قتل 26 طفلا في عمليات قصف معظمها بسلاح الطيران في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين، في حين تقدمت 57 دولة بطلب من مجلس الامن الدولي لاحالة ملف النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب. في الوقت نفسه، اعلن حلف شمال الاطلسي الاثنين ان صواريخ باتريوت التي نشرت في تركيا لمواجهة تداعيات محتملة للنزاع السوري على الاراضي التركية، ستصبح جاهزة للعمل في مطلع شباط/فبراير وربما قبل ذلك. وفقا ل(AFP) ومن موسكو اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان اجتماعا لممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن سيعقد في نهاية الشهر الحالي حول سوريا. امنيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اثني عشر طفلا في غارات جوية نفذها الطيران الحربي السوري في مناطق مختلفة من ريف دمشق حيث تستمر منذ اسابيع العمليات العسكرية الدامية. وبين هؤلاء ثمانية اطفال في غارة على مدينة المعضمية جنوب غرب دمشق، بحسب المرصد، في حين قالت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ان "ارهابيين" استهدفوا مبنى سكنيا في المعضمية بقذيفة اوقعت ضحايا مدنيين بينهم اطفال ونساء. وبلغ عدد القتلى في القصف والاشتباكات في ريف دمشق الاثنين 51 وهم 33 مدنيا وعشرة مقاتلين معارضين وثمانية عناصر من قوات النظام. في مدينة حلب (شمال)، قتل ستة اطفال دون سن ال16 عاما جراء قصف تعرض له خصوصا حي الحيدرية (شمال شرق)، بحسب المرصد الذي افاد ايضا عن مقتل طفلين آخرين جراء القصف بالطيران على بلدة مسكنة في ريف حلب، وطفلين اثر سقوط قذائف هاون على مدينة القصير في ريف حمص (وسط)، وطفل برصاص قناص في بلدة بنش في محافظة ادلب (شمال غرب)، وثلاثة اطفال جراء القصف بالطيران الحربي على بلدة اللطامنة في ريف حماة (وسط). ويضاف هؤلاء الى اكثر من 3500 طفل احصى المرصد سقوطهم منذ بدء النزاع السوري قبل 22 شهرا. وفي حصيلة اولية لضحايا اعمال العنف الاثنين، افاد المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا، عن مقتل 126 شخصا. واشارت منظمة "اطباء بلا حدود" الاثنين الى مقتل عشرين شخصا واصابة 99 آخرين بجروح الاحد في غارات نفذها الجيش السوري على سوق في مدينة اعزاز في ريف حلب، موضحة ان جميع الضحايا من المدنيين. وذكرت المنظمة ان هذا القصف جاء بعد اسبوعين على قصف استهدف مراكز صحية واسعافية في المدينة، "ما يجعل الفريق الطبي شبه عاجز عن التعامل مع حالة طارئة بهدا الحجم". واشار بيان المنظمة الى نقل عدد من المصابين الى مناطق اخرى، في حين اكد رئيس بعثة المنظمة في سوريا شينجيرو موراتا تصميم فريقه على البقاء في حلب، رغم القصف الذي تتعرض له المستشفيات والمراكز الطبية. وكان المرصد السوري افاد عن مقتل 13 شخصا الاحد في قصف اعزاز. وفي محاولة خجولة لتحريك النشاط الدبلوماسي المشلول في مجلس الامن حول سوريا اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالة انترفاكس ان روسيا ايدت "فكرة عقد اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية، وربما تحديدا بمناسبة عرض تقرير الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي في نيويورك". وردا على سؤال حول مستوى المشاركين في هذا اللقاء، اعلن بوغدانوف ان موسكو منفتحة على "اي فكرة"، الا انه اضاف ان "لقاء وزاريا غير مرجح كثيرا. سيكون اما على مستوى نواب الوزراء او على مستوى الممثلين الدائمين". في نيويورك، طالبت مجموعة من 57 دولة تتقدمها سويسرا الاثنين في رسالة الى مجلس الامن الدولي بان يعهد الى المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا. وجمعت البعثة السويسرية التواقيع على الرسالة على مدى اشهر. وبين الموقعين، العديد من الدول الاوروبية، ومنها فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا، اضافة الى استراليا واليابان وليبيا وتونس. واشارت الرسالة الى ان تحقيق المحكمة الجنائية الدولية يجب ان يكون "بلا استثناءات ايا كان المسؤولون" عن هذه الجرائم. واضافت "على المجلس ان يوجه رسالة واضحة تطالب السلطات السورية وجميع الاطراف الاخرى بالالتزام كليا باحترام حقوق الانسان". وكون دمشق غير عضو في المحكمة الجنائية الدولية، فان مجلس الامن هو الهيئة الوحيدة المخولة احالة الملف الى المحكمة. وتدعم الولاياتالمتحدة هذه الاحالة من دون ان توقع على العريضة لانها ليست عضوا في المحكمة. ولا تحظى المبادرة بفرص قوية للنجاح، لا سيما بعد فشل مجلس الامن في اتخاذ قرارات في شأن النزاع، بسبب استخدام روسيا والصين، حليفتي النظام، حق النقض (الفيتو) لمنع ادانة النظام السوري، علما ان موسكو وبكين ليستا عضوين كذلك في المحكمة الجنائية الدولية. ودعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدول التي لم توقع على العريضة "لا سيما الدول العربية التي عبرت مرارا عن قلقها من استمرار عمليات القتل في سوريا، الى الانضمام الى الدعوات المتزايدة للمحاسبة عبر دعم الاحالة الى المحكمة الجنائية الدولية". واعتبرت المنظمة ان هذه المحكمة "هي المرجع الوحيد القادر على اجراء تحقيق فعال وملاحقة اولئك الذين يتحملون المسؤولية الكبرى في الانتهاكات الجارية في سوريا". في دمشق، واصل الاعلام السوري الاثنين حملته على الابراهيمي. وكتبت صحيفة "الثورة" الحكومية "لا يشبه الأخضر الابراهيمي في مهمته كمبعوث أممي للأزمة في سوريا سوى سائح معمر حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم". واعتبرت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات من جهتها ان تصريحات الابراهيمي "ألقت الكثير من إشارات الاستفهام على دوره ووظيفته"، واصفة اياها بال"المشبوهة". وكانت "الوطن" كشفت في عددها الاحد ما جرى في الاجتماع الاخير بين الابراهيمي والرئيس السوري بشار الاسد في دمشق، مشيرة الى ان الاسد أنهى اجتماعه مع الموفد الدولي بعدما "تجرأ" هذا الاخير على سؤاله عن مسالة الترشح الى الانتخابات الرئاسية العام 2014. ونقلت عن الاسد قوله "لست قبطان السفينة التي عندما يشعر بأنها بدأت تهتز يهرب منها". من جهة اخرى، توقعت المتحدثة باسم حلف شمال الاطلسي وانا لونجيسكو الاثنين "ان تصبح صواريخ الباتريوت جاهزة للعمل مطلع شباط/فبراير (في تركيا) ان لم يكن قبل ذلك". واشارت الى ان العمل جار لايصال المعدات وتركيزها في جنوب تركيا منذ بداية السنة وسيستمر بضعة اسابيع. ووفرت ثلاث دول اعضاء في الحلف الاطلسي هي الولاياتالمتحدة والمانيا وهولندا ست بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ، ستنشر مع المئات من الجنود اللازمين لتشغيلها، في تركيا تحسبا لتداعيات النزاع السوري عليها. 5