أسئلة منطقية وشرعية باتت تتردد كثيراً من قبل المهتمين بشأن نادي الاتحاد في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها، وهي هل كان سيتم فتح كل ورقة إدارية، والوقوف على كل شاردة وواردة فنية، ونصب محكمة لكل قضية إعلامية، لو كان من يمسك بخيوط المسؤولية في النادي حالياً هو منصور البلوي، سواء أكان رئيساً كما في ولايته التي استمرت أربعة أعوام، أو حتى متنفذاً كما في العامين اللذين ترأس فيهما جمال أبو عمارة النادي. أعتقد ان أي عارف بشأن الاتحاد لو قام بعملية عصف ذهني سريعة لفترة الأعوام الستة الماضية لخرج بجملة قضايا في غاية الحساسية، كل واحدة منها كافية لأن يفتح الاتحاديون آنذاك معها ملفات تحقيق، كقضية عقد نور، وقضية ديمبا- زاراتي، وصفقة فيجو، واتفاقية إتي- برشا- والتعاقد مع إيتو، وأخيراً قضية السيراليوني كالون، وغيرها عشرات أخرى من القضايا لو تم استعراضها لطال المقام. بهذه المقاربة لست أدعو للتعتيم الإعلامي على أي قضية تحصل في الفترة الحالية التي يقود فيها الدكتور المرزوقي النادي، أولاً لإيماني بأن الدور الإعلامي الرقابي يستلزم كشف أي أخطاء، وفضح أية ممارسات يمكن لها أن تضر بهذا النادي أو ذاك، أو بسمعة الرياضة السعودية بوجه عام؛ لكنني أرفض في ذات الوقت سياسة الكيل بمكيالين المفضوحة، وهو ما نلمسه بوضوح في الشأن الاتحادي، فمن يتعاطون مع إدارة المرزوقي بطريقة (جيمس بوندية) كما في قضية التعاقد مع الجزائري زيايه، وغيرها من القضايا الأخرى، كان حرياً بهم أن يقوموا بهذا الدور في فترات سابقة حتى يمكن اليوم الوثوق بهم وبأهدافهم. بل إن الدكتور المرزوقي نفسه كان حتى ما قبل الجمعية العمومية التي فاز بها برئاسة النادي وحتى الأيام الأولى له في الرئاسة بمنأى عن أي ترصد إعلامي، بل على العكس من ذلك، فقد كان يحظى بدعم مالي ولوجستي وإعلامي، من شرفيين مؤثرين في مقدمتهم البلوي، ما مكنه من الفوز بالرئاسة والقبض على مفتاح النادي وباكتساح على منافسيه قاروب وجمجوم؛ وهو ما كان أيضاً سبباً مباشراً في انسحاب منافسه الثالث الدكتور عبدالإله ساعاتي عشية الانتخابات طاعناً في نزاهتها ومتهماً شرفيين متنفذين بالقيام بعملية شراء أصوات ومنحها لمرشح واحد دون أن يسميهم. وهنا أجدها فرصة للتوضيح لمن بات يختلط الأمر عليه، إذ يتوهم البعض أن المرزوقي سيق به لرئاسة الاتحاد عنوة، لتحييد المتنفذين فيه، وضرب النادي من الداخل وفي ذلك تشويش للحقيقة، بل فيه انقلاب عليها، فالمرزوقي زف به لكرسي (العميد) الكبير منتخباً في حالة تكاد تكون غير مسبوقة في البيت الاتحادي، إذ كان هناك إجماع على أنه الخيار الأفضل للنادي، هذا قبل أن يتم التحول ضده بمقدار 180 درجة، لا لشيء إلا لأنه أراد الخروج من جلباب الوصاية الذي أريد إلباسه إياه.