رغم أن اليوم بدأ دموياً على وقع الاشتباكات فى صعدة والعنف فى الجنوب الذى وصل حد الاعتداء على عضو مجلس اللوردات البريطانى ايما نيكولسن والوزيرتين اليمنيتين جوهرة حمود وحورية مشهور .. إلا أن اليمنيين فى القاهرة تشبّثوا بالتفاؤل واعتبروا الاقبال الكبير على الانتخابات الرئاسية فى اليمن استفتاء حقيقياً على القبول برحيل الرئيس السابق علي صالح عن الحكم وانتصار حقيقي لثورة الشباب اليمني،ولارادة التغيير التي توقعوا أن تقود البلاد نحو غد أفضل واعتبرت رموز يمنية مقيمة فى القاهرة ان وجود بعض المعارضين لمشروع الانتخابات لابد ان يحظي بالاهتمام خاصة ما يتعلق بمشكلة اليمن الجنوبي ومشكلة الحوثيين والقاعدة مؤكدين انه لابد من حل هذه المشكلات في إطار وطني يخدم مصالح الشعب اليمني ككل . «التحديات الأربعة» وقال السفير عبدالملك منصور المندوب السابق لليمن فى الجامعة العربية : إن إقبال اليمنيين علي صناديق الاقتراع بهذا الشكل غير المسبوق هو تأكيد لإرادة الشعب اليمني في تحقيق الاستقرار والانتقال بالبلاد الى مرحلة افضل من الديمقراطية وانتهاء حكم الفرد الذي استمر اكثر من 33 عاما، وقال : إنه حتى الآن لاتوجد مشكلات يمكن الحديث عنها بشكل ملحوظ . وقال: إن الانتخابات الرئاسية ستتجاوز باليمن مرحلة العنف والقلاقل السياسية بعد حل المشكلات القائمة وتثبيت اركان الدولة واعداد الدستور والترتيب للانتخابات القادمة سواء كانت رئاسية او برلمانية وفق المبادرة الخليجية . وقال :إن هناك أربعة ملفات أساسية لابد ان تعالج أولها الحراك الجنوبي، الحوثيون، القاعدة، واستشراء الفساد. وهي مشكلات كبرى لابد ان تناقش فى اطار الحفاظ على وحدة اليمن وليس تمزيقه وقال : إن ذلك يحتاج الى دعم مالي وسياسي من قبل المجتمع الدولي ومن قبل دول الخليج التي تبنّت المبادرة اليمنية ويهمّها أمن واستقرار اليمن في المقام الاول والاخير . «المواجهة الديمقراطية» من جانبه أكد محمد الصبري الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية للحوار الوطني أن المؤشرات الانتخابية تدل علي ترجيح خيار ورغبة اليمنيين في استمرار انجاح المبادرة الخليجية واستكمالها بما يحقق مصالح الشعب اليمني واستقراره وقال لاشك ان نجاح الانتخابات يدخل اليمن في مرحلة جديدة وانه لا يعد تصويتا فقط علي انتخاب الرئيس بقدر ماهو تصويت علي رحيل النظام السابق ورغبة اليمنيين في تحقيق المستقبل الأفضل، وهذا لايعني عدم وجود مشاكل وتحديات كبيرة لابد ان يتصدى الجميع لها في اطار عهد جديد يكون اكثر انفتاحا وحوارا وديمقراطية خاصة من جانب الحكومة والبرلمان. وقال: إن المساندة العربية والدولية ضرورية ليتمكن اليمنيون من التعامل مع التحديات، ولابد ان يكون هناك منظور جديد في مواجهة هذه المشكلات ينطلق في الأساس من الاتجاه نحو مزيد من توحيد اليمنيين ومواجهة الأفكار الداعية الي الانقسام سواء ما يخص اليمن الجنوبي او قضية الحوثيين لأن هناك فارق كبير بين حل هذه المشكلات في اطار وطني وبين سعي البعض لتقويض استقرار البلاد. واضاف الصبري: إن أجندة المرحلة الانتقالية صعبة، ولايجب ان تفرض اجندات بقدر ما تطرح كافة القضايا للنقاش في اطار وطني، يعتمد علي الاولويات من اجل النهوض بالبلاد والحفاظ على وحدتها. «وطن ضد الانفصال» ويرى الإعلامي اليمني محمد ناجي علاو أنه رغم وجود بعض المشكلات ورغبة البعض في افشال العملية الديقراطية فان المؤشرات العامة للانتخابات إيجابية. وقال: إن الاقبال الكبير في معظم المحافظات اليمنية يؤكد رغبة اليمنيين في التحول الذي تشهده البلاد، معتبرا ان الانتخابات ستكون فارقة حيث سيركز الجميع بعد ذلك على الذهاب لمؤتمر الحوار الوطني للبحث عن مكاسب من خلال وضع الدستور واجراء الانتخابات، و قال:لاشك ان الاجندات الداعية للانفصال لن تحقق كسبا لأن وعي الشعب اليمني سيمنع مساعي الانفصال ولكن ستكون هناك صيغ لحل مشكلات اليمنيين سواء المشكلة الجنوبية اومشكلة الحوثيين او ما تسببه القاعدة من مشاكل في البلاد، وقال : إن التحدي الاقتصادي هو الأهم ويجب ان يستمر الدعم العربي والدولي حتى يستقر اليمن ولابد ايضا من دعم الجيش اليمني لمواجهة التدخل الايراني من جهة ومواجهة القاعدة من جهة أخرى. ويرى ناجي علاو ان التحدي الاكبر هو توافق اليمنيين على المستقبل، وان محاولات بث الفرقة وتقسيم اليمن من شأنها ان تدخل البلاد في متاهات، وبدل ان تستغل هذه المرحلة لنقل اليمن الى المستقبل سترتد به الى الخلف اذا علت النعرات الطائفية والعرقية على المصالح العليا للوطن فلابد ان ينظر الجميع إلى يمنٍ متحضّر يسعى لتجاوز حكم الفرد ويعتمد على قدرات اليمنيين وطموحاتهم لبناء وطن جديد . «يمنٌ جديد برؤية حضارية» واعتبر شوقي القاضي عضو البرلمان اليمني ان الانتخابات بمثابة بداية لمستقبل واعد وديمقراطية حقيقية فى اليمن واستخدام كل طاقات العمل والابداع دون تعطيل والتي من اجلها تحمّل اليمنيون لعام كامل ولم ينجرّوا الى الصراع او الاقتتال وقال : إن اليمنيين كلهم يحملون همًّا واحدًا مهما تباينت الرؤى وهو ضرورة النهوض بالبلاد ومواجهة الفقر والبطالة وتحقيق الحرية والعدالة ومواجهة الفساد وهناك تحديات يضعها اليمنيون نصب أعينهم منها وجود القاعدة في اليمن وخطر المواجهات المسلحة ومن ثم يرى اليمنيون ان الانتخابات بداية الانتقال إلى الدولة الجديدة التي سيصنعونها برؤية حضارية يشارك فيها كل المواطنين. وقال: إن هناك ملفات صعبة وهي نصب الأعين ولكن ستناقش بشكل وطني من غير إقصاءٍ مثل قضية اليمن الجنوبي وقضية الحوثيين حيث تحتاج صعدة إلى التنمية والاعمار واستغلالها لتكون مصدرا قويا للاقتصاد الوطني وفي هذا الاطار يمكن حل مشكلة الحوثيين بمفهوم المشاركة في الوطن وليس التمييز كما كان في السابق ،معتبرا ان هناك شبه اجماع وطني لتجاوز التحديات . واضاف القاضي: إن الشعب اليمني يقدر موقف دول الخليج ويأمل في مزيد من الدعم والتأييد لاستكمال مراحل البناء لأن قوة واستقرار اليمن من قوة واستقرار الخليج بشكل عام، والمملكة بشكل خاص، ويكفي ان كل يمنيّ بات يدرك اهمية الدور السعودي وأن المملكة وقفت إلى جانب مصالح الشعب حيث كانت هناك تخوّفات من الرئيس صالح ولكن اثبت المسؤولون في المملكة أنهم يقفون إلى جانب مصالح الشعوب وليس الحكام واعتقد أن المملكة لن تتوانى في دعم الشعب اليمني وسعيه لتحقيق الاستقرار.