في أعراف كرة القدم ليس «كل مطرود ملحوق»، فمن يتجاوزك اليوم ولا ينقطع طموحه لن تتمكن من اللحاق به مهما عملت، خصوصا وأن التاريخ إذا سجل لغيرك فإنه لا يسجل لك إذ لا يعترف إلا بمنتصر ولا يشمت إلا بخاسر كما وأنه لا ينتظر متكاسلا، ومن يؤمن بهذا القول إنما يسلي نفسه. كرة القدم هيبة لا يمكن لفريق أن يلعب بدونها ومن يفقدها يحتاج ردحا من زمن يتطاول عليه فيه صغارها، حقيقة ثابتة لا يمكن نكران وجودها ودليل ذلك أندية ومنتخبات عالمية تنقذها هيبتها في مواقف عصيبة تخونها فيها إمكانات لاعبيها مؤقتا داخل الملاعب ثم يقال انتصرت بهيبتها. والهيبة التي أتحدث عنها لا يصنعها إلا تواصل الإنجازات والتي ترسم خرائط التاريخ وتزرع يأس الآخرين في النيل منك أو حتى مجاراتك وهذا لا يكون إلا في مفهوم من يؤمنون أنها الصناعة فيستمرون في جلب الأفضل والأكفأ والحفاظ على كل المكتسبات وسرعة علاج الهفوات. من هنا ينطلق نقدنا للعمل داخل البيت الأهلاوي وعلى الأقل هو نقد من يغضبهم أن لبعض أهل هذا الكيان طموحات لا تليق به فيرضون بالفتات على موائد الإنجازات والبطولات ولمثل هؤلاء يقال إن من ينشد كأس العالم يحصد كأس قارة و «من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر». في الأهلي يجب أن يرتقي الطموح لملامسة النجوم وعلى لاعبيه أن يعلموا أنهم ينتمون إلى سقف أعلى بين أندية وطن وأن الإنجاز هو العقد المكتوب وعلى القائمين عليه أن يعلموا أنه ومن الآن فصاعدا لا مجال لاستراحة محارب «صدئ سيفه» وعلى جماهيره أن تضغط دوما في هذا الاتجاه. ثم أقول وبكل صراحة إن المتاح من بطولات هذا الموسم لم يعد الطموح إلا من لقب آسيوي اخال الأهلاويين على المستوى الرسمي وكأنهم يؤدون واجبها فقط في الوقت الذي أراها تغازل ناديهم ولا تطلب مهرا يتجاوز أجنبيا رابعا وصل ومحليا ينتظر الجد لينتقل من شرق إلى غرب. ثم أعيد وصف بطل يرتقي إلى أصحاب طموح ولا يفخر بمتسولي فرح، فلا يخرج عن لاعب محارب وإدارة لا تعترف بالخسارة خيارا ومسيرين يسعون إلى توسيع فارق بينهم وآخرين يجب أن يكونوا الضحايا وليس المنافسين والأهم من هذا أنهم لا يؤمنون بقول من قال كل مطرود ملحوق.