أكد عدد من الخبراء والمحللين والسياسيين أن مؤتمر الحوار الوطني اليمني المرتقب هو الحدث الحقيقي لخروج اليمن من الصراع الداخلي واستقراره لحل جميع القضايا العالقة بعيدا عن أي تدخلات خارجية، محذرين في الوقت نفسه من إذكاء الصراعات الطائفية والانقسامات. ورأى المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني راجح بادي أن الحوار الوطني سينجح في ظل السعي المتواصل والحثيث من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي على عقده في موعده المحدد وإنجاحه إلى جانب الإصرار الإقليمي والدولي على إنجاحه مع أن هناك الكثير من المعوقات والعراقيل التي لا تزال تعرض لسير التحضير له. فيما يرى فارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل أن مؤتمر الحوار الوطني هو الاستحقاق الأكبر والتحدي الأخطر في العملية الانتقالية والسياسية في اليمن وبوابة نجاحها ورغم التعقيدات التي مرت بها اليمن في المرحلة الماضية والتحسن الكبير الذي حدث في مختلف الجوانب. أما رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر فرأى أن الدعم الخليجي وخاصة المنح التي تقدمت بها المملكة لليمن شكل دافعا قويا للاستقرار في اليمن إلى جانب الدعم السياسي للمبادرة الخليجية وما حصلت عليها من منح في مؤتمر المانحين. من جهته، قال الدكتور أحمد قطران أستاذ أصول الفكر والفكر الإسلامي بجامعة صنعاء أن التأييد والدعم الإقليمي والدولي يعتبر رافدا إيجابيا إذا ما استخدمته الحكومة اليمنية بشكل صحيح فإنه سيسير بالبلد من نقطة السلب إلى الخط الإيجابي. ومن جانبه، أكد الدكتور فؤاد البعداني أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة إب أن أهم عوامل نجاح الحكومة اليمنية في النهوض بالاقتصاد اليمني أن تحسن استغلال الدعم الإيجابي المقدم من دول الخليج العربية أو من المجتمع الدولي لخلق البيئة الاستثمارية التي تساعد على تشغيل الأيدي العاملة وخلق فرص العمل. واتفق اللواء عبدالرحمن البروي وكيل وزارة الداخلية مع من سبقه من المتحدثين على أهمية الدعم الخليجي والدولية للدفع بعجلة التنمية في اليمن، لكنه أشار إلى أهمية وجود عدد من العوامل الدافعة لعودة الحياة الطبيعية للبلاد وفي مقدمتها توفير حالة الأمن والاستقرار والتي أجبرت أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين العرب واليمنيين على مغادرة اليمن للاستثمار في الخارج. إلى ذلك، قال الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث إن أحد أهم أهداف آلية «الحوار الوطني» هو المحافظة على وحدة كيان اليمن، والقوى الرافضة لهذا المبدأ يجب ألا يكون لها موقع في هذا الحوار .وأضاف أن الجماعات الجنوبية والحوثية لا تمتلك رصيدا شعبيا واسعا في الشارع اليمني رغم قدراتها التخريبية، لذا فإنهم يسعون لتخريب عملية الحوار الوطني وتحويلها إلى أداة لضمان الطموحات غير المشروعة لهذه الجماعات. وعن التدخلات الخارجية قال بأنها أمر لا يمكن منعه بشكل كامل، فطالما كانت هناك أجواء أزمة وصراع تسمح بالتدخلات الخارجية فإن هناك أطرافا متعددة ستقوم باستغلال هذه الأجواء من أجل دعم مصالحها الذاتية، وأضاف بأن السياسة التدخلية الإيرانية في اليمن باتت تتعمق وتم رصدها وسخرت لها إمكانيات هائلة من قبل النظام الإيراني. كما أكدت الباحثة الأمريكية الدكتورة دورا هاريس رئيسة قسم الشرق الأوسط بجامعة ولاية نيفادا أن اليمن ما زال يعيش فترة قلاقل وإضطراب وإن كانت الحكومة اليمنية تفرض سيطرتها على الكثير من أبعاد الشارع اليمني. وتعتقد الدكتورة هاريس أن اليمن قد حظي بنوع من الاستقرار في أعقاب انتهاء ولاية الرئيس علي عبدالله صالح طبقا للمبادرة الخليجية ولكن هذا الاستقرار ما زالت تحيط به الكثير من القلاقل والاضطرابات والنزاعات بين العديد من أطياف المجتمع اليمني خاصة أبناء الجنوب في اليمن. وفي ذات السياق، يرى الدكتور علي بن حسن التواتي المحلل السياسي أن المشهد اليمني أشبه ما يكون بلوحة الألغاز التي يتعلم الصغار عليها تركيب المناظر والكلمات والأرقام. وهو مشهد يختلط فيه المحلي بالإقليمي بالدولي ويصعب التكهن بما ستنتهي عليه الأوضاع هناك لأن لكل لاعب رئيسي في المشهد اليمني سواء كان في مقدمة الصورة أو في خلفيتها طموحات وأولويات ورؤى وخطوط ملونة تختلف بل وتتناقض مع باقي اللاعبين. وكل خطوة إصلاحية تقوم بها الحكومة الانتقالية الحالية تؤدي إلى ردود أفعال سلبية من جهة محلية أو إقليمية أو دولية واحدة أو أكثر . من جانبه، يعتقد الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن الأسبق لدى مصر، أنه لا جدوى من الحوار المرتقب بين أطياف اللون السياسي في اليمن بمعزل عن الصدق في بناء حوار يعالج أزمات الوطن قبل الوصول إلى وحدة فدرالية حرة ومخلصة.