- دار حديث بيني وبين أحد الأصدقاء حول أسباب التراجع الملحوظ لكرتنا على وجه الخصوص وعلى بعض الخدمات لدينا في مدننا المختلفة، ومن هذا الحديث جاءت فكرة المقال. - لا يخفى على أي متابع بأن ما يندرج تحت محور الخدمات ارتبط بطريقة غير مباشرة بنتائجنا الكروية. فمنذ عقدين من الزمن وعجلة التطوير في منشآتنا الرياضية والخدماتية والمواصلات تكاد تكون متوقفة ونتائجنا في تراجع! - فعلى سبيل المثال تم ضخ (بضع) مليارات الريالات في عقود لاعبين ومدربين لم تقدم التطور المنشود لكرتنا آخر عقدين، وقد يكون استثمار تلك المبالغ في رياضات فردية أجدى وأنفع للوطن لرفعة اسمه في المحافل الأولمبية. - وقد يعود ذلك لأسباب عديدة تطرق لها العديد ولكن يظل محور الإدارة هو المحور والذي يغض الطرف عنه وخصوصا «الاستقرار» الإداري والفني معا. فإن وجد «الاستقرار» الإداري فقلما يواكبه «الاستقرار» الفني ونادي الفتح مثال ناجح وواضح للاثنين معا. - وتجربة فيرجسون مع مانشستر أو فينجر مع الأرسنال هما مبتغى «الاستقرار» فلا يمكن مع أي هزيمة أو إخفاق تشار الأصابع للمدرب كما هو الحاصل لدينا. فغالبية أنديتنا لا يستمر المدرب أكثر من موسم في أحسن الأحوال. وبالمناسبة ثالث أطول فترة قضاها مدرب كانت من نصيب جون كولمان مدرب أكرنجتون الإنجليزي (فريق درجة ثانية) وهي 13 موسما! - وآسيويا اليابان وكوريا يغردان خارج السرب بتفوق واضح في مجالات عديدة أولهما الرياضة والسبب هو «الإدارة» والإرادة! فالتفوق الرياضي لديهم ما هو إلا نتاج خطة عمل واضحة تبدأ من المنزل مرورا بالمدرسة والنادي والمجتمع. - وبنظرة إيجابية نرى الآن خطوات متسارعة للحاق بركب المتقدمين والمتفوقين على أصعدة عديدة كالمشاريع الإنشائية في مدينة جدة ومنها ما يتعلق بالمواصلات، أو المطار أو استاد الملك عبدالله، ومنها ما يتعلق بتخصيص كرة القدم بالمملكة. فالمرحلة المقبلة تتطلب تفكيرا وعملا مختلفا باتجاه «صناعة الرياضة». ما قل ودل: معدل تغيير الرؤساء والمدربين بنادي الاتحاد يسير في نفس المعدل وهو رئيس ومدرب لكل موسم!. Twitter @firas_t