خروج مخجل وتشييع للطموح ودموع هنا وصراخ هناك ومراسم عزاء لم تنصب فالفقيد منتخب، وتركة باتت اليوم في قبضة (عيد) بعد حصرها، وأصبح الكل يراقب ما الذي سوف يفعله وريث يجب أن يتحلى بالجرأة ويحارب الوصاية ويرفض التملق ويجمع الشتات. الأمير نواف يتكفل بديون قتيل ينشد قتلته الصفح والبراءة وسعي مدربه عن إقالة تأخر منحه إياها وهنا تفتح أمام عيد الأفاق لاختيار مقنن وتفك عنه آخر القيود والتي كانت تكبله إلى الأرض وتمنع مباشرته مهام رئاسته وعليه فاليوم هو اليوم الذي يقال فيه (بدئت حقبتك يا عيد فما هو الجديد). مكمن الخلل في رياضتنا واضح للعيان وليس بحاجة إلى فكر ثاقب لاكتشافه وهو الذي يتمثل في تنظيمات إدارية يقوم عليها مجموعة من الأسماء والتي تتوارث مناصبها منذ عقود وبطريقة متكررة وعلى عيد أن ينتزع هذه المناصب لمصلحة من يثبت نفسه عمليا دون رجوع وصاية أو تردد. بل إن الرئيس يقف اليوم أمام فرصة تاريخية وسانحة لصناعة هيبته وهيبة اتحاده وبدء تغييراته الجذرية والتي تحدث عنها ووعد بها خصوصا أن الوسط الرياضي جاهز لتقبل قراراته المنتظرة مهما كانت عنيفة على خلفية رياضة باتت محل نكتة وتندر وأخال البدء بنفض إداري للمنتخب أهم الأولويات. فعزل المنتخب كليا عن أي متنفذين يصنعون منه التابع لرغبات الأندية ولاعبيها ومصالحها هو هدف مهم وملح لا يكون إلا بإسناد مهمة المنتخب إداريا إلى شخصيات إدارية صلبة وقوية هي في معيار التاريخ أكبر قيمة وثقلا من (لاعبين ورؤساء أندية وشخصيات) صاحبة حظوة وتأثير مالي وإعلامي. وإذا ما تم ذلك وكانت ضربة عيد التصحيحية الأولى في ساحة المنتخب الوطني فإنه يستطيع بعد ذلك وبكل أريحية الالتفات إلى اتجاهات محلية معنية بإعادة تنظيم مسابقاتنا المحلية وعلي كل الصعد (احترافيا واستثماريا وتنظيميا) والوقوف على مشاكلها وقتل (سوسها !) والذي مازال ينخر في جسدها. السيد الرئيس بعد التحية وقبل فوات الأوان لن تقطع مترا واحدا في مشوار ألف ميل ينتظرك ما لم تؤمن أنك رئيس لاتحاد يسكنه اللوبي الأكبر في تاريخ الكرة السعودية ويجب أن تبيت النية لتفكيكه وإن خشيت ردة الفعل فتذكر أن (بلاتر) ذاتك العام ولا يوجد قوة على الأرض تستطيع إزاحتك من مكانك.