في كل بلدة نجد مجموعة من الحكايات التي يعبر فيها أهلها عن ذواتهم بطرقهم البسيطة، تحمل مضامين شعبية ودلالية قد تخفى أحيانا على المستوى الظاهري من السرد لكنها تبقى في الوجدان الجمعي لتخلق الكثير من التصورات الشعبية للحياة وللوجود. في حائل (بحكم النشأة) يختزل أهلها الكثير من الحكايات الصغيرة والبسيطة، كما أن لها قصصها الخاصة التي لا يشترك فيها مع غيرها بعضها يصعد إلى مستوى سرد الأساطير الكبرى كرحلة بني طي والتقائهم برجال من أواخر الأحياء من قوم عاد، وبعضها لا يتعدى الحكاية الشعبية التي اندرجت شعبيا في (سواليف) العجائز مثل (تريترا وظلما) وغيرهما رغم الفارق بين الشخصيتين، وهما امرأتان اشتركتا في طابع الشرانية وقتلهما للناس. وأيا يكن الأمر تبقى تلك الشخصيات من قبيل السرديات الشفهية التي تحتاج إلى تدوين ورعاية خاصة تحملها الأجيال لبعضها البعض. للدكتورة لمياء باعشن مشروع رائد من هذا القبيل، حيث أصدرت مجموعة من الكتيبات الصغيرة والتسجيلات الصوتية الحكواتية والغنائية التي جمعتها عن الحكايات الحجازية الشعبية مع الحفاظ على اللهجة التي سردت بها تلك الحكايات مما يشكل مادة سردية خاما يمكن الاتكاء عليها في دراسات سردية وأنثربولوجية لاحقة. أكاد أجزم أن لكل بلدة أو منطقة سردياتها الخاصة وحكاياتها التي تمايز نفسها عن غيرها من عرعر شمالا إلى جازان جنوبا ومن الأحساء شرقا إلى القنفذة غربا، وإن اشتركت في بعض الحكايات إلا أنها تأخذ الطابع الاجتماعي والثقافي في تلك البلاد مما يجعل الظن يميل إلى كونها حكايات محلية، وهي في الحقيقة انتقلت من حكايات أخرى في أوطان مختلفة، ومن طبيعة الحكايات الشعبية هذا الانتقال لكن هذا لا يعني أن لكل بلدة حكاياتها الخاصة التي نسجتها. حكاياتنا الشعبية تندثر مع توسع المدن، ومع انتشار التقنيات الحديثة التي باعدت بين الناس كما قربتهم، لكن تحتاج حكاياتنا أن تدون وأن تنشر من خلال الوسائل الحديثة للأجيال اللاحقة أو المجتمعات الأخرى كنوع من عملية التثاقف السردي الشفهي. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 118 مسافة ثم الرسالة