سجلت تجربة (حي بلا حاويات) في المدينةالمنورة، فشلا في 14 حيا، رغم مراهنة أمانة المنطقة على نجاح المشروع، وتزايدت معاناة سكان تلك الأحياء التي طالها الضرر بسبب إصرار الأمانة على تنفيذ التجربة وعدم التجاوب مع مطالبهم بإعادة الحاويات في الأماكن المخصصة لها وإصرارها بأن تبقى الأحياء خالية من الحاويات بحسب شكوى سكان تلك الأحياء، الأمر الذي أدى إلى تكدس النفايات وانتشار الحشرات والبعوض والذباب والروائح الكريهة داخل الأحياء التي يسكنونها. وأكد أهالي الحي أن القطط تنتشر حول أكياس النفايات، مشيرين إلى أن الشركة المشغلة لم تلتزم في أداء عملها وعدم التزام سيارة ضاغط النفايات بالحضور في المواعيد المحددة. وأوضح عبدالكريم محمود أن الحي الذي يسكنه (الأزهري) أصبح يظهر عليه سوء النظافة بسبب تراكم النفايات التي يتواجد حولها الذباب والبعوض وتنبعث منها الروائح الكريهة، مشيرا إلى أنهم أصبحوا يعيشون معاناة يومية جراء هذا المشروع، متسائلا لماذا تصر الأمانة على تطبيق المشروع داخل الحي الذي نسكنه علما بأن التجربة طبقت في 13 حياً آخر رغم أن المشروع أثبت فشله على مدى السنوات الماضية. تقاذف النفايات وبين محمد كابلي أن المشروع سبب الكثير من المشاكل بين سكان الحي فأصبح كل ساكن يقذف بالنفايات أمام منزل جاره بسبب تأخر سيارة (الضاغط) بالحضور في المواعيد المحددة، مما سبب الكثير من المشاكل والملاسنات بين الجيران. ويشير كابلي إلى أن الأمانة لم تضع في حساباتها المشكلة التي سوف تحدث في حال تخلف سيارة الضاغط عن الحضور في الوقت المحدد. تلوث بيئي ويصف أحمد العروي، أن الحي الذي يسكنه (الخالدية) أصبح ملوثا بسبب تراكم أكياس النفايات التي تؤدي إلى ثلوث البيئة وتسبب الكثير من الأمراض الصحية، مطالبا عمل دراسة متأنية حول المشاريع حتى يحالفها النجاح. وقال: «الغريب أن الأمانة تصر على أن المشروع ناجح وتحاول أن تقنع نفسها بنجاحه، الأمر الذي دعا بعض سكان الحي يفكرون بالانتقال إلى الأحياء المجاورة التي لم يطبق بها هذا المشروع». فيما تساءل أحمد الحبيشي: «لماذا لم تستعن أمانة المنطقة بجهة محايدة وكونت لجنة من الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر العالمي الذي احتضنته مؤخرا تحت عنوان (تلوث البيئة للوقوف على الواقع ودراسة تطبيق المشروع حتى تحكم بنجاح المشروع من فشله). تحمل المسؤولية في المقابل، أوضح الوكيل المساعد للخدمات بأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس يحيى سيف صالح، أن فكرة أحياء بلا حاويات من ناحية المبدأ صحية ومقبولة إذا تضامن الجميع وهي عبارة عن التخلص من النفايات بالطرق الصحيحة والمدروسة، ووجود الحاوية بالأحياء يعتبر إيجابيا لتجميع النفايات ولكن قد تتحول هذه الحاويات إلى مستشفى ولادة للحشرات بسبب نوعية المواد التي تلقى بداخلها فتصبح بؤرا للتوليد والتكاثر وتحتاج إلى مكافحة، مؤكدا أن التجربة نجحت في كثير من الدول الكبرى المتقدمة عندما تتخلص من النفايات بالطرق الصحيحة، وتنجح الفكرة لدينا عندما يلتزم السكان بالدور الكبير الملقى على عاتقهم. وقال: «اختر أكياس النفايات السميكة ذات حجم مناسب ولا تلقيها أمام منزل جارك ولا تخرجها إلا وقت مرور سيارة (الضاغط) أثناء التوقيت المحدد قبل أن تتكدس وتشوه المنظر العام وتبعثرها القطط، وفي حال مخالفة الضاغط بالحضور يحق للسكان الاتصال على عمليات الأمانة (940) وإبلاغهم بالمخالفة وسوف يتم إبلاغ الشركة ومحاسبتها وتغريمها حسب الآلية المتبعة في الجزاءات والغرامات.وأضاف: «إننا جميعا نتحمل المسؤولية، ويتضح لنا أن فكرة أحياء بلا حاويات فكرة صحية جميلة ولكن الخلل في عدم تطبيقها بشكل متكامل، وإن الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة لدينا عدم التزام السكان بإخراج النفايات في الأوقات التي حددتها الأمانة، حيث لوحظ أن التجربة لا قت نجاحا في بعض الأحياء وأيضا حتى أمام بعض المنازل»، منوها إلى أن أمانة المنطقة قبل أن تشرع في تطبيق التجربة اختارت المخططات السكنية المعتمدة وخلال تلك الفترة عقد داخل الأحياء المستهدفة ندوات توعوية للتعريف بالخدمة وكذلك من خلال اللوحات الإرشادية، وكان يفترض أن يستمر هذا التواصل مع السكان بواسطة الإعلانات وبعث لهم الرسائل التوعوية عبر وسائل التقنية المختلفة، مشيرا إلى أن التجربة في وضعها الراهن تحتاج الى معالجة وتطوير قد تصل إلى إيقافها مؤقتا ليتم البدء من جديد بزخم أقوى وطريقة صحيحة.