تجارب الدول المتطورة والشركات الناجحة على حد سواء بدأت من رؤية واضحة وهدف سام للوصول إليه، يشارك فيه الفرد ويعتبر هو أول محور في تلك المنظومة. ولربط ذلك برياضتنا، وباعتبار أن أنديتنا لم تصل لمرحلة الربحية كغالبية الأندية الأوروبية، إلا أن ما نفتقد إليه وبوضوح هو غياب الاحترافية الكاملة والتخطيط للمستقبل من فترة ليست ببسيطة. تعددت المقالات والرؤى، ويظل محور الإدارة هو مايؤرق مضجع أي محب لرياضتنا، فلا يمكن أن تستمر في إصلاح فكر هاو داخل الأندية، ولا يمكن أن تدير لاعبين يتقاضون الملايين غير المبررة (يمكن وصفها باللامنطق) والتي جلبت الضرر للكرة السعودية. وقد يثير البعض مشروع الاحتراف والمطبق من أكثر من 16 عاما، وهو احتراف أضاف المال «فقط» للاعبين، واكبه غياب تام لمستوى الكرة السعودية؛ لإغفاله الجانب الإداري وهو الأهم. ولعل المتابع يلحظ الخطوات المتسارعة الآن فيما يتعلق بتطبيق الاحترافية على جميع الأصعدة إدارية كانت أم فنية لدينا، كمشروع دراسة التخصيص والذي سيكون بمثابة النقلة النوعية للاحترافية المنشودة. ولعل تجارب جل الأندية الإنجليزية فيما يتعلق بالتسويق والتنظيم المالي مثال يحتذى به في هذه المنظومة المنشودة. وتلك الخطوة بإذن الله تختلف عما مضى في أنها منبثقة من المؤسسة الرياضية الرسمية بإيمان كامل بأهميتها في تطوير كرة القدم، والأمل معقود بتسارع الخطوات بعد تسليم الدراسات لمجلس الاقتصاد الأعلى للتطبيق على أرض الواقع. ما قل ودل: حضور جماهيري غير مشجع في غالبية مباريات دوري زين، والأسباب: مواعيد متغيرة، بيئة ملاعب أقل مما يسعى له المشاهد، ومستوى متذبذب. الجمهور لا يقتصر دوره معنويا، ولكن يظل الدعم المادي أمرا أساسيا، ويكون ذلك عن طريق حضور المباريات وشراء منتجات ناديه، والاشتراك بعضويته وغيره، الفاعلية لها دور. متوسط حضور الجماهير بالدوري الإنجليزي الممتاز يتجاوز 34 ألف مشجع، الوفاء ودعم الفريق لا يرتبط إلا بالكيان، و (ليدز) القابع في الدرجة الثانية بالدوري الإنجليزي متوسط حضوره 25 ألف مشجع، وبالمناسبة تم شراؤه الأسبوع الماضي من قبل بيت التمويل الخليجي في صفقة أراها مجدية استثماريا. المهندس: فراس التركي Twitter: @firas_t