على الرغم من حالات المخالفات الأمنية التي تضبط في حي الخالدية ببريدة إلا أن من يقبض عليهم بمعدل يومي لم يحركوا «شعرة» في رأس مسؤول فيبادر للعمل على حسمها، لتتضخم المشكلة يوما بعد يوم، ويصبح لا أثر لسعودي داخل الحي الذي اعتبره بعض السكان الأصليين أمرا يهدد حتى مصيره في الخارطة الجغرافية. ولا ينكر أي من سكان بريدة السعوديين معرفتهم بالحي، لكنهم يعترفون أنه أصبح «لقمة سائغة» لمخالفين يرتمون في أحضانه ليلا، فيبيعون ويشترون لحسابهم الخاص، وفي الليل يمارسون طقوس بلدانهم بتصنيع المخالفات وبيعها لأبناء جلدتهم. وفيما يعتبر السعوديون أنفسهم مبعدين من الحي «كرها» بعدما تقلصت خدماته، فتحول إلى أوكار يفضلها المخالفون؛ لأن الإقامة فيه «بدراهم معدودات»، يعتقد السكان الحاليين أن الزوار الجدد «السعوديين» حاربوهم في أرزاقهم، وإن لم تتدخل الجهات المختصة تدهورت محلاتهم. يشرح أحدهم والمقيم نظاميا ويدعى خليل أحمد «آسيوي» الأمر بأن لهم محلات يبيعون فيها ما يخطر على البال، فسألناه «عما لا يخطر» فنفى أن يكون له وجود؛ لأن «فيه بلدية»، مضيفا أن المشكلة في سعوديين يفترشون أمام المحلات ليلا، ولا تتدخل البلدية لردعهم، لأنهم يضايقون المحلات، ويحولون دون وصول الزبائن إليهم. إلا أن أبو محمد يرى أن افتراش السعوديين في أي موقع بالحي هو الأمل في عودة من أسماهم «السعوديين المهجرين» لمنازلهم، مضيفا: «يجب الإسراع في إعادتهم للحي، ومنحهم الفرصة، لكن للأسف نجدهم يحاربون في البيع والشراء، فهل نسقط الحي من جغرافية المنطقة». ويشير إلى أن الحي في المساء يصعب على أحد الوصول إليه، إذ أن أزقته تعد ملاذا للمتخلفين الذين يبيعون كل ما يرضي أذواق بني جلدتهم خاصة الشمة والقورو، ومع منتصف الليل يرحل الجميع إلى أوكار نعرف أنها لا تليق بأي إنسان، لكنهم يفضلونها على علتها لأنها تتناسب مع إمكانياتهم، خاصة أنهم مخالفون للأنظمة. لكن المقيم العربي أحمد عمر يعتبر وجود حملات أمنية في الحي كافيا لأن يبقى مراقبا على مدار الساعة، مشيرا إلى أنه لولا هجرة السكان الأصليين ما استوطن الحي مقيم سواء مخالف أو حتى نظامي، مشيرا إلى أن النظاميين منهم يروحون ضحية المخالفات في الحي فلا ذنب لنا في المخالفات الموجودة سواء من سرقات في السوق أو اختراق المنازل. ويقر محمد الحجاب صاحب مكتب عقاري بأن الخالدية بات حيا طاردا للسعوديين، وجاذبا للأجانب في ظل إيجاراته المحدودة، عطفا على المنازل الآيلة للسقوط والخدمات الغائبة. ويتفق معه مصدر أمني وآخر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يؤكدان أنه سبق تنفيذ عدة حملات وضبط الكثير من المخالفات في الحي، بما فيها تجار الخمور، وتجرى الاحتياطات دائما لمواجهة ذلك. ويعترف عضو المجلس البلدي في بريدة ورئيسه السابق إبراهيم الربدي، بالتحول الغريب الذي انتاب خالدية بريدة، فغدت أحد المواقع الأكثر جذبا للأجانب، بعدما تركها السكان الأصليين، مؤكدا أن الأمر خطرا على المنطقة بأكملها، مبينا أن يسبق التطرق لتطوير الخالدية بشكل محدد، عدا طلب من المجلس السابق بالرقابة الصحية الصارمة على سوق الخضار في الحي. إلا أن الربدي يعتقد في أن الحل الشامل المنتظر من عدة جهات بلدية وأمنية واجتماعية ودعوية لكي نتجاوز الإشكاليات المستقبلية، معربا عن الأمل أن تنهي فكرة تطوير وسط بريدة الأزمة. ويعترف عضو المجلس البلدي في بريدة ورئيسه السابق إبراهيم الربدي، بالتحول الغريب الذي انتاب خالدية بريدة، فغدت أحد المواقع الأكثر جذبا للأجانب، بعدما تركها السكان الأصليين، مؤكدا أن الأمر خطرا على المنطقة بأكملها، مبينا أن يسبق التطرق لتطوير الخالدية بشكل محدد، عدا طلب من المجلس السابق بالرقابة الصحية الصارمة على سوق الخضار في الحي. إلا أن الربدي يعتقد في أن الحل الشامل المنتظر من عدة جهات بلدية وأمنية.