العلاج والإرشاد النفسي هيا السويلم حمل السلاح بين أوساط الشباب بأنه من باب حب الظهور ولفت الانتباه، مشيرة إلى أنه نتيجة لغرس مفاهيم خاطئة عن القوة، في وقت تعاني فيه تلك الشخصية التي تستخدم السلاح من اضطرابات نتيجة تداول المفاهيم الخاطئة، ملقية باللوم على الإرشاد الأسري الغائب أو الخاطئ: «كلاهما يؤدي إلى نفس النتيجة لأن إهمال التوعية في محيط الأسرة هو العامل الرئيسي في هذه المشاجرات». «ذئاب» الأمثال السبب تتهم المستشارة والباحثة في الشؤون الاجتماعية مها محمد المسلم، الأمثال الشعبية بأنها السبب الرئيسي في تطور المشاجرات لاستخدام الأسلحة البيضاء، مبينة أنها تسمع الكثير منها مثل «إذا ما صرت ذيب صرت عشاهم، مادون الحلق إلا اليدين، خلك رجال وخذ حقك بيدك». وتقول مها: «للأسف تلك المقولات تعد من الأنماط التربوية الخطرة التي تعزز العنف بين الأبناء، لهذا يميل الشباب لحمل الأسلحة البيضاء للدفاع عن أنفسهم أو تطبيق المقولات الشعبية»، داعية إلى تعزيز التوعية الأسرية ويجب أن يتقي الآباء والمعلمين في الأبناء بحسن التنشئة وأن يكونوا قدوة صالحة وأن يعي كل أب وأم ومعلم ومجتمع أن لغة الحوار واحترام الذات وتقدير المشاعر والإصغاء الجيد جميعها تشكل دعامات جيدة لشخصية سليمة نفسيا واجتماعيا تجيد لغة التعبير (الحوار) لا لغة العنف باستخدام الأيدي والأسلحة.