سكاكين بمقاسات ومسميات مختلفة وخناجر تلفت انتباهك وأنت تدلف إلى محلات الخرازة في منطقة تهامة عسير بصفة عامة ومحافظة المجاردة بصفة خاصة، وهي الظاهرة التي تثير قلق السكان بشكل كبير، في ظل استمرار هذه المحلات في بيع الأسلحة البيضاء بأشكال غريبة، تسمح بإخفائها في أماكن مختلفة من الجسم، واستخدامها في المشاجرات. وهي مخاوف يعبر عنها كل من: حسن حامد وعبدالله حسين وعامر الشهري ومحمد الشهري، والذين يتفقون على أن ما يميز هذه المحلات هو كثرة المنتجات المعروضة للبيع من دون ضوابط. وعلى الرغم من أن المحلات التي تبيع هذه الأسلحة البيضاء، تعلق على واجهتها لوحة "محل خرازة"، وتمارس العمل من خلال ترخيص صادر من البلدية يمنحها حق ممارسة الخرازة وبيع الأحذية، إلا أن ما يلفت الانتباه هو كثرة السكاكين التي تحمل مسميات وأنواعا مختلفة، والتي يتم في الغالب بيعها بشكل علني للمراهقين الذين يستخدمونها في المشاجرات وتصفية الحسابات فيما بينهم. وقد التقت "الوطن" عددا من الباعة العاملين في محلات الخرازة بالمجاردة وسألتهم عن بيع هذه السكاكين والأسلحة البيضاء في المحلات. فقال البائع الأفغاني حبيب الرحمن إنه يخيط الأحذية ويبيعها وكذلك يبيع السكاكين، مؤكداً أنها ليست ممنوعة. مضيفاً أنه يعرضها ويبيعها للناس علانية، وذلك أفضل من بيعها في الخفاء. وقال إن الأسعار تبدأ من 10 ريالات وتصل إلى 150 ريالا. وعندما شاهد الكاميرا وقف من مكانه وقال هذه ليست ممنوعة والشرطة والمباحث وكل الناس - كما يقول - يشاهدونها، وهي معروضة أمام الجميع، فلماذا تصورها؟. في محل خرازة آخر، يقول البائع ناصر: إن هناك أنواعا من هذه السكاكين وهم يبيعونها لكافة المواطنين سواء كانوا كبارا أو صغارا. وقال إنه مسموح بيع هذه السكاكين. وعندما قلت له إن المحل خرازة يعني متخصصا في خياطة الأحذية وإصلاحها وبيعها فلماذا يبيعون هذه السكاكين والخناجر؟. قال: إنها ليست ممنوعة ولو كانت ممنوعة لما استطاعوا أن يعرضوها أمام الجميع وفي واجهة المحل. من جهته، قال رئيس قسم صحة البيئة في بلدية محافظة المجاردة محمد عوض الشهري إن جميع محلات الخرازة في المحافظة تمنح ترخيصا بمزاولة الخرازة وبيع الأحذية فقط. وقال إن هناك عدة جهات حكومية تتابع هذه المحلات في حال بيع أشياء تخالف ما تم الترخيص من أجله. وقال إن من الاشتراطات الأساسية في سجل الأنشطة أن الترخيص يمنح لممارسة نشاط واحد فقط. وحول من تقع عليه مسؤولية متابعة بيع هذه المحلات للأسلحة البيضاء؟. قال الشهري إنه لا يعلم ولكن دورهم كبلدية أن تمنح ملاك هذه المحلات تراخيص مزاولة نشاط وهو الخرازة فقط. من جانبه قال الناطق الأمني في شرطة منطقة عسير الرائد عبدالله آل شعثان إن المهم أن تكون هذه المحلات مرخصة من البلدية، ولكن الأشياء الدخيلة والغريبة في مثل هذه المحلات يتم التعامل معها من خلال ما يتم نقله من معلومات يقدمها أفراد التحريات عن الأوضاع في الأسواق. وفي حال ثبت أن هذه الأسلحة تستخدم في مضاربات فإنه يرفع عنها تقارير ويؤخذ فيها توجيه بالتحقيق مع من يبيعها، بحيث تمنع وتصادر.