شكت ساكنات أربطة المدينة من عدم الالتفات لأحوالهن من قبل المسؤولين واصفات المباني بالمتهالكة والمفتقرة للصيانة الدورية مما يعزز إمكانية الأخطار والحرائق لافتين إلى الأسلاك الكهربائية المتشابكة والمكشوفة على الجدار وتحت الدرج بشكل عشوائي وتسرب المياه من سوء أعمال السباكة حتى أصبح المبني دورة مياه.. «المدينة» قامت بجولة داخل عدد من الأربطة والتقت النزيلات. الخبز الناشف إحدى المقيمات كبيرة بالسن لها 17 سنة في الرباط ولديها 5 بنات إحداهن من ذوي الاحتياجات الخاصة وجميعهن يتشاركن غرفة واحدة مع مطبخ ودورة مياه فقط. وعند سؤالي لها: من أين تنفق على أسرتها؟ قالت: والله يا ابنتي أقوم بجمع الخبز الناشف وأبيعه، وفي بعض الأحيان اضطر للخدمة في أحد المنازل للحصول على قوت بناتي ودفع رسوم الكهرباء. وأضافت أني أقوم برعاية ابنتي من الاحتياجات الخاصة والتي لا تستطيع الحركة ولا الجلوس فهي نائمة طيلة حياتها وأقوم بشراء الدواء والمستلزمات الطبية ذات التكلفة الباهظة، وفي أوقات كثيرة نحرم أنفسنا من الطعام لتوفير العلاج لها، وكل ما تحلم به غرفة إضافية وثمن علاج ابنتها. نوره (أم أحمد) مطلقة تحكى معاناتها مع مرض السرطان دامت سنوات حتى تماثلت للشفاء وهي الآن تقوم بالمراجعات على حسابها الخاص وتسكن معها ابنتها وأولادها الثلاثة في نفس الغرفة ليس لهم أي مصدر سوى صدقات أهل الخير التي لا تكفي لقضاء احتياجاتهم. أنابيب الأوكسجين (أم عبدالوهاب) امرأة أربعينية مريضة بالربو تنفق كل ما يصلها من أهل الخير علي أنابيب الأوكسجين وعللت سبب الأزمة المتكررة من ضيق المكان، حيث تعيش هي وأمها وأختها في غرفة واحدة وسوء نظافة المبني فتستطيع أن تشم رائحة المبني من بعد متر وأيّد كلامها أحد رجال الخير وجدناه قرب المبني قال إن أحد أسباب عزوف المحسنين للحضور للرباط هي الروائح الكريهة. وأضاف أن إهمال نظافة المبني بهذا الشكل مؤشر ينبئ بخطورة انتشار الأمراض. ورباط آخر في موقع مختلف تفاجأنا عند زيارتنا للموقع بخروج جميع النزيلات خارج المبنى، وعند التحقق من السبب اكتشفنا انقطاع التيار الكهربائي في المبنى بسبب عدم دفع الفاتورة من قبل الوكيل الشرعي فقالت إحدى النزيلات: في السابق لا ندفع شيئًا أما الآن فقد طلب الوكيل بأن تدفع كل نزيلة مبلغا بمعدل 70 ريالا في الشهر لتغطية التكاليف ومع كل هذا لم يتم التسديد وتتكرر الحالة هذه كثيرًا. 5 آلاف وأضافت إحدى السيدات -رفضت ذكر اسمها- أن الوكيل يتقاضى 5 آلاف ريال نظير تسديد فاتورة الماء والكهرباء ولكن يؤخر التسديد ونادرًا ما يحضر. وعند الأعطال يتم تسديده من حساب النزيلات الخاص، وقال أحد حراس الأمن أن الأربطة تعتبر من المؤسسات الخدمية في الدولة ولها الحق في الاهتمام كأي مرفق حكومي ولوجود سكان علي مدار الساعة مما يعزز من نسبة الخطر وصرح أن 90% منها غير صالح للسكن ولما تعانيه من مخاطر حقيقية فلا تتوفر فيها معايير السلامة كما يوجد الكثير من الاسلاك المكشوفه والتمديدات المخالفة وتحميل الكيبل اكثر من طاقته الحقيقية مما يؤدي الى انفجاره ولا يوجد مخارج طوارئ وحتى الأبواب الرئيسية ضيقة ومليئة بالنفايات التي تعيق الطريق ولا طفاية حريق واحدة. التعاون والتكافل فهد الجهني احد المحسنين المرتادين على الأربطة قال يجب على الجمعيات او المؤسسات ورجال الأعمال التعاون وتامين لهم مصروف محدد لكل فرد يساعدهن على قضاء حوائجهن ومن منهن بصحة جيدة توفير عمل مناسب حتى لو تخدم في بعض المنازل والأسر المحترمة ومع التنسيق مع الجهة الرسمية وان تكون الجهة المختصة عن الأربطة في المدينة جهة مكونة من اخصائيين اجتماعيين ونفسيين ولأوقاف ورجال الأعمال. وابدى احد جيران أحد الأربطة استياءه من الحال الذي وصلت له الرباط من سوء الخدمات والنظافة وغياب الرعاية الاجتماعية لهن والنظر في حالهن واكد ضرورة تامين حارس لكل رباط تحديد مواعيد الزيارة للحفاظ علي سلامة النزيلات من أي نفس ضعيفة وحتى لا يكون ملجأ للمتخلفين وأصحاب الذمم الفاسدة وأضاف أني أرى باب الرباط مفتوح ليل نهار، مما ينذر بالخطر .وطالب المسؤولين بضرورة تامين صحي بذات كبار السن والأطفال الجو الصحي احد الأطباء قال «للمدينة» أن الأربطة لا يتوفر بها الجو الصحي تنتشر بها الملوثات الحقيقية من الغازات والحشرات والأمراض المعدية فالغرف تفتقر للنظافة والتهوية والشمس مما يسرع من نمو البكتيريا وانتشار العدوى وظهورأمراض جديدة يصعب السيطرة عليها.