أي نصفين وإن كانا مختلفين أو متضادين ينتج عنهما ما يدل على أنهما عملا معا بتعاون تام بغض النظر عن كون النتائج إيجابية أو سلبية ولكنها دليل على تفاعل النصفين. فلا يمكن رؤية ضوء النهار إلا بعد انقشاع ظلمة الليل.. ولا نستطيع المشي على قدم واحدة بدون مساعدة لمسافة طويلة. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى على ذلك.. ولكن أهم نصفين تقوم على طبيعة علاقتهما الحياة هما الرجل والمرأة.. فبرغم التباين الشديد بينهما، إلا أن مهمتهما واحدة، وهى إعمار الأرض مستغلين ما بينهما من اختلاف للوصول لهذا الهدف من خلال تكاملهما معا حتى وإن جار أحدهما على نصيب الآخر. فمع دوران عجلة الحياة واستلام الرجل لمقود القيادة وتراجع المرأه للمقعد الخلفي، ليس للتكريم، بل للتجاهل تحت مسميات مختلفة مثل العادات والتقاليد... إلخ، مع أن الشرائع السماوية كرمتها ورفعت من شأنها لتضعها في مكانتها الطبيعية، بالمشاركة والتفاعل مع النصف الآخر في تكوين مجتمع قائم على المعرفة التامة بحدود وحقوق وواجبات كل نصف، في إطار من الاحترام المتبادل دون فرض الرأي واتخاذ الشورى مبدأ أساسيا للتعامل. ومع دخول المرأة للعديد من المجالات العلمية والتعليمية والاقتصادية، وتصدرها مشهد العمل الاجتماعي والخيري مع حفاظها على هويتها، متخذه من بيئتنا المحافظة مناخا صالحا ومناسبا للإبداع والتميز الذي لفت الانتباه للآثار الإيجابية التي تركتها في مجتمعها على جميع الأصعدة التي شاركت فيها. وكانت قرارات الجمعة التي أصدرها الوالد العظيم الذي استشرف نجاح بناته بنظرته الثاقبة وتلمس استثمارهن لثقته الغالية التي منحها لهن على مدار السنوات الماضية؛ ليتوج جهودهم ويصدر قراره الملكي التاريخي بدخولها معترك العمل السياسي من خلال 30 مقعدا بمجلس الشورى في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مملكتنا. فلا عبارات الشكر والتقدير تفي الوالد العزيز خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حقه، بل.. العمل الجاد والمشاركة الفاعلة وتحقيق الإنجازات وإثبات الذات والإدراك أن العبور لمجلس الشورى ليس للتشريف أو للتكريم، بل هو تكليف ملزم هي أبلغ كلمات العرفان بالجميل للملك والوطن. [email protected]