كانت العرب، وما زالت، تقول: «رب أخ لك لم تلده أمك » وأنا محظوظ أن لي إخوانا وأخوات لم تلدهم أمي وأكرر: « كم من أم لك لم تلدك»، هي أمي «فاطمة صالح ملياني» لم تلدني (يرحمها الله)، ولكن هي أمي التي أرضعتني أكثر من حولين وفق قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، وربتني منذ ولادتي، وهي التي رحلتْ وتركتنا قبل أيام عدة. كم كان هذا الرحيل قاسياً لي ولأبنائها إخواني وابنتها أختي؟ كم كان مؤلما لنا وكم كان ممزقا؟. أماه فاطمة فطمها الله من النار مثل ما أراد الرسول، صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة الزهراء فسماها فاطمة (آمين يا رب العالمين). إلى امرأة بكل نساء ورجال العالم، إلى أم صفوان (يرحمها الله) هي سيدة لا تسعها الكلمات ولا المرادفات تصفها وتوفيها حقها، هذه المرأة هي رمز للأمومة وقلم لا يشق له غبار لأنها كما قلت لا تسعها الكلمات سأكتفي بالقول هي أم صفوان: نزيهة رجيبة التي هي الأحق والأقدر والأولى بكلام اليوم ليصمت الجميع ويتعلم. أمي الغالية الثانية فاطمة فنحن أبناؤك اليوم ومهما فعلنا فنورنا سيضل قبسا من ضياء نورك الذي أنرت به دربنا في رضاعتنا وتربيتنا وسهر الليالي علينا لسنوات طوال. الحمد لله عدد ما تعاقب الليل والنهار أحمده حمداً كثيراً عدد ما ذرف دمع من عين وبزغ الأمل في دجى الأحداق وعدد ما خفق قلب وجل من خشيته وعدد ما ذاق تائب من نسائم رحمته وتعطر بعفوه الخفاق مع كل شروق شمس وغروبها عدد نجوم السماء اللامعة في الأفق أحمده على حنان أمي التي لم تلدني. فكاتب هذه السطور افتقد أمه في ولادتها له فعاش يتيم الأم ولكن الله يأخذ ويعوض فأخذ أمي (يرحمها الله) ولكن سخر لي أهل أمي آل الزواوي السيدة الفاضلة نقية يوسف الزواوي وأخيها السيد هاشم يوسف الزواوي (يرحمه الله) ووالدتهما السيدة أمينة العجمي (يرحمها الله) وحرم السيد هاشم السيدة فاطمة صالح ملياني (يرحمها الله) الذين أعطوا عبدالعزيز ما لم يعطه أحد فقد سخر الله لعبدالعزيز يتيم الأم، جنودا من الخير في مقدمتهم فاطمة أمي التي لم تلدني. حين تسمو المعاني وتعزف ألحان الوفاء والإخلاص وتنشد العصافير في السماء وتنكشف الغيوم ويسطع ضوء من أعماق السحاب فيكون هذا لعظمتك يا أمي التي لم تلدني إنما العظمة لله يكرم بها من يشاء وأنا أشكر رب العباد على أنك كنت أمي التي لم تلدني. قصتك يا أمي إن سردتها فلن تتسع لي السطور فقصتك هي قصة سنين وليست قشور حنان وعطاء متخطياً حدود الأرض منتقلاً إلى عنان السماء إنك يا أمي رمز للوفاء كنت إنسانة جميلة لم تهربي أو تغدري بل صمدت وتحملت كنت بالوعد مجيبة وعلى الأمانة حفيظة ربيت وسهرت في هموم وآلام ويالها من تربية ما أعظمها لقد خرج أبناؤك من يديك أنقياء بمثل نقائك بريئين صادقين حنونين طيبين وما أجملها من صفات يا أمي إنما هي ما رضعوه منك في صغرهم من صفوان إلى أصغرهم وكنت أنا من بينهم لم يتركك الزمان قرة العين وجلاء الهم حبيبك الذي عشقتيه وربيتيه ابنك عبدالعزيز الذي لم تلديه قاسيت كثيراً يا أمي وعانيت كثيراً كم أنا مدان لك يا تاج رؤوسنا يرحمك الله ويفطمك من النار يا فاطمة. للتواصل ((فاكس 6079343))