فجرت أثيوبيا «العاثرة الحظ» مفاجأة من العيار الثقيل عندما أحرجت زامبيا حاملة اللقب وتعادلت معها 1/1 بعشرة لاعبين ضمن منافسات المجموعة الثالثة لكأس الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 10 فبراير. ولم تكن إثيوبيا العائدة إلى النهائيات الأفريقية بعد غياب استمر 30 عاما، الطرف الأفضل في اللقاء إنما سنحت لها فرص أكثر وأخطر ولولا التسرع في البداية والحظ العاثر لحققت أول فوز لها منذ 1982 حين خرجت من الدور الأول. ولم يقدم المنتخب الزامبي العرض الذي يليق بالبطل، في وقت كان فيه الإثيوبي يبحث عن هدف يرفع من معنوياته ويقلل الفوارق بينهما، لا سيما بعد طرد حارس مرماه بسبب خشونته المفرطة لتكون أول حالة طرد في البطولة، ليفتتح عقب ذلك المنتخب الزامبي التسجيل بواسطة كولينز مبيسوما (د:45+3)، قبل أن يعدل قائد منتخب أثيوبيا أداني جيرما النتيجة (د:64). وفي المباراة الثانية، تعادلت نيجيريا مع بوركينا فاسو 1-1 بعد نهاية دراماتيكية، حيث تقدمت الأولى عبر ايمانويل ايمينيكي (د:23) حتى الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي من المباراة حين أدرك البديل الان تراوريه التعادل لبوركينا فاسو. والتعادل هو الخامس في 6 مباريات منذ انطلاق البطولة، مقابل فوز وحيد وهزيل لمالي جاء متأخرا واثار احتجاجا لدى النيجر. ولم يشذ العرض الذي قدمه الطرفان كثيرا عن السيناريو السائد منذ المباراة الافتتاحية، رغم أفضلية المنتخب النيجيري الأفضل انتشارا والأكثر خبرة في التعامل مع المجريات رغم فترة الانتظار الطويلة التي لم يستطع خلالها الوصول إلى منطقة خصمه وتهديد مرماه، فيما أكثر البوركنيابي من التمريرات البطيئة التي حصرت اللعب في الدقائق الخمس الأولى في وسط الملعب. وتشهد الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة اليوم، اثنين من أهم وأقوى اللقاءات يجمع الأول الجارين العربيين تونسوالجزائر، والثاني ساحل العاج مع توغو. وإذا كانت التوقعات تعطي الأفضلية للجيل الذهبي في ساحل العاج بقيادة ديدييه دروغبا الذي لم يسمح له بمعانقة الكأس، الأفضلية لتصدر المجموعة والذهاب بعيدا نحو منصة التتويج، فإن من حق المنتخبات الثلاثة الأخرى أن تطمح أو حتى تحلم بالوصول إلى أبعد الحدود. وتريد المنتخبات المغاربية الثلاثة عموما الثأر والتعويض تونس خصوصا بعد خروجها في النسخة الثامنة والعشرين في الغابون وغينيا الاستوائية من الدور ربع النهائي على يد غانا القوية بخسارتها 1 2 بعد التمديد، وينوي المغرب الذهاب إلى أبعد من الدور الأول في المجموعة الأولى، فيما ستحاول الجزائر إثبات أن غيابها العام الماضي كان استثنائيا وأنها قادرة على مقارعة الكبار. واقتصرت استعدادات المنتخب التونسي خلال الفترة التي سبقت «لقاء المسمار» مع الجزائر على حصص تدريبية إحداها على رويال بافوكينغ في راستبرغ حيث تقام المباريات، ومشاهدة شرائط فيديو لمبارياتها الودية في مع أثيوبيا (1-1) والغابون (1-1) وغانا (2 4)، وأخرى لمباريات خاضها مؤخرا منتخب «الخضر» الجزائري. وخلافا للظاهر، يؤكد الطرابلسي أن اللاعبين «عملوا بشكل قاس خلال فترة الاستعداد وأعتقد بأننا سنذهب بعيدا وأن نكون من يقرر مصير البطولة» مستذكرا ما حدث في جنوب أفريقيا عام 1996 حين حلت تونس وصيفة بخسارتها أمام الدولة المضيفة. وعلى المقلب الآخر، يرى الفرنسي من أصل بوسني وحيد خليلودزيتش أن «المباراة الأولى ضد تونس ستحدد مصيرنا في البطولة»، مستبعدا فكرة الثأر من جانب ساحل العاج لخسارتها تحت إشرافه أمام الجزائر في ربع النهائي عام 2010 وقبل أن يقال من منصبه بعد المونديال في العام ذاته. ويتوجه خليلودزيتش إلى الجمهور الجزائري قائلا «انسوا الثأر. لقد أتينا إلى هنا مسلحين بالطموح والتصميم على تحقيق أفضل نتائج ممكنة. سأعطي 100 في المئة من جهدي وخبرتي لمساعدة المنتخب على تحقيق هدفه» دون أن يحدد هذا الهدف. ويقر خليلودزيتش بأن عناصر المنتخب الجزائري «لا يملكون الخبرة الكافية لكن لديهم رغبة عارمة في الذهاب بعيدا. إذا ما بلغنا ربع النهائي فلا يمكن لأحد أن يعرف ماذا سيحصل لأن كل شيء ممكن في أمم أفريقيا ولم يكن أحد يراهن على فوز زامبيا باللقب في الدورة السابقة». ويقول اللاعب هلال العربي سوداني «وصلنا إلى جنوب أفريقيا مبكرا وهذا ليس من أجل السياحة، فالمدرب لديه أسلوب عمل خاص وقد تبنينا ذلك. وبعد أكثر من 10 أيام بدأنا نتأقلم مع المناخ والحرارة، وهو الأمر الذي لن يكون إلا مفيدا لبقية البرنامج. التحضير البدني الذي أنجزناه سيؤتي ثماره». عودة الفيلة تبدأ رحلة الظفر باللقب بالنسبة إلى منتخب «الفيلة» المصنف أول أفريقيا و14 في العالم من الفوز على توغو المحسوبة «خطأ» انها قد تكون الحلقة الأضعف في السلسلة والجسر الذي يعبر عليه أحد المنتخبين العربيين إلى ربع النهائي نظرا إلى أنها خرجت من الدور في مشاركاتها الست السابقة. ويخوض منتخب ساحل العاج القادم من أقاصي الغرب البطولة القارية وهو كل مرة في طليعة المرشحين لإحراز اللقب الثاني بعد الأول في السنغال عام 1992، لكنه لم يقترب منه في مشاركاته ال18 الأخرى إلا مرتين عامي 2006 في مصر عندما خسر أمام الدولة المضيفة، و2012 مع الجيل الذهبي الحالي حين سقط بركلات الترجيح أمام زامبيا بعد أن حقق الفوز في 5 مباريات متتالية. وقبل سحب القرعة، كان مدربو المنتخبات ال 15 الأخرى يتمنون لو تجنبهم الوقوع مع ساحل العاج القادم بقوة حيث فاز في الكثير من المباريات الودية وتعادل في بعضها وخسر القليل منها. ويملك المدرب الفرنسي من أصل تونسي صبري لموشي لاعبين قد لا يتكررون وقد لا تتكرر الفرصة أمامهم أمثال دروغبا والشقيقين يايا وكالو توريه وارثر بوكا وايمانويل ايبويه وجيرفينيو وشيخ تيوتيه وسياكا تينيه وارونا كونيه وسالومون كالو وديدييه زوكورا والذين فاقت أعمار معظمهم الثلاثين. ويؤكد دروغبا «هذه البطولة هي الأخيرة لي على الصعيد الأفريقي لكني سأستمر على الصعيد الدولي حتى مونديال 2014 في البرازيل إذا تأهلت ساحل العاج. لقد أتينا وكلنا إيمان وإصرار على إحراز اللقب بعد أن تعلمنا من دروس الماضي وعدنا لتحقيق الهدف المنشود». لكن يتعين على دروغبا وزملائه النجاح في أول خطوة والمتمثلة بتجاوز عقبة التوغولي ايمانويل اديبايور الذي احتاجت مشاركته إلى تدخل شخصي من رئيس البلاد فوري غناسنغبي من أجل إقناعه بالتراجع عن قرار اعتزال اللعب دوليا.