بالرغم من أنها يتيمة، لا تعرف غير جدران الدار التي تؤويها ولم يكتب لها أن قطعت تذكرة سفر أو ختمت جواز سفرها راغبة في السياحة، كما أن قدميها لم تطآ أدغال أفريقيا، إلا أنها مولعة بتراث ذلك القطر من العالم ما مكنها من تشكيل البيئة الأفريقية باللون والفرشاة. رهف ذات 13 ربيعا يتيمة تعيش في دار الرفيف للفتيات، بدأت تجسيد واقع وحياة المرأة الأفريقية بما تمتلكه من حس تشكيلي فسقت أرض الورق الأبيض باللون وحلقت بالريشة لتصل مجازا إلى أصقاع أفريقيا وأدغالها ولتلتقي في خيالها المرأة الأفريقية ومن ثم بدأت تبدع في رسم واقع النسوة فيها. تذكر أنه ذات يوم أودع في حسابها 1700 ريال قيمة لوحات ركزت على البيئة الأفريقية وتحديد المرأة وبيئتها، وبحسب رهف فإنه خلال المعرض التشكيلي الذي ضم 15 لوحة من صنع يديها لم ترجع منها بشيء. وتضيف «عندما حققت لوحات المرأة الأفريقية الإعجاب وتم شراؤها من متذوقي الفن التشكيلي أودع في حسابي 1700 ريال فشعرت بالثقة وزدت إصرارا على الإبحار في عالم التشكيل والبيئة الأفريقية». وتذكر أنها لم تزر أفريقيا يوما بل إن خيالها واطلاعها على ثقافة هذا الجزء من العالم دفعها لتزوره في الخيال، ومن ثم بدأت تربطه بالريشة واللون فترجمت إبحارها مجازا على الورق بألوان مزجت بالماء.