استبق نظام بشار الأسد تقديم 57 دولة، أمس، طلبا إلى مجلس الأمن الدولي لإحالة جرائم الحرب في الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وارتكب المزيد من المجازر خاصة في المعضمية بريف دمشق وحي الحيدرية في حلب، إذ قتل 21 طفلا وعددا من النساء في عمليات قصف عنيف، ما رفع عدد ضحايا أعمال القمع خلال 24 ساعة إلى 127 قتيلا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ثمانية أطفال وخمس نساء في غارة جوية على المعضمية. كما شن طيران النظام غارة أخرى على منطقة العتيبة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. وأسفر القصف على بلدة حوش عرب عن مقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات وشقيقه (18 عاما) وابن عمهما (سبع سنوات). وفي حلب وريفها، قتل أربعة اطفال، جراء قصف تعرض له حي الحيدرية، بحسب المرصد الذي أفاد عن مقتل طفلين آخرين جراء قصف جوي على بلدة مسكنة وطفل إثر سقوط قذيفة هاون على مدينة القصير. كما قتل طفل برصاص قناص في بلدة بنش بمحافظة أدلب وطفلين جراء قصف جوي على بلدة اللطامنة في ريف حماة. وارتفع بذلك عدد الأطفال الذين قتلوا منذ بداية الأزمة إلى أكثر من ثلاثة الآف و500 طفل. دبلوماسيا، طالبت الدول ال57 الموقعة على عريضة قدمتها سويسرا إلى مجلس الأمن، بأن يعهد المجلس إلى المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في سورية ومحاكمة المسؤولين عنها أيا كانوا. وجمعت البعثة السويسرية لدى الأممالمتحدة التواقيع التي تشمل العديد من الدول الأوروبية. ويبدو إقرار مجلس الأمن للطلب حاليا بعيد الاحتمال سبب دعم موسكو وبكين المستمر لنظام الأسد. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ستعقد اجتماعا حول الأزمة السورية في حدود 25 أو 26 أو 27 يناير (كانون الثاني) الحالي. وعلى الأرجح على هامش عرض تقرير للمبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي. وردا على سؤال حول مستوى المشاركين في هذا اللقاء، قال إن لقاء وزاريا غير مرجح كثيرا. وسيكون الاجتماع إما على مستوى نواب الوزراء أو على مستوى الممثلين الدائمين. وأوضح أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تدرس خيارات لإرسال مراقبين دوليين إلى سورية. وطالب رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبي، في مؤتمر صحافي عقب لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أمس، إلى وقف المجزرة في سورية، مجددا موقف الاتحاد الأوروبي بأن على الرئيس بشار الأسد التنحّي لتسهيل انتقال ديمقراطي وشامل. ودعا الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة إلى التعاون مع الإبراهيمي، مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي لمهمته.